كلفة محاربة الارهاب ومنع تمدده الى الداخل اللبناني، عالية وسددها الجيش اللبناني مرة جديدة امس، حيث استهدفت احدى آلياته بعبوة ناسفة، ما تسبب باستشهاد عسكريَين واصابة 3 آخرين.
وفي التفاصيل، ان أثناء مرور شاحنة للجيش كانت تقل 7 عسكريين، بين منطقة المصيدة ووادي حميد في قلب عرسال، انفجرت عبوة ناسفة كانت موضوعة إلى جانب الطريق في وادي الجمل، ما أدى الى استشهاد عنصرين من الجيش هما محمد ضاهر من عيدمون و علي احمد حمادة الملقب بعلي الخراط من صيدا، وجرح 3 آخرين، نقلهم أهالي عرسال بسياراتهم الى مستشفى الرحمة في المدينة، وهم محمود فاضل ويحيى محيش ومحمود البعريني.
وعلى الفور، طوق الجيش مكان الانفجار الذي خلّف حفرة عمقها نحو 60 سنتمترا، وحضر الخبير العسكري لتحديد زنة العبوة، كما أحكم طوقه حول موقع الانفجار وقام بمسحه بدقة، قبل ان يرفع الشاحنة المستهدفة من المكان، واستقدم الجيش تعزيزات عسكرية من فوج المجوقل.
من جهتها، أوضحت قيادة الجيش – مديرية التوجيه ان «حوالى الساعة 12.15، تعرّضت شاحنة عسكرية تابعة للجيش لانفجار عبوة ناسفة أثناء انتقالها داخل بلدة عرسال، ما أدى الى استشهاد عسكريين اثنين وإصابة ثلاثة بجروح. وعلى الأثر فرضت قوى الجيش طوقاً أمنياً حول المكان، كما حضر الخبير العسكري وباشر الكشف على موقع الانفجار، فيما تولّت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث».
واذ أشارت بعض المعلومات الى اندلاع اشتباكات بين الجيش والمسلحين عقب الانفجار، نفت مصادر أمنية هذه المعطيات.
وبعد الظهر، أشارت معلومات الى استهداف الجيش اللبناني بالاسلحة الثقيلة، تحركات للمسلحين في جرود عرسال عند السلسلة الشرقية، كما نفذ فوج المجوقل مداهمات في وادي حميد. من جهته، نفذ الطيران السوري غارات على جرود عرسال استهدقت مواقع المسلحين.
الى ذلك، عمّت حالة من الغضب بلدة عيدمون العكارية، التي تبلغ أهلها عبر وسائل الاعلام نبأ استشهاد ابنهم الجندي محمد عاصم ضاهر، بانفجار عرسال.
وغص منزل عائلة الشهيد ضاهر بأبناء البلدة الذين توافدوا متضامنين مع العائلة التي لم تتبلغ الى الآن اي خبر رسمي عن مصير ابنها، وتعيش حالة من الصدمة والغضب الكبيرين.
»النصرة» توحي بإعدام الجندي حمية
نقل مراسلون في البقاع عن عائلة حمية أنّ لا صحّة لكل المعلومات التي تحدثت عن توتر في بلدة طاريا إثر شيوع خبر استشهاد الجندي محمد حمية.
ونقل مراسل «النشرة» عن والد الجندي حمية أنّه أجرى اتصالات مع بعض الوسطاء في بلدة عرسال الذين أكدوا له أنّ نجله بصحة جيدة.
وكانت معلومات صحافية أكدت أنّ «جبهة النصرة» أقدمت على إعدام الجندي في الجيش اللبناني محمد حمية رمياً بالرصاص، متحدثة عن توتر الأوضاع في بلدته طاريا.
وفي التفاصيل، بثت وكالة الأناضول التركية خبراً عاجلاً أكدت فيه أنّ «النصرة» قتلت الجندي حمية رمياً بالرصاص.
وبدوره، أعلن شادي المولوي الذي سبق أن كان موقوفاً بتهمة الارهاب وأطلقه رئيس الحكومة آنذاك نجيب ميقاتي ووزير المالية محمد الصفدي في واقعة لا تزال في الأذهان، أعلن بدوره أنّ الجندي حمية قد قتل فعلاً.\ ومعلوم أنّ المولوي على تواصل بالمنظمات التكفيرية كونه ينتمي الى بعضها.
ولوحظ الاسلوب الذي تعاملت به «جبهة النصرة» مع هذا الموضوع.
فقد بثت عصر أمس على أحد المواقع الإلكترونية أنّ هناك خبراً مهماً ستطلع به خلال ساعات. وبالفعل بعد ساعتين بثت أنّ مصير الجندي حمية مطروح جدياً لديها، واتبعت ذلك ببث ثالث أوحت فيه بأنها قتلت الجندي، معتبرة عملها هذا انتقاماً من الجيش اللبناني.
وكل التطمينات حول عدم قتل حمية نسبها أطراف يزعمون أنهم على صلة بـ»النصرة»، إلاّ أنّ «جبهة النصرة» لم يصدر عنها شيء يبشر بأنها لم تقتل الجندي اللبناني، وبقي الإنطباع السائد أنها قتلته وفق ما صدر عنها في آخر بث، وجاء خبر وكالة الأناضول وكلام المولوي ليؤكدا حصول القتل.