IMLebanon

سلام لمعالجة سريعة للوضع الاسلامي المؤلم – الراعي لتلاقي المسيرتين-قبلان:سلام عليك يا أبا بهاء

اجتمع لبنان بمسلميه ومسيحييه وبمشاركة عربية واسلامية في مسجد محمد الامين – قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في احتفال تنصيب الشيخ عبد اللطيف دريان مفتياً عاماً للجمهورية اللبنانية.

كلمة سلام

الكلمة الاولى، كانت لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام الذي استهلها بتلاوة قرار تنصيب الشيخ عبد اللطيف دريان مفتياً عاماً للجمهورية اللبنانية، ووصف هذا اليوم بـ«اليوم المبارك»، ووجه تحية «تقدير» للمفتي الشيخ محمد رشيد قباني، على «عمله في رعاية شؤون المسلمين الدينية طيلة السنوات التي تولى فيها منصب الافتاء». وقال: إن عملية تنصيب مفتي الجمهورية اليوم، تدشن عهدا جديدا في مؤسسة دار الافتاء التي تنتظرها تحديات كبيرة على المستوى التنظيمي الداخلي، كما على مستوى رعاية شؤون المسلمين(…).إن الأنظار تتجه إلى دار الفتوى ومساهمتها الوازنة على المستوى الوطني، وذلك استكمالا للدور التاريخي الذي طالما تولته في حياتنا الوطنية، سواء في شد اللحمة داخل الطائفة السنية، أو في العمل الدؤوب على التقريب بين المذاهب الإسلامية، أو في مواقفها المتقدمة من الحوار الإسلامي- المسيحي، وحرصها الدائم على الوحدة الوطنية وسعيها إلى إبقاء أبواب التواصل والحوار مفتوحة مع الجميع.

اضاف: إسلامنا العظيم، دين المحبة والاعتدال والوسطية والتسامح، يتعرض اليوم لهجمة شرسة من جماعات تكفيرية ظلامية تعيث فسادا في الأرض.. تقتل وتذبح وتشرد الاطفال وتسبي النساء وتدمر المجتمعات عبر تهجير الجماعات الدينية والعرقية، وفرض ممارسات وأنماط عيش في مناطق سيطرتها لا يقرها دين ولا يقبلها عقل.

وتابع: هذه الجماعات الإرهابية المتشددة، التي تستغل الجهلة وضعاف النفوس باسم الإسلام، وصلت شرورها إلى لبنان، وقد عشنا جميعا الهجوم الغادر على بلدة عرسال العزيزة الشهر الماضي، وما أسفر عنه من شهداء وخسائر مادية ومخطوفين من العسكريين مازالوا في الأسر حتى اليوم.

واكد سلام «أننا ماضون في ما بدأناه من جهد منذ اللحظة الأولى لخطف أبنائنا العسكريين. سنواصل العمل في كل اتجاه.. ولن نتوقف أو نستكين قبل أن نعيد هؤلاء الابطال إلى عائلاتهم سالمين. إن ما نفعله هو حق لهم على الوطن، ووفاء الوطن لدينه تجاههم»، وقال: «نحن في الحكومة، نواجه ظاهرة الإرهاب بكل ما أوتينا. وقواتنا المسلحة من جيش وقوى أمنية تقوم بواجبها في هذا المجال… لكن المسؤولية الأكبر في محاربة جذور هذا الفكر التكفيري، الذي يعمل للتغلغل في صفوف الشباب المسلم، تقع في المقام الأول، على عاتق دار الفتوى وجميع المؤسسات الدينية(…)».

حضارة وانسانية

وقال: إن هذه المنطقة من العالم، التي هي منشأ الحضارة الإنسانية ومهد الرسالات السماوية، شهدت عبر مئات السنين، تعايشا اسلاميا مسيحيا خلاقا، صاغ هويتها وصنع ألقها الحضاري. وها هو هذا التعايش يتعرض لضربة قاصمة، على أيدي الجماعات الإرهابية، عبر تهجير المسيحيين من أرضهم، وتبرع بعض الدول بتأمين أوطان جديدة لهم.

اضاف: إننا ندعو المسلمين، اللبنانيين والعرب، إلى خوض معركة تثبيت المسيحيين في أرضهم، والحرص الكامل على وجودهم وفاعليتهم في لبنان والعالم العربي، وعلى تكاملهم وشعورهم بالانتماء والرضى، بعيدا عن أي شعور بالإحباط، أو بالحرمان، أو بالخوف على المستقبل.

