IMLebanon

“الشلاعيط” إن صوّتوا

 

 

أظهرت انتخابات نقابة المحامين أن “الشلاعيط” إن صوَّتوا أقوى وأفعل، أكثر بكثير، من جهابذة تكتل طرابين حبق الطبقة السياسية، الذين تعاضدوا ضد ملحم خلف للحؤول دون وصوله إلى رئاسة النقابة، مع أنهم كانوا على خط موازٍ ينشرون غسيلهم الوسخ من خلال حرب بيانات، في موجة عض أصابع متبادلة هدفها تناتش الحصة الأكبر من كعكة الحكم.

 

المفارقة، أن طرابين الحبق لم يغيروا في أساليبهم، لم يستوعبوا بعد أن “أسلحتهم الخفية” في التراشق بتهم المسؤوليات عما آل إليه البلد، لم تعد تستنهض إلا قلة من الهمم لا تصنع رأياً عاماً. على رغم كل جولات الفشل التي خاضوها، لا يزالون يعيشون حالة نكران للثورة المطالبة بتسليم البلد إلى من يجيد الانطلاق بخطة إنقاذية تدمج السياسة بالاقتصاد لتأمين قاعدة اجتماعية جديرة بالمواطنة، وتتابع تحركها بصمود لم يعرفه لبنان سابقاً. وكأنهم لا يفقهون. لذا لا يزالون يراهنون على إنهاك الرافضين لوجودهم السياسي واستنزافهم. أكثر من ذلك، هم يعيشون حالة نكران عما يجري في الإقليم مروراً بالعراق، ووصولاً إلى إيران.

 

وقمة الغباء في هذا التشاطر الذي لم يعد يُؤتي محاصيله، تتجلى بإظهار الخوف على “الحراك” والحرص على نظافته وحمايته من المتسلقين الذين يقلقون الغيارى المعروفين بالتزامهم المحور الممانع، وفضائحي هذا القلق، لأننا اذا بحثنا قليلاً لاكتشفنا أن دود خل الإطاحة بالثورة هو من شغل المحور أو من يدور في فلكه.

 

الواضح أن طرابين الحبق الذين وجدوا أنفسهم مرغمين على العمل في خط القضاء على حركة المعترضين، وبأساليب رخيصة مستوردة من السلوك الميليشياوي الذي كان يشعل جولات القتال خلال الحرب اللبنانية، مكرهون، وليسوا أبطالاً في أساليبهم هذه، فهم ملتزمون بتعاليم رأس المحور الإيراني الذي يصر على منع سقوط “حزب الله” ضحيّة للثورة، ما يطيح بمشروعه وتوسعه الاقليمي.

 

لكن التراكمات التي أدت إلى اندلاع الانتفاضات، إن في لبنان أو العراق أو ايران، تدل على أن إخراس الاعتراضات الشعبية التي تعاني من القمع والفقر والفساد، أينما كان، تخرسها السلطات إلى حين، ولكن ليس كل حين.

 

في المقابل، يبدو أن من لا يجيد إلا استخدام القوة، ضنين بالاستجابة للمطالب الشعبية المحقة، لأنه يعتبرها دليل ضعف ينال منه. فالتنازل ولو قيد أنملة عن أبجدية القمع، كفيل بالاطاحة بكل الإنجازات التي حققها عبر خلخلة الأنظمة واختراقها والسيطرة عليها بمعزل عن حقوق المواطنين من هنا إلى هناك.

 

لذا، المطلوب منع السماح لطريق الحرير بأن تسير في الاتجاه المعاكس، من بيروت إلى طهران. وليس الخوف من المجهول هو السبب، فالتحرك الراهن على امتداد هذا الطريق واضحة أهدافه وبديهية، لذا يخاف كل من انخرط في التركيبة الممانعة طمعاً بالسلطة والنفوذ والفساد، من هؤلاء الشلاعيط العملاء المتهمين بأنهم ينفذون المخطط التآمري للشيطان الأكبر، وتحديداً في لبنان، لأن صناديق الإقتراع عندما يحين موعد استحقاقها، لن تمنح هؤلاء ما تعودوا عليه، إلا اذا فرضوه بالقوة والقمع والدم، ربما.