Site icon IMLebanon

قانون الانتخابات  

سنة كاملة والحديث الوحيد في لبنان هو موضوع الزبالة حيث أصبح كل مواطن لبناني خبيراً في البيئة وخبيراً إقتصادياً وخبيراً في الكهرباء التي يمكن توليدها من الزبالة والأهم من موضوع التكلفة هو الهدر أو الرشى أو السرقات وكله مثل بعضه.

12 سنة ولا تمر مناسبة أو محطة مهمة في أي وقت من الأوقات الا ويتردد كلام عن ضرورة وضع قانون انتخابات تحت شعارات عدة منها أنه على المسلم أن ينتخب المسلم والمسيحي ينتخب المسيحي، ولكن ماذا عن العيش المشترك أو شعار العيش الواحد؟ وماذا عن الوحدة الوطنية؟ وأنّ عظمة لبنان هي بهذا التعايش بين الطوائف؟ كل هذا تبخّر تحت شعار أننا لن نقبل بعد اليوم بأن ينتخب المسلمون النواب المسيحيين ويجب أن يختار المسيحيون نوابهم… علماً وللتذكير فقط أنّه بعد «اتفاق الدوحة» اعتبر فخامة الرئيس أنّ قانون «الستين» الذي أجريت انتخابات العام 2009 بموجبه مكسب كبير لحقوق المسيحيين وقد تباهى الرئيس بأنه حقق هذا الإنجاز.

ولكن يبدو أنّ الزمن لعب دوره وأصبحت كارثة إذا تحدث أحد عن قانون الستين.

معظم القيادات السياسية تريد الوصول الى قانون جديد ولكن المشكلة هي أنّ كل قيادة تريد القانون الذي يفصّل على قياسها، أي القانون الذي يحقق أكبر عدد من النواب لها.

ساعة يتحدثون عن التأهيل، وأخرى عن النسبية، وتارة ثالثة عن المختلط، ورابعة عن الأكثري، وخامسة عن النسبي والأكثري معاً أي المختلط، وسادسة عن القانون الارثوذكسي، وفي الحقيقة لم أعد أفهم ماذا يريدون… فعلاً أصبح هذا الموضوع معقداً جداً جداً ولا أعلم كيف يمكن أن نصل الى حلول ضمن الطاقم السياسي الموجود لأنه بكل صراحة ومن خلال نظرة الى الأمور المطروحة نرى بكل صدق أنّ موضوع قانون الانتخاب أصبح مشكلة عويصة ليس لها حل.

إذا كنا نحب لبنان وكنا وطنيين فهناك تمنٍ من كل اللبنانيين أن يكون هناك قانون يوافق عليه الجميع ومن دون أي تهديدات، خصوصاً ما يُقال عن الفراغ… لكن هذه الكلمة ثمنها غالٍ جداً ولم يعد أحد في لبنان يستطيع أن يدفع ثمنها أو لديه ثمنها ليدفعه…

والحقيقة الثانية ما قاله الرئيس نبيه بري إنّ أي قانون لا يوافق عليه كل اللبنانيين جميعاً سيكون مقدمة لمشروع حرب أهلية، ولا يمكن أن يوافق عليه.

والحقيقة الثالثة أنّ قانون الستين أصبح اليوم عنواناً، وقد يصبح مطلباً…

الأهم من هذه المشاريع كلها مشروع واحد وهو ما يُجمع عليه اللبنانيون، وأن يذهب الناخبون الى صناديق الإقتراع وأن تجرى الانتخابات في جو ديموقراطي وحضاري… ومين ما يطلع يطلع…