وليس الهدف حفظ المسيحيين كوجود مادي فقط. إنما الهدف هو الوجود والحضور معا، والفاعلية والدور في صنع القرارات، وفي تسيير شؤون المجتمعات والأوطان في شراكة كاملة بينهم وبين المسلمين. إن المسيحيين المشرقيين، وخصوصا المسيحيين اللبنانيين، هم- والمسلمون اللبنانيون- أصحاب الأرض وأهل الدار(…)».

وجدد سلام الدعوة إلى انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية، المسيحي الماروني، اليوم قبل الغد»، وقال: إن تعطيل هذا الاستحقاق الرئيسي، الضروري لحسن سير عجلة الدولة، يلحق ضررا بالغا بالمسيحيين، فضلا عن ضرره المؤكد على لبنان الذي يفقد كثيرا من معناه وجوهره، كلما تضاءل دور المسيحيين فيه وتراجع حضورهم في الحياة الوطنية(…).

احتدام التباينات

وقال: إن العلاقات داخل الطائفة الاسلامية، ليست في أفضل أحوالها. وليس خافيا على أحد أن احتدام التباينات السياسية في السنوات الماضية، فاقم النزعة المذهبية وجعل الأجواء الأمنية، للأسف، أقل مناعة تجاه الإنزلاقات الأمنية المحتملة. وقد شهدنا في البقاع منذ أيام نموذجا لذلك.

ودعا «كل ذي إيمان وعقل، وكل مسلم حريص على مجتمعه الاسلامي وعلى وطنه، إلى المساهمة في معالجة سريعة لهذا الوضع المؤلم بقلب مفتوح ويد ممدودة، لأن نقيض ذلك وبال على لبنان واللبنانيين إلى أي طائفة انتموا. كما ندعو دار الفتوى إلى إعطاء هذه المسألة الأولوية التي تستحق، والمبادرة سريعا إلى إجراء الإتصالات اللازمة في كل اتجاه، لوضع خطة طريق لنزع فتيل التوتر المذهبي(…).

وختم سلام بالقول: «(…) إننا جميعا مسؤولون عن إخراج لبنان من أزمته، وإحياء دوره وتجديد معناه، وتطوير مؤسساته».

قبلان: لننقذجنودنا من الارهاب

ثم تحدث نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان فشكر المفتي قباني «على ما أعطاه وسار عليه من تعاون معنا ومع الجميع»، مرحبا بـ»العزيز الغالي الشيخ عبد اللطيف دريان هذه الانسان العاقل التقي».

وقال: «ندعو ونصر على ان يكون لبنان دولة مدنية، تعطي للجميع حقوقهم، ولبنان قطعة من السماء ومن الجنة والوجدان والضمير». وطالب الجميع بان «يكونوا عقلاء ومحبين، وأن ننسى الماضي، أن ننزع السلاح من أيدي الناس، أن يكون السلاح بيد الدولة والجيش، ولن نقبل ان يظل العسكريون مخطوفين، ولنهب هبة واحدة، لنذهب الى عرسال جميعنا وننقذ جنودنا من الارهاب»، مطالبا بـ»الوحدة الوطنية لا بالوحدة السنية الشيعية».

حسن: لتعزيز الحوار

ووصف شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، يوم تنصيب المفتي دريان بـ«اليوم المشهود»، مجدداً العهد بـ«التلاقي على كلمة سواء والحفاظ على البنيان المرصوص في وطن اللقاء والبيئة المشتركة»، مجدداً التأكيد على الثوابت قلبا بقلب، بالمقاربة الرشيدة البناءة التي تقرب الى اصلاح الواقع وطبيعي ان تكون على رأس تلك الثوابت المناداة بالسيادة الوطنية ودعم الجيش ونرفض تعجيز الحكومة. كما ندعو الى تعزيز الحوار الهادىء والى الإعتدال وفي الأولوية انتخاب رئيس للجمهورية».

وقال «نرفع الصوت عاليا ضد الإرهاب ونشجب الأعمال التي يتعرض لها مسيحيو الشرق»، مشيرا الى أن «إدراكنا لروحية ديننا الحنيف يصطدم اليوم بتحديات كبيرة نظرا لما نراه من مستغلي الدين، ان الإسلام هو دين الإعتدال والتسامح والعيش المشترك».

مسيرة الالفةوالشركة والمحبة

وتحدث ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، راعي ابرشية بيروت المطران بولس مطر، متمنياً للمفتي دريان ان «يتمكن من تحقيق جميع امنياتكم الطيبة التي اعربتهم عنها في كلمتكم الاولى فور انتخابكم، وحددتموها «بمسيرة الالفة والوحدة والعمل»، فنلاقيكم عليها في مسيرة «الشركة والمحبة».

ولفت الى «اننا نتطلع الى التعاون الكامل مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والمجلس الاسلامي الشرعي الاعلى، وشد اواصر العيش معاً الذي ينظمه الدستور اللبناني».

