كتب عبد الامير بيضون:
يختتم رئيس مجلس النواب اليوم احياء ذكرى عاشوراء، ويستعد للتوجه الى ساحة النجمة وفي يده اليمنى «مطرقة» وفي جيبه سر ما ستؤول اليه جلسة مجلس النواب التي تنطلق يوم غد الاربعاء ومعها قطار التمديد الثاني لمجلس النواب – الممدد له أصلاً، في جلسة نيابية عامة لم تتضح معالمها النهائية بعد، بانتظار ما ستكون عليه مواقف عدد من «الافرقاء المسيحيين»، وتحديداً، تكتل «التغيير والاصلاح» وكتلة «القوات اللبنانية»، و«الكتائب» الذين سيحسمون خياراتهم النهائية اليوم الثلاثاء، حيث يتردد ان نواب «التغيير والاصلاح» و«الكتائب» سيحضرون الجلسة، لكن سيصوتون ضد التمديد، في حين أكد عضو «القوات» النائب انطوان زهرا، حضور الجلسة «لافتاً الى ان الموقف من التمديد سيكون تحت عنوان الحفاظ على الجمهورية وعلى المؤسسات الدستورية…» مع الاشارة الى ان رئيس «القوات» سمير جعجع سيعلن مبادرة في مؤتمر صحافي يعقده في معراب ظهر اليوم، ويتجه الى «توفير الغطاء المسيحي للتمديد…» على ما قالت مصادر قواتية لـ«الشرق»…
هذا في وقت حضرت أمس وبقوة مسألة هبة الثلاثة مليارات دولار السعودية لدعم الجيش اللبناني، حيث توجه الى الرياض أمس قائد الجيش العماد جان قهوجي للمشاركة في التوقيع مع الطرفين السعودي والفرنسي، من غير ان يغيب عن التداول والمتابعات مسألة العسكريين المخطوفين في ضوء بيان «النصرة» الذي لاقى جملة تحفظات، وينتظر ما ستكون عليه جلسة مجلس الوزراء بعد غد الخميس…
العودة للاستحقاق الرئاسي
وإذ يتخطى المجلس النيابي يوم غد مسألة التمديد، ويحتفل النواب بهذا الانجاز، فمن المتوقع ان تشهد الأيام والأسابيع المقبلة، عودة الاستحقاق الرئاسي مادة أساسية، حيث أشارت وزيرة المهجرين أليس شبطيني الى ان من «الواجب ربط التمديد بانتخاب رئيس للجمهورية من أجل حماية الدستور وانتظام عمل المؤسسات وفي طليعتها موقع رأس الدولة…».
ولفتت الى ان «اذا كانت الظروف الاستثنائية حتمت اللجوء الى خيار التمديد فإنه لا يجوز الاستسلام سياسياً ولا وطنياً لمنطق الفراغ والتفريغ في سدة الرئاسة الأولى، بل من الواجب الملح ربط التمديد بانتخاب رئيس للجمهورية…».
«القوات» ستحضر
بدوره وإذ أكد عضو كتلة «القوات» النائب انطوان زهرا، حضور القوات جلسة التمديد فقد رفض «اعطاء تفاصيل عما اذا كانوا سيصوتون للتمديد أم لا…» لافتاً الى ان «جعجع سيقترح اليوم حلاً لمسألة الانتخابات النيابية». وفي المسار عينه أمل عضو كتلة «القوات» النائب جوزيف المعلوف «بحصول تمديد تقني لاعطاء فرصة جديدة لمجلس الوزراء حتى تحصل انتخابات…».
و«التيار» متردد
أما «التيار الوطني الحر»، فمازال على غموضه، حيث أعلن (الوزير السابق) غابي ليون، ان «التيار» لازال على موقفه من التمديد… مطالباً بتحديد السبب الموجب الرئيسي لذلك…» لافتاً الى «ان القرار في شأن حضور جلسة التمديد يتخذه «تكتل التغيير والاصلاح» (اليوم الثلاثاء) مؤكداً ان «الثابت الوحيد هو اننا ضد قرار التمديد ونحاربه…». ومن جهته شدد أمين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان على «اننا ضد التمديد…» ونواب «التيار الحر» سيلتزمون بما سيصدر عن العماد عون اليوم الثلاثاء».
