أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ان «لبنان ليس دولة اسلامية بل بلد تنوع واتفاق». وشدد على أن «الفراغ في رئاسة الجمهورية لا يملأ بتعطيل مجلس النواب او الحكومة، لانه بذلك ينسحب الفراغ على الجمهورية كلها، ويجب أن يتضاعف عمل مجلسي النواب والحكومة لتحقيق بعض ما يريده المواطن اللبناني».
كما أكد «ان نتائج التنسيق بين قيادتي قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني ممتازة، واعطت نتائجها حتى الآن، وما يسمع من مشاكل منذ سبعة اشهر وحتى اليوم اقل بكثير مما كان يمكن ان يحصل سابقا».
تكريم مقاصدي
كلام المشنوق جاء خلال احتفال تكريمي له أقامته جمعية متخرجي المقاصد الاسلامية في بيروت، في مقرها في الصنائع، حضره ممثل الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة النائب عمار حوري، ممثل مفتي الجمهورية الشيخ مروان كصك، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، رئيس بلدية بيروت بلال حمد ووزراء ونواب حاليون وسابقون وشخصيات وفاعليات واعضاء جمعية الخريجين ووجوه بيروتية واعضاء الهيئتين الاستشارية والادارية للجمعية.
كلمة لاوند
بداية تحدث عضو الجمعية خضر لاوند، فقال عن المشنوق: «يمارس مهامه في الوزارة على نحو يذكرنا بمدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، التي عايشها وتربى بها، وعلى نحو يجسد بأمانة نظرة الرئيس سعد الحريري بكيفية جعل السياسة في السلطة استمرارا في الحرص على مصلحة الوطن والمواطن. لغته السياسية تلكن بلهجة وطنية عالية النبرة، فهو نموذج فذ، نموذج الحزم عند الملفات ويد اليد عند الازمات والسير امام الشعارات لتجسيدها وليس وراءها للتلطي بها».
كلمة الشربجي
ثم تحدث رئيس جمعية متخرجي المقاصد الاسلامية محمد مازن الشربجي، فقال: «يسعدني ان يكون مكرمنا معالي وزير الداخلية والبلديات، هو من الشخصيات الوطنية التي نجحت وللمرة الاولى في لبنان بتفعيل التعاون والشراكة بين قيادتي الجيش والقوى الامنية، والتي بدورها تقوم بالكثير من التضحيات لتفكيك الخلايا المجرمة والقاء القبض على الكثير من الارهابيين، ولا يسعنا هنا الا ان نتوجه بالشكر الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على المكرمة السخية التي جاد بها على المؤسسة العسكرية لمساعدتها ودعمها»
كلمة المشنوق
ثم القى المشنوق كلمة قال فيها: «عندما دخلت الى هنا ورأيت وجوها تعودت عليها سنوات طويلة في قريطم، مقر الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، أحسست بطواف روحه بيننا، وفي كل شخص منكم، ان في موقع المسؤولية او في موقع العمل او في الموقع البيروتي ايضا»
أضاف: «حملني عريف الحفل صفات اكثر بكثير مما احمل، فعندما كلفت في الاشهر الماضية بمهام وزارة الداخلية، جل ما حاولت فعله كأسلوب عمل، تعلمته من الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لفتني كلام رئيس الجمعية عن مسألة العلاقة بين قيادتي قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني، هذه نقطة اساسية كانت في عقل الرئيس رفيق الحريري وحاول ان يرتبها دوما، لكن الوصاية السورية كانت تمانع من نشوء هذه العلاقة على اسس طيبة وعاقلة ومتينة، كان هم الرئيس الشهيد في وزارة الداخلية كيف تنشئ قوى الامن مؤسسة امنية جدية شريكة في القرار الامني اللبناني وليست شاهدة على عمل الاخرين. ما كان لهذا الامر ان يتم الا من خلال علاقة صحية وسليمة مع الجيش. وهنا اقول انه في الاشهر الستة الاخيرة استطعنا ان نحقق جزءا جديا من العلاقة مع قيادتي قوى الامن والجيش، اذ تبين من التجربة الحكومية انه لا يمكن للامن ان يكون جديا الا من خلال التعاطي مع الجيش».