اضاف مطر: «اننا ندرك معكم ان العيش معاً يبدأ اولاً بين مكونات كل من العائلة الاسلامية والمسيحية، ومن ثم يتمكن هذا العيش المشترك من ان يتحقق بينهما عندها يقوم لبنان من كبوته».

واشار مطر الى «اننا نتابع معكم ومع الرؤساء الروحيين المسلمين والمسيحيين، لحماية الثوابت الوطنية وتعزيز التعاون والتضامن بين الجميع في خدمة الشأن العام، والعمل على المصالحة وبناء الوحدة ومعالجة القضايا العربية المشتركة واستعادة مكانتنا الخاصة في قلب الاسرة الدولية».

ممثل الملك السعودي:دائماً الى جانب لبنان

وأثنى ممثل الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، سليمان بن عبد الله بن ابي الخير على «اختيار الشيخ عبد اللطيف دريان كمفتٍ للبنان»، لافتا الى أن «مجيئه ومشاركته في هذا الحفل هي بتوجيه من الملك السعودي رجل السلام وداعية الاعتدال الذي واجه التطرف والمتطرفين»، مؤكدا «وقوف السعودية الدائم الى جانب لبنان والمسلمين المعتدلين في كافة بقاع الارض».

وهنأ «المفتي دريان بمنصبه وكذلك اللبنانيين المسلمين عالميا»، مشيرا الى ان «هذه المناسبة كبيرة في معانيها واهدافها ومقاصدها»، مشددا على أن «لها اثارها المستقبلية التي ستعود خيرا وجمعا في هذا البلد».

وحض «العلماء وطلبة العلم ايا كان تخصصهم نشر التعاليم الدينية المستمدة من القرآن لمعرفة حقائق هذا الدين كما جاءت، وتبرز محاسن الاسلام التي لو عملنا بها كطلاب واصحاب علم لكنا دحضنا كل فتنة وكل مريد للفساد»، مباركا للبنانيين «هذا الاختيار الموفق لدريان لأنه صاحب علم وعقل يخوله القيام بمهماته على اتم وجه»، مؤكدا اننا «سنعمل معا لدرء المفاسد وجعل هذا الدين مرآة خير وطريق سلام وعلى رأسهم الملك»، أملا ان «يكون هذا الاحتفال انطلاقة خير على دار الافتاء وان يجمع القلوب على الخير ويؤلف بين القلوب في لبنان».

مفتي الديار المصرية:لنشر الاعتدال والتعايش

وأشار مفتي الديار المصرية الشيخ شوقي علام في كلمة الى ان «مفتي الجمهورية اللبنانية الجديد عبد اللطيف دريان يمتاز  بدراية وفهم بعلوم الواقع الاسلامي وأصول التربية، حمل على عاتقه مهمة شاقة ومسؤولية عظيمة، ذات اهداف عدة في مقدمتها جمع الصف اللبناني ونشر الاعتدال والتعايش بين ابناء الشعب اللبناني بكافة أطيافه ومذاهبه».

ولفت الى أن «لبنان وشعبه في وجدان المصريين جميعاً، والأوطان لا تشاد الا على أسس من الحق والاخلاق السامية، واليوم ينتظر المؤسسة الدينية العديد من الادوار والوظائف التي لا بد من الاضطلاع بها، كقضية الخطاب الديني، والتي تستحوذ على الاهمية الكبرى في العصر الحاضر نظرا لما يرتبط هذا الخطاب من التباس من قبل فريق انتظر الخطاب وسيلة لتغيير ثوابت الاسلام والتطاول على هذه الثوابت».

حضروا الاحتفال

حضر الاحتفال الرئيس سلام، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب هاني قبيسي، الرئيسان ميشال سليمان وامين الجميل، الرئيسان فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي، ممثل الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله وزير الصناعة حسين الحاج حسن، اضافة الى سفراء دول عربية واجنبية ووزراء ونواب حاليين وسابقين وشخصيات.

بعد انتهاء الاحتفال، توجه رئيس الحكومة والمفتي دريان سوياً من جامع محمد الامين الى دار الفتوى، وكان في استقبالهما حشود وجماهير من مختلف المناطق اللبنانية، ودخلا الدار على انغام الموسيقى الكشفية، حيث كان المفتون والعلماء وشخصيات مهنئة. وسيتم عند التاسعة من صباح اليوم احتفال التسلم وتسليم بين المفتي دريان والمفتي محمد رشيد قباني في دار الفتوى. وعند العاشرة، سيستقبل المفتي دريان، مفتي الديار المصرية الشيخ شوقي علام.