قتل عشرة مدنيين وخمسة من تنظيم الدولة الإسلامية في الساعات الأخيرة بالغارات المتواصلة التي يشنها التحالف الدولي على مواقع التنظيم في سوريا، حسب فرانس برس. وقد شملت الغارات الأخيرة للمرة الأولى مواقع نفطية يسيطر عليها التنظيم. ففي محافظة دير الزور (شرق البلاد) نفذ التحالف عشرات الغارات استهدفت أربع منها مراكز للتنظيم في مدينة الميادين.
وقد شملت غارات التحالف على مواقع التنظيم للمرة الأولى مواقع نفطية يستخدمها التنظيم في تكرير النفط كحقل التنك النفطي الواقع شرق دير الزور، ومصافي تكرير للنفط في كل من بلدات العشارة وبقرص.
كما أكد شهود عيان أن التحالف استهدف رتل سيارات تابعا للتنظيم في قرية الحريجية بدير الزور، مما أدى إلى مقتل ستة من التنظيم وجرح العشرات من مقاتليه.
وفي الرقة (شمال البلاد) شن التحالف غارات عدة تركزت على اللواء 93 في بلدة عين عيسى شمال الرقة التي يسيطر عليها التنظيم.
كما حلق طيران التحالف وللمرة الأولى فوق بلدة سلوك ومدينة تل أبيض التابعتين لمحافظة الرقة على الحدود السورية التركية دون أن تسجل أي غارات على هذه المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة.
كما أفاد مراسل فرانس برس في سوريا بمقتل عشرة أشخاص بينهم نساء وأطفال إضافة إلى جرح عشرات في غارة شنتها طائرات التحالف على بلدة الهول في ريف الحسكة (شمال شرق). كما استهدفت غارات التحالف مواقع وحواجز تفتيش تابعة للتنظيم في بلدات الشدادي ومركدة والخاتونية والبحيرة بريف الحسكة.
يذكر أن تنظيم الدولة يفرض تعتيما إعلاميا على خسائره منذ بدء العمليات العسكرية التي يشنها التحالف الدولي على مواقعه في سوريا والعراق. وكانت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة قد بدأت الثلاثاء الماضي بشن غارات جوية على مواقع لتنظيم الدولة في سوريا.
من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن أميركا والسعودية والإمارات قصفت مساء الأربعاء 12 مصفاة نفطية يسيطر عليها تنظيم الدولة شرقي سوريا.
وهي أول مرة تستهدف قوات التحالف منشآت نفطية بهدف تجفيف المصدر الرئيسي لتمويل التنظيم الذي يبيع النفط المهرب لوسطاء في دول مجاورة.
النظام يستعيد
الى ذلك أفاد ناشطون أن مقاتلي المعارضة السورية انسحبوا من مدينة عدرا العمالية، مع استمرار معارك على أطرافها ومحاور أخرى، بينما قصف الطيران الحربي مناطق بريف دمشق وحماة ودرعا موقعا قتلى وجرحى.
وأضاف المصدر ذاته أن اشتباكات تدور في عدرا البلد وعدرا الجديدة، في ظل قصف جوي ومدفعي عنيف للطيران الحربي للمنطقة.
في المقابل، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني سوري قوله إن قوات النظام سيطرت على مدينة عدرا العمالية شرق العاصمة دمشق، التي كانت تسيطر عليها كتائب المعارضة منذ كانون الأول 2013، مما يتيح للنظام تشديد حصاره على الغوطة الشرقية لدمشق، أبرز معاقل المعارضة قرب العاصمة السورية.
مقتل 13
من جهة أخرى، قتل 13 مدنيا -بينهم نساء وأطفال- وجرح عشرات جراء أربع غارات لمقاتلات النظام استهدفت الأحياء السكنية في دوما بالغوطة الشرقية.كما قصف الطيران الحربي بالبراميل المتفجرة مدينة الزبداني، وبصواريخ أرض أرض حي الدخانية بريف دمشق، وسط معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة على عدة محاور في المنطقة، شملت أيضا أطراف حيي القابون وجوبر شرق العاصمة.
في الوقت ذاته، أفادت شبكة سوريا برس أن مقاتلي المعارضة سيطروا على كافة النقاط العسكرية المحيطة ببلدة عسال الورد وقرية الجبة بعد تدميرهم حاجز المرصد وحاجز البهتون ومقتل العشرات من عناصر النخبة في حزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام.
حلب
وفي حلب بشمال سوريا، قتل شخص وأصيب عدد آخر جراء قصف الطيران الحربي الأحياء السكنية في مدينة الباب بريف حلب، بالتزامن مع غارات جوية على قرى وبلدت بريف عين العرب فيما استهدفت قوات المعارضة بمدافع هاون محلية الصنع نقاط تمركز لعناصر جيش النظام في حي الخالدية بمدينة حلب.
وترافق القصف مع اشتباكات عنيفة في حي البستان ومنطقة السبع بحرات والشيخ نجار والبريق بمدينة حلب.
وفي حمص وسط البلاد، أعلنت قوات المعارضة أنها سيطرت على حاجز على أطراف مدينة الرستن بريف المحافظة الشمالي.