فتفت: التمديد ضرورة
بدوره عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت قال ان «مبدأ الميثاقية في التصويت موضوع جديد ندخله على اللعبة السياسية، ولا أعرف لماذا ابتدعه الرئيس نبيه بري… فهو غير موجود لا في الدستور ولا في اتفاق الطائف، فالميثاقية دائماً في الحضور وفي المشاركة بالتصويت وليس في التصويت بنعم او لا…» ليخلص الى القول: «ان التمديد أصبح أكثر من ضرورة ولا مبرر لرفضه، لكن يبدو ان هناك من يريد اخذ لبنان الى المؤتمر التأسيسي…».
«الوفاء للمقاومة»: أوهام
وفي طريقة غير مباشرة فقد رد عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض على هذه الافتراضات، لافتاً الى «ان لا داعي لاغراق الساحة في أوهام غير حقيقة ومخاوف مفترضة لا أساس لها، لأن هناك من يتعمد التخويف وتعميق الاعتبارات والسعي الى المثالثة شائعة مغرضة، كما ان المؤتمر التأسيسي غير مطروح…».
وفي السياق عينه أكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش «ضرورة الحوار من أجل البناء على مساحة لبنانية مشتركة وتوسيع مساحة التلاقي بين القوى السياسية علنا نجد حلولاً للخروج ومن أزماتنا السياسية…».
قهوجي الى الرياض والأسلحة الفرنسية خلال شهر
وأمس توجه قائد الجيش العماد جان قهوجي الى الرياض للمشاركة في التوقيع اليوم الثلاثاء على الهبة السعودية وصيغت بشكل عقد سعودي – فرنسي لتسليح الجيش اللبناني بما قيمته ثلاثة مليارات دولار، والتي كان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أمر بها، وأبلغها الرئيس الفرنس فرانسوا هولاند، خلال زيارته الى السعودية…
ومن المقرر ان يوقع العقد عن الجانب السعودي وزير المال ابراهيم العسّاف، وعن الجانب الفرنسي رئيس شركة «اوداس» الفرنسية لتجارة الأسلحة الاميرال ادوار غيو والسفير الفرنسي في السعودية برتران بزاسنو، وعن الجانب اللبناني جان قهوجي، الذي توجه الى الرياض بدعوة من السلطات السعودية لحضور توقيع الاتفاق…
وبحسب مصادر مطلعة، فإن تسليم المعدات الفرنسية للجيش اللبناني، سيبدأ في غضون شهر… استجابة لطلب العاهل السعودي الذي شدد على دعم الجيش والمؤسسات الأمنية اللبنانية في أسرع وقت… حيث يخوض الجيش مواجهات دامية وفاعلة مع الجماعات المتشددة والارهابية والتكفيرية المسلحة في شمال لبنان ومنطقة عرسال وعلى امتداد الحدود الشرقية المحاذية للحدود مع سوريا…
مطالب «النصرة» انتقاد وانتظار
إلى ذلك، فقد وضع وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، المطالب الثلاثة لـ«جبهة النصرة» لاطلاق سراح العسكريين المخطوفين في خانة «احراج الدولتين اللبنانية والسورية إضافة الى «حزب الله» الذي وحده يستطيع التحدث مع الحكومة السورية» واصفا المطالب بـ«التعجيزية». وإذ جدد حناوي رفضه «المقايضة مع سجناء في سجن رومية قتلوا عسكريين في حوادث نهر البارد»، سأل «لماذا سلمت «جبهة النصرة» مطالبها للحكومة، في حين ان «داعش» لم تفعل» ولماذا كشفت عن مطالبها عبر وسائل الاعلام طالما ان المفاوضات سرية»؟ مشدداً على أهمية ان «تستفيد الحكومة اللبنانية من «جنرال الشتاء» لأن المسلحين يتمركزون في الجبال…» وعلى ضرورة «القيام بما يصب في مصلحة العسكريين المخطوفين» مقترحاً حل هذا الملف «على طريقة قضية مخطوفي اعزاز…».
من جانبهم يترقب أهالي العسكريين المخطوفين كيف ستقارب الحكومة الملف بعد هذا التطور، علماً أنه من المتوقع ان تعقد «خلية الأزمة الوزارية المكلفة متابعة هذا الملف اجتماعات في الساعات المقبلة للبحث في شروط الخاطفين واتخاذ القرار في شأنها، قبل الخميس، حيث ستطرح المسألة على طاولة مجلس الوزراء…».