تجري اتصالات بعيدة عن الأضواء للملمة صفوف ما بقي من فريق 14 آذار بعد الإنتكاسة الأخيرة على خط قانون الإنتخاب، وقد علمت «الديار» بأن اتصالات جرت في الأيام القليلة الماضية قام بها أحد النواب السابقين والبارزين في هذا الفريق، ولا سيما مع معراب، وحيث ينقل وفق الأجواء الراهنة أنه في صدد زيارتها في وقت قريب، من أجل تخفيف التوتر وعودة الأمور إلى ما كانت عليه سابقاً، وبمعنى أوضح، فإن قانون الإنتخاب وما رافقه من مواقف، ولا سيما ما أعلنه الأسبوع الماضي نائب رئيس حزب «القوات» النائب جورج عدوان، فذلك ما أدى إلى مزيد من التشرذم بين كليمنصو ومعراب وبيت الوسط، وإن بقيت العلاقة القواتية ـ الإشتراكية ثابتة في بعض مفاصلها الأساسية، وتحديداً على خط مصالحة الجبل، وأمور كثيرة تبقي هذا التواصل قائماً، والدلالة ما كُتب على أحد المواقع الجنبلاطية، والذي يضم نخبة من كوادر وقياديي الحزب التقدمي الإشتراكي وأصدقاء الشهيد كمال جنبلاط، إذ كُتب مقال فيه الكثير من الإشادة بمسيرة الرئيس الشهيد بشير الجميل ونظافة كفّه وتطلّعاته بمعزل عن بعض الأمور السياسية، ما يؤشّر إلى أن الأمور بين الطرفين لم تصل إلى القطيعة أو «كسر الجرة» بينهما، إنما الهوّة كبيرة حول قانون ألإنتخاب، وذلك ما تمخّض عن لقاءات سابقة واتصالات جرت بين الفريقين الإشتراكي والقواتي، بحيث تتمسك معراب بالقانون الحالي، وهذا ما لم يستسغه الحزب التقدمي.
في سياق متصل، ورداً على ما يقال عن اصطفافات سياسية جديدة وأحلاف قد تبصر النور في فترة قريبة، يكشف عن مواقف صادرة عن بعض المرجعيات الحزبية البارزة التي تنفي إمكان حصول أي صيغة سياسية أو تحالفات، أكان على غرار 8 و14 آذار أو سواهما، لأن الأوضاع الراهنة في لبنان مغايرة كلياً عن تلك الحقبة، وخصوصاً بعد التحوّلات التي شهدها البلد من خلال ثورة 17 تشرين الأول، وحيث الحراك، وإن خفّ وهجه الشعبي وغاب عن التظاهر، إلا أنه ما زال حاضراً، كذلك انفجار الرابع من آب المنصرم في مرفأ بيروت، والذي غيّر الكثير من بنية البلد السياسية والإقتصادية والاجتماعية، وهو بمثابة الزلزال السياسي ولاحقاً القضائي، وقد يكون عاملاً مؤثّراً في المرحلة الراهنة لتغيير المعادلة السياسية على غير صعيد، وصولاً إلى العامل الإقتصادي والمعيشي، بحيث أنه ليس باستطاعة أي طرف أو حزب أن يقفز فوق هذه التطورات وأوضاع الناس المزرية وإفلاس البلد وانهياره.
ويبقى أخيراً، أنه وحيال هذه الأوضاع ثمة صعوبة بالغة في حصول أي تحالفات جديدة، ولكن المعلومات تؤشر إلى عملية فرز جديدة بدأت تتوضح معالمها على خلفية قانون الإنتخاب، وبمعنى آخر، بات هناك تقارب بين الحزب التقدمي الإشتراكي وحزب الله وحركة «أمل»، في مقابل تقارب آخر ولو على مضض بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، ولكن كل ذلك إنما جاء على خلفية مصالح مشتركة بين هذه المكوّنات، إلا أنه سرعان ما سينتفي بفعل التطورات المقبلة على المنطقة والبلد.