وفي حماة، قصفت مروحيات النظام بالبراميل المتفجرة بلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي، وقتل أربعة من عناصر مليشيا الدفاع الوطني في هجوم لقوات المعارضة في مدينة طيبة الإمام، وأعلنت قوات المعارضة أنها سيطرت على النقطة السابعة لجيش النظام جنوبي مدينة مورك في ريف حماة الشمالي. وجنوبا في درعا، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدة دير العدس في ريف درعا.
الأكراد يصدون
كما قال مسؤولان كرديان إن قوات حماية الشعب الكردية شمالَ سوريا صدّت تقدما لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية نحو مدينة عين العرب (كوباني باللغة الكردية)، باشتباكات وقعت خلال الليل.
وأضاف المسؤولان أن تنظيم الدولة الإسلامية ركز مقاتليه جنوبي المدينة وتقدم صوبها في ساعة متأخرة أمس، لكن قوات حماية الشعب الكردية صدت الهجوم.
وأكد أوجلان إيسو، أحد المسؤولين الأكراد عن شؤون الدفاع، أن قوات حماية الشعب أوقفت تقدم التنظيم جنوبي كوباني.
وأشار المسؤولان إلى أنهما سمعا أزيز طائرات حربية تحلق فوق كوباني مساء الأربعاء للمرة الأولى، لكن لم تعرف أهدافها على الفور.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثمانية مقاتلين من قوات حماية الشعب قتلوا أثناء الاشتباكات الليلية.
تدمير كنيسة
الى ذلك أعلن عناصر في تنظيم ?الدولة الإسلامية? أن التنظيم أقدم على تدمير «كنيسة شهداء الأرمن» في حي «الرشدية»، حيث هز الحي انفجار ضخم أدى إلى انهيار بناء الكنيسة بشكل شبه كامل، في عملية وصفها الناشطون بأنها» استمرار لأفعال التنظيم في التدمير والقتل والترهيب ،و التي شملت جميع الطوائف والأديان دون أي استثناء، حيث قامت داعش بتفجير عدد من الأضرحة والمقامات الدينية في مختلف المناطق التي سيطرت عليها. وقد قامت داعش بتفجير «الكنيسة»، وتهديمها بشكل شبه كامل، رافعة رايتها فوق أنقاضها.
تاريخ الكنيسة
وتضم كنيسة شهداء الأرمن رفات بعض من قضوا من الأرمن عقب ما تعرضوا له من مجازر وتهجير 1915، حيث اصبحت ديرالزور الوجهة النهائية لكثير منهم الذين. وتم انشاء نصب تذكاري تخليدا لذكرى ضحايا الأرمن صممه «ساركيس بالمانوكيان» وأفتتح رسميا سنة 1990 بحضور كاثوليكوس عموم الأرمن لبيت كيليكيا، نصب يضم العديد من بقايا وعظام شهداء الأرمن أضافة الى عدد من الأعمال الفنية التي أبدعها بعض الفنانين الأرمن تخليدا لذكرى المجازر التي عاشها أجدادهم.
معمل اسمنت فرنسي
من جهة أخرى سيطر عناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» قبل ايام على معمل اسمنت يعود الى شركة «لافارج» الفرنسية المتخصصة في مواد البناء، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وكالة فرانس برس امس الخميس.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان «عناصر تنظيم الدولة الاسلامية سيطروا على معمل الاسمنت الفرنسي ما بين 19 ايلول و20 منه، اثناء تقدمهم نحو بلدة عين العرب» الكردية في ريف حلب (شمال)، والتي يحاصرونها منذ ايام.
واوضح ان المقاتلين قاموا بإحراق اجزاء من المعمل.
وردا على سؤال لفرانس برس، رفضت متحدثة باسم الشركة في باريس الادلاء «بأي تعليق»، مؤكدة في الوقت نفسه انه «بحسب معلوماتنا، لم يتعرض المعمل لأضرار كبيرة».
وكانت المتحدثة افادت في وقت سابق ان الشركة أجلت غالبية العاملين في هذه المنشأة لأسباب أمنية. واوضحت ان «لافارج اتخذت قرار اخلاء المعمل» الواقع على مسافة 150 كلم شمال شرق حلب، بين 18 ايلول و19 منه، و»تعليق نشاطه طالما انه لا يمكن ضمان الوضع الامني في المنطقة».
واشارت الى ان «التعليمات اعطيت لموظفي المعمل بعدم التوجه اليه طالما ان الوضع الامني لا يسمح بذلك»، مؤكدة انه «لا وجود لموظفين في الموقع» الذي بدأ العمل في 2011.
وتولى الجيش السوري بداية حماية الموقع، الا انه بات منذ آب 2013 في عهدة وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي المتواجد بكثافة في المنطقة.
وبلغت قدرة انتاج المعمل 2،6 مليون طن من الاسمنت سنويا، ويمثل احد اكبر الاستثمارات الاجنبية في سوريا خارج قطاع النفط. وحددت قيمة الاستثمار لدى بدء العمل به بنحو 600 مليون يورو.