أمثل جهة سياسية
وتابع: «لقد حضرت ثلاثة اجتماعات في وزارة الدفاع وقلت لهم الآتي: انا امثل جهة سياسية معنية بالامن في البلد قبل اي شيء آخر، وبيروت عاصمة، الكل يعلم مدى اهمية الامن فيها، فأنا ومن امثل لا يمكن ان نكون شهودا بل شركاء في القرار والتنفيذ والنتائج».
وقال: «الكل يؤكد نظرية ان الارهاب سم، لكن هذا السم يستعمل في الدواء بنسبة قليلة جدا فينفع ويصحح الجسم، وهناك سم اذا حصل خطأ في آلية تركيبته يقتل، فاذا احببتم اخذ هذا السم لوحدكم فأنتم أحرار، واذا رغبتم في اشراكنا في تحمل هذا السم الذي ينقذ البلد فنحن شركاء في كل شيء ونحن معكم».
وأردف: «لقد حققنا ما نسبته 40% من النجاح في نتائج التنسيق، وقوى الامن الداخلي بتعدد فروعها، خصوصا شعبة المعلومات احدى اهم مراكز الاستشعار في المسائل الامنية في البلد اعطت نتائج ممتازة حتى الآن، وما تسمعونه عن مشاكل منذ سبعة اشهر حتى اليوم هو اقل بكثير مما كان يمكن ان يحصل».
على خط الحرائق
أضاف: «اننا على خط الحرائق، بدءا بالحريق السوري منذ 3 سنوات، وبعده الحريق العراقي، وبفضل وعي اللبنانيين وهذه الشراكة، حصل ما هو محدود جدا جدا، على عكس الشائع، خصوصا ان الحريق الذي يحصل بقربنا من هذا النظام الظالم والمجرم احصى اكثر من ربع مليون قتيل، هذا عدا ملايين المهجرين ومليارات الدمار».
وتابع: «لقد تحققت هذه الهدنة، بفضل حكومة الائتلاف التي كانت خيارنا الوحيد على الرغم من الاعتراضات، وذلك لابعاد الحريق السوري ومن بعده الحريق العراقي عن لبنان».
ورأى ان «الفراغ في رئاسة الجمهورية لا يملأ بتعطيل مجلس النواب او الحكومة، لانه بذلك ينسحب الفراغ على الجمهورية وليس فقط على مجلس النواب او الحكومة. وقناعتنا ان مجلس النواب والحكومة يجب ان يتضاعف عملهما، بكل طاقتهما، لتحقيق بعض ما يريدوه المواطنون».
كما رأى ان «البعض يحمل علما اسود في طرابلس وغيرها، عليه كلمات مقدسة هي الاولى والاصدق بديننا كمسلمين، ويعتبر هذا البعض ان هذا العلم يعبر عن وجهة نظرهم، وهو علم دولة الاسلام. انا اقول ان هذا العلم وهذا الكلام المكتوب عليه لا قيمة له عندما يستعمل لذبح عسكري لبناني تحت رايته. انا لست بمتخصص بالدين ولكن لا اقبل للحظة ان ارى مواطنا او عسكريا لبنانيا يذبح تحت راية هذا العلم، ويأتي من يقول ان هذا علم دولة الاسلام. ان هذا ليس بالاسلام، ولبنان ليس بلدا اسلاميا، بل بلد التنوع والاتفاق، وبلد كل الطوائف، ومن يرضى يرضى ومن لا يرضى لا يرضى».
حاملو العلم الاسود
وسأل حاملي العلم الاسود «ما الذي فعله للعراق وسوريا والسعودية»، وقال «ان الاهم ما فعلته المملكة العربية السعودية قبل المساعدات، وهو يقظة السعودية لوقف التطرف، ونحن اللبنانيين لنا مصلحة قبل السوريين والعراقيين، لاننا لا نقبل ولا للحظة بأن يكون يحصل مع المسيحيين في لبنان ما حصل في سوريا والعراق من باب حفظ توازن البلد وحكمته وعقله، ومن دون ذلك تنتقل الحرائق الينا كما في سوريا والعراق».
