IMLebanon

الإنقاذ بالانتخابات ولكنها يجب أن تكون تحت إشراف الأمم المتحدة

 

كل الآمال معقودة على الانتخابات القادمة، ولكن هذه الآمال يجب ان تُبنى على المنطق وعلى التجارب السابقة التي كانت خلال خمس وثلاثين سنة تُحدّد لنفس الطبقة الفاسدة التي يشكو منها الناس فلما يأتي أوان التغيير في الانتخابات نجد أن النتيجة العجيبة جددت للطبقة الفاسدة، اذاً فإن الزواريب التي استحكمت بها الطبقة الفاسدة وصارت تجدد لنفسها رغم ثورة الناس عليها، هذه الزواريب يجب إقفالها في الانتخابات القادمة القريبة كي لا تجدد للطبقة الفاسدة الحاكمة التي تعمل على إزالة لبنان من الوجود.

 

ما هي أدوات الطبقة الفاسدة التي تستعملها كل مرة لتجدد لنفسها؟ التزوير ثم المال والمال والمال! وشراء الأصوات، والتلاعب في نتائج الفرز، واستخدام النفوذ وسلطة التعيين لتنفيع الناخبين من أموال الدول، فمنذ ان انتُخب ميشال عون رئيساً بأصوات نواب سعد الحريري عَيَّن في الوزارات اكثر من ستماية موظف لا مكان لهم في الوزارات ولا كفاءة لديهم، فيبقون مقيمين في بيوتهم ولا يذهبون الى الوزارات ويقبضون رواتبهم بدون أي عمل يقومون به سوى التصويت في الانتخابات لمن عيّنهم! ثم الضغوط السياسية والتنفيعات في المشاريع الحكومية لقلب موازين القوى الانتخابية!

 

كيف نُحصّن ونُطهّر الانتخابات القادمة القريبة؟ ان الدول الصديقة مثل فرنسا يجب ان تساند في الأمم المتحدة قراراً بمراقبة الانتخابات النيابية والإشراف عليها من مندوبين وممثلين للأمم المتحدة. مراقبة على استعمال نفوذ السلطة ودفع الرشوات الانتخابية ومراقبة ومنع التزوير الذي تقوم به السلطة الفاسدة!

 

كيف تستطيع الأمم المتحدة ان تحمي وتراقب الانتخابات النيابية؟ تقوم بدور عسكري المرور. فهناك زحام شديد عند مفارق الطرق يأتي من الإقطاع ورجال الأعمال والطبقة التي حكمت خمس وثلاثين عاماً. هذا الزحام لا بد له ان يتحرك. لا بد أن يقف عسكري مرور عند تقاطع الطرق في هذه الفترة من الزحام ويكون موقعه امام كل الناس وكل القوى من كل الإتجاهات. وأمامهم جميعاً يحرك السير بالإشارات والصفارات (إشارات الأمم المتحدة وصفاراتها) حتى تنتظم الحركة وتتدفق خطوطها وفي نفس الوقت تمنع وقوع أي صدام!

 

اذا تجمّعت واتّحدت قوى الإقطاع ورجال المال فإن المعارضة والثوار يجب ن يتّحدوا اخيراً وان ينهوا تفرقاتهم، ويكون لقوى الماضي الإقطاعي ورجال الأعمال صوت خافت ولا تكون بيدهم عصا، ولا يكون بيدهم مال! ويكون الثوار متّحدين وصوتهم عالٍ والحركة الانتخابية حرة تحت اشراف الأمم المتحدة، لا يتدخل فها احد من خارج لبنان!!!

 

ويكون عسكري المرور قد أدى دوره وتوفرت لكل الإتجاهات حقها في التعبير عن نفسها بكل وسائل الإعلام وتكون الانتخابات قد جرت انتخابات حرة لم يتدخل فيها أحد.

 

تدفقت المياه التي كانت متجمدة خلال اكثر من خمس وثلاثين عاماً، تدفقت بمخاطر كبيرة وجئنا للإنقاذ في الوقت المناسب، يكون دور عسكري المرور قد انتهى. وبقي المكان لأمثال فؤاد شهاب وريمون اده وصائب سلام ورياض الصلح.

 

انظار وأفكار اللبنانيين تتجه الى الانتخابات وتتربص بها الطبقة التي حكمت خمس وثلاثين عاماً وعلى رأسها حزب الله ومئة الف مجنّد ولا يمكن الخروج من جهنم التي تهدد لبنان بالزوال الا عن طريق الانتخابات تشرف عليها الأمم المتحدة، بدون ذلك سيعود الفاسدون الى كراسيهم.

 

ان الديمقراطية قوة، وشعب لبنان لا يناسبه غير الديمقراطية ويجب ان نزداد ثقة بالديمقراطية. ان الديمقراطية اقوى ما تكون حين تثبت قدرتها على الفعل وليس مجرد قدرتها على الكلام.

 

اذا لم يستطع لبنان ان يَنْفذ في الانتخابات القادمة عن طريق الأمم المتحدة فإن وجوده مهدد بالفعل!

 

فقد وصلنا مع الفاسدين الى نهاية الطريق، قضوا على كل المؤسسات، على القضاء، على التعليم، على التطبيب، على الصناعة، على الكفاءة الاقتصادية والمصرفية، على الإنتاج، والخدمات!

 

هذا هو الأمل الأخير: انتخابات ولكن تحت اشراف الأمم المتحدة.

 

فإلى الدول الصديقة والتي تريد حقاً ان يبقى لبنان جزيرة وزهرة الحرية في الشرق فإن هؤلاء الأصدقاء يجب ان يتحركوا ويعملوا لكي تَسْلم الانتخابات من خزعبلات الفاسدين وتجري تحت اشراف الأمم المتحدة فيعود لبنان الى اصله وفصله والى عطائه، هذا الذي يقطع الطريق على الداعشية واخواتها، لأن النور هو الذي يقضي على الظلام.