IMLebanon

خبير اقتصادي لـ”الشرق”:الغاء الحوض الرابع الغاء لمرفأ بيروت  

            صرّح احد الخبراء في شؤون المرفأ في حديث لـ«الشرق» انه لا يمكن طمر الحوض الرابع في مرفأ بيروت، وذلك للاهمية البالغة في حياة هذا المرفأ، حيث لا يمكن انهاء، وظيفته، طمعاً بالمصالح الشخصية وتفضيلها على المصلحة العامة، ومصلحة المرفأ وديمومة دوره الذي يجعله مرفأً مهماً وباباً للشرق الاوسط.

حاورته رندة الحرفوش

* لماذا يعد مرفأ بيروت مرفأً مهماً؟

– مرفأ بيروت، هو «الشريان» الاساسي للاقتصاد اللبناني وخاصة ان لبنان يعتبر بلد «ترانزيت» بامتياز، واسمه «باب الشرق الاوسط» بعد مرفأ حيفا، فقبل عام 1948 لم يكن له هذه الاهمية، لكنه اصبح بعده المرفأ الاساسي للعالم العربي بالاخص سوريا والعراق والاردن والسعودية ودول الخليج بمعظمها.

يقال ان مرفأ جبل علي الذي اصبح موجوداً في مدينة دبي منذ 20 عاماً اكتسب اهميته لاسباب منها:

1- اعطى تسهيلات اساسية منها اعفى الضرائب لمدة عشر سنوات.

2- اعطى صلاحية استخدام الكهرباء فيمكن استخدام الكهرباء بكميات لا حدود لها.

3- انخفاض سعر الوقود والمحروقات فمقارنة مع اي بلد عربي تعطى نصف الاسعار الموجودة خارجاً.

* مما يتألف مرفأ بيروت؟

مرفأ بيروت من اهم المرافى في العالم لاسباب منها:

1- مرفأ مركزي تدعمه عاصمة، يمكنها ان تسهل كل المعاملات من غرف التجارة والبنوك والدوائر الرسمية.

2- المرفأ الذي لا يلزمه تنظيف لأنه محمي من رأس بيروت.

3- مؤلف من خمس احواض :

 1- الحوض الاول قليل العمق من 3 الى 5 امتار مخصص للسفن الشراعية، اصبح بعهدة البحرية اللبنانية، ومياه هذا الحوض لا تتجدد، مما جعله يفقد الكثير من الثروة السمكية، وايضاً بسبب صب المجارير فيه.

2- الحوض الثاني عمقه من 7 و9 امتار مخصص للسياحة، ومحطة ركاب.

3- الحوض الثالث عمقه 9 امتار، يستخدم لـ«سيلو» الاهراءات للقمح.

4- الحوض الرابع، «جنرال كارغو»، للبضاعات المختلفة، عمقه 14 متر، في شرق حوض البحر المتوسط ليس له مثيل، سعته 9 سفن بينما اذا طمر سيبقى فيه مجال لسفينة او سفينتين، «فقيمته بمدى عمقه وعدد ارصفته».

5- الحوض الخامس عبارة عن رصيف 16، عمقه 16 متر، ترسي فيه بواخر باناماكس من باناما وهي من اهم بواخر العالم، طوله كيلومتر، عليه «الكوينتز» فأراضيه واسعة وشاسعة، ومكسر الموج فيه يتوصل لرصيف 15. ووصل الى عمق 35 متر تقريباً، ولذلك عملنا سنسول جديد جعلناه اقرب لرصيف 16.

* لماذا لا يمكن الاستغناء عن «جنرال كارغو» اي الشحن؟

– الجميع يظن ان المستقبل هو للمستوعبات، لكن لا يمكن الاستغناء عن «الجنرال كارغو»، لاسباب منها:

1- لا يمكن وضع المعدات الكبيرة من ناحية الوزن والحجم في المستوعبات، الا اذا تم تفكيكها مما يجعلها باهظة الكلفة، فمن الضروري ان يوجد حوض «جنرال كارغو».

2- يعمل في هذا الحوض الرابع مجموعة متعهدين لديهم المعدات الارضية وهم كانوا يعملون سابقاً بالمرافئ غير الشرعية، فاذا طمر الحوض الرابع، سيتضرر هؤلاء المتعهدين.

* ما الغاية من طمر الحوض الرابع؟

– يبدو ان طمر الحوض الرابع له اسباب فنية ومالية:  فليس هناك من حاجة الى فتح احواض جديدة، وبالتالي تحتاج الى دراسات وانشاء مركز موج جديد. فاماكن الاحواض الجديدة يكون انشاؤها بعد نهر بيروت.

* لدينا مرافئ في طرابلس وصيدا لماذا لا يتم انشاء الاحواض فيها؟

– انجزنا دراسة لمرفأ طرابلس فسيكون هناك كونتينر كبير اي حوض للمتسوعبات.

واذا تم انشاؤه بسرعة يحل الكثير من الازمات.

علماً ان مرفأ طرابلس افضل من مرفأ بيروت بسبب قربه من الحدود السورية وليس فيه مشقة الطرقات الجبلية.

* لماذا هناك فئة تعتبر نفسها متضررة؟

– السبب هو مرفأ صور وصيدا وطرابلس و3/4 مرفأ بيروت لم يعد لهذه الفئة، لذا فان هذه الفئة تعتبر نفسها فئة متضررة.

* لماذا المتعهدين يقومون بهذه الحملة؟

– لانهم لا يعملون على «الجنرال كارغو» بل على تحميل البضائع المختلفة، واذا طمر الحوض الرابع، ستنتهي صلاحية العمل لهؤلاء المتعهدين.

* ما مدى تأثير المستوعبات «الكونتينر» على عدد العمال والمتعهدين؟

– ان نقابات العمال والموظفين في مرفأ بيروت ستضرر من طمر هذا الحوض ..

وتضر متعهدين التحميل والتفريغ بسبب الاعتماد على معدات عتالة المستوعبات «الكونتينر».

* لماذا يوافق على المشروع الان وما هي اضراره؟

– فقد كان هناك عدد 2500 موظف وعامل في مرفأ بيروت قبل المستوعبات، لان المرفأ كان يتمتع باكتفاء ذاتي من حيث تملك المعدات ومن يشغلها ومراكز الصيانة، اما الان يعتمد على القطاع الخاص في هذا العمل، فقلّ عدد العمال والموظفين بنسبة كبيرة بسبب الاعمار والاغراءات التي كانت تقوم بها الادارة لتسهيل تسريحهم.

اما الان في مرفأ بيروت فهناك ما يقارب 400 موظف وعامل نصفهم جهاز الحرس اما البقية فيعملون في جهاز الادارة ومعاملات الحوض الرابع «الجنرال كارغو».

اضف الى ذلك تحديث المرفأ بالتكنولوجيا الجديدة، ادى الى صرف الكثير من العمال..

والجدير ذكره ان هذا المشروع وجد في عهد الحكومة  السابقة حيث كان غازي العريضي وزيرا للاشغال، وكما هو معلوم ان الرئيس ميشال سليمان رفض تمرير هذا المشروع. اما السؤال الكبير اليوم، لماذا كان امتنع الوزير غازي زعيتر على تكملة هذا المشروع  في بداية الامر، والان وافق على انجازه.