واعتبر ان «الاعتدال اصعب من التطرف، وهو ما تمثله بيروت وهذه الوجوه الكريمة، والغلو والمبالغات واستعمال الدين كواجهة سياسية هو الاسهل ويؤسس للعصبية، لكن هذا ضد الدين بمضمونه، لان الدين هو تسهيل لحياة الناس، وانا اعرف، ان العشرات ممن ساروا في طرابلس لا يمثلون المدينة واهلها، لان ما قاموا به هو اعتداء على المدينة والدين والاسلام، وهو تشويه للدين».
موقف مفتي الجمهورية
أضاف: «لقد اعجبني النص الذي ذكر على لسان مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في حفل التنصيب، ومفاده: ليس صحيحا ان الاعتدال ضعيف او خفيض الجانب، صحيح انه اختيار صعب وسط صيحات التعصب ونزعات التطرف، لكنه قوي وقوي جدا بموازين الحياة الكريمة وصلابة الحق وقيم الخير والعدل والانسانية، وقوي بالارادة العازمة التي لا تلين من اجل الاصلاح والنهوض في محيطنا الاقرب وفي المدى الابعد. كيف نكون بشرا ثم نسمح بل ويشارك بعضنا في هذه الجرائم التي تنوء تحتها الاديان والاوطان وانسانية الانسان، كلنا لدينا مسؤوليات كبرى في ما يخص حياتنا العامة».
وشدد على أنه «كلنا مسؤول وكلنا معني وكل لقاء من هذا النوع بالاشخاص الكريمة يؤكد اكثر واكثر ان المدينة ما زالت بخير، وان الاعتدال قادر وهو الذي سينتصر».
وتابع: «لقد ذكر الاستاذ شربجي ان الجمعية عمرها 85 سنة، هذه المدينة فيها جمعية اسمها المقاصد اسسها رجل فاضل، لقد علمت وربت وخرجت، وتبوأ خريجوها المناصب، واسست في الوقت عينه جمعية للخريجين لا تزال حتى اليوم، هذا الرقم ليس بسيطا، ما يعني ان المدينة لا تزال بخير وعافية، ويدل على ان كل ما مر على المدينة لا قيمة له، وتبقى المدينة واهلها، واستطاعت الجمعية ان تجمع هذه الوجوه الطيبة قائمة ودائمة. مع العلم ان البعض اعتقد ان الايذاء والتطرف يمكن ان يغير من طباع المدينة لكنه يكتشف بعد فترة انه مهما حصل من تغييرات هو حدث عابر سواء كان اعتداء او تغيير او انقلاب سياسي وتبقى المدينة واهلها وتبقى جمعية الخريجين تجمع هذه الوجوه الخيرة».
لم يفعلوا شيئا
وختم المشنوق: «لقد عاشت الحكومة السابقة ثلاث سنوات، اعتقد مريدوها ان باستطاعتهم ان يغيروا الدنيا والآخرة في البر البحر والجو، وانهم قادرون على الغاء الآخرين، لكن تبين انه بعد ثلاث سنوات لم يستطيعوا فعل شيء، فأعادوا الطلب للجلوس مع الذين يمثلون حقيقة، والحكومة التي مرت كأنها لم تكن، هذا دليل ان العقل والحكمة والاعتدال والنجاح الاقتصادي العظيم، هو الذي يمثل بيروت. نحن صامدون بالاعتدال وقادرون بالحكمة ونواجه بالعقل سواء في بيروت وصيدا وطرابلس وكل ملحقات المدن الرئيسية، فشكرا لجمعية خريجي المقاصد، وان شاء الله تبقى المقاصد بخريجيها ومديريها ومسؤوليها، وعلى رأسهم الاستاذ امين الداعوق والرئيس تمام سلام».
وبعد ذلك قدم شربجي واعضاء الجمعية درعا تقديرية للمشنوق.