Site icon IMLebanon

قانون الإنتخاب يحيِّر كل الناس مع لعبة الإحصاءات

الحرارة الإنتخابية تتسرَّب إلى طرابلس تدريجياً

قانون الإنتخاب يحيِّر كل الناس مع لعبة الإحصاءات

تقول مصادر سياسية مطلعة في الشمال ان النقاش حول القانون الانتخابي سيتصاعد في غضون الايام القليلة المقبلة وأن الاجواء بالتالي ستبدو اكثر توترا بين الفرقاء المعنيين بالنقاش الدائر، وتلفت المصادر بالتالي الى ان الامور رهن بالوقت الذي سيتطلبه هذا النقاش، في حين انه يعود فعلا وفي حال الفشل في اقرار اي قانون انتخابي جديد، يعود لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون قرار اجراء هذه الانتخابات او غير ذلك، اذ له القرار وحده بعد احالة دعوة الهيئات الناخبة من قبل وزارة الداخلية برد الدعوة، عندها سيدخل لبنان في اتون استحقاق هام ربما يكون الاول من نوعه في تاريخ لبنان الحديث.

وتلفت المصادر عينها الى ان لبنان في هذه الاثناء تحت انظار المجتمع الدولي وأن المسؤولين في هذا المجال تلقوا فعلا رسالة العالم للبنان لا سيما الدول الكبرى التي تنادي باجراء الانتخابات النيابية في توقيتها، وتتوقع المصادر ان تتصاعد حركة الموفدين الدوليين للدفع قدما في اتجاه اجراء الانتخابات كاستحقاق ديمقراطي تريده الدول الكبرى استحقاقا ناجحا ومنتجا في لبنان.

ولا تربط المصادر بين رغبة القوى الكبرى امس اجراء الانتخابات الرئاسية ورغبتها اليوم اجراء الانتخابات النيابية اذ ان الظروف مختلفة تماما والواقع اللبناني بعد انتخابات الرئاسة وتشكيل حكومة ملزم للبنانيين ليعيدوا الحياة لكل المؤسسات الدستورية بدء من مجلس النواب.

وبغض النظر عن وجهة نظر هذه المصادر القائلة بأن طرابلس ستشهد مع المنية الضنية وعكار الانتخابات الاكثر حرارة في لبنان، وأن العودة ميسرة لصالح قانون الستين رغم اعتباره ميتاً من قبل حركة امل ومناداة حزب الله بالنسبية على اساس لبنان دائرة واحدة او تفضيل قانون حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الذي يقسم لبنان الى ثلاث عشرة دائرة انتخابية، بغض النظر عن ذلك تعتبر المصادر ان اجراء الانتخابات واقع حكما وان الحسابات انما يجب ان تجري على هذا الاساس، اذ تتخوف من مباغتة المواطنين بقرار نهائي باجراء الانتخابات في الايام القليلة قبل الموعد القانوني النهائي لذلك.

يعتقد اصحاب هذا الكلام ان تسوية الانتخابات الرئاسية تضمنت فعلا اجراء الانتخابات النيابية، من ضمن اربعة بنود هي انتخاب الرئيس ميشال عون وتسمية الرئيس سعد الحريري رئيساً والعودة عن مضمون اتفاق الدوحة لجهة الثلث المعطل في الحكومة واجراء الانتخابات الينابية علىا ساس قانون الستين. من هنا لا مناص من اجراء الانتخابات النيابية وبالتالي الذهاب الى البحث بما بعد ذلك من علاقات وتحديد احجام ستظهرها الانتخابات لا سيما على المستوى الماروني ثم على المستوى السني، اذ لا تغيير مرتقب بالاحجام الشيعية المعروفة حكما وحيث يبدو حزب الله وحركة امل في موقع جيد ضمنا عصي على المؤثرات والمتغيرات أياً كانت الظروف والقوانين الانتخابية او غير ذلك.

بالعودة الى طرابلس يبدو ظن المصادر السياسية في محله فطرابلس تعيش اقله حتى الساعة حالة من الحرارة الانتخابية الاستباقية لأي قانون منتظر، فالجميع يحضر نفسه للانتخابات والكل يستعد لا للقانون العتيد بل لحساباته العامة والخاصة بعد فشل بعض العلاقات ونجاح بعضها الاخر.

العين تتركز على اشرف ريفي وعلى المستعدين للتحالف معه سواء في طرابلس او حتى في عكار، كما العين تتابع بدقة سلوك الرئيس نجيب ميقاتي الذي يمتنع عن التفاعل مع التسريبات من هنا او من هناك والتي توحي بتوجيهات اكثر مما تعكس اجواء على شيء من الدقة.

هنا تنشط التوقعات كما تتزايد الاحصاءات، والغريب في الموضوع ان الاحصاءات هذه لا تجري الا حول طرابلس، وقد وصل الامر الى ان بعض الاذاعات اللبنانية ذهبت بعيدا في اعداد احصاءات معينة معلنة تقدم هذا الفريق على ذاك ومحددة الترتيب الشعبي للقوى السياسية الحاضرة في طرابلس من الرئيس ميقاتي الى الوزير الاسبق فيصل كرامي الى تيار المستقبل وصولا الى الاسلاميين في المدينة.

بدا جلياً ان بعض الاحصاءات المعلنة جاءت لتبدو كبلاغ ضمني بالوجود لا كتحديد موقع او مرتبة في المدينة، فالنتائج حتى الساعة قبل حسم مسألة اجراء الانتخابات تعكس ان الاحصاءات تظهر كاعلان ترويجي لهذا الفريق او ذاك، بمعنى انه موجود ويرغب بالحصول على اعتراف به من القوى المعنية الساعية اما الى التواصل مع المدينة او تلك المعنية بالاستحقاق الانتخابي ايا كانت حاله.

وهكذا تظهر الاحصاءات ان كُلاً يرمي على هواه وكل يرتب نفسه كما يهوى ويبقى في ظل كل ذلك الرئيس نجيب ميقاتي صامتا، ليكون السؤال هل هو يضحك بسره ؟ ام انه يؤجل ابداء الرأي الى حين.

ببساطة وبعد التجربة الاميركية وفشل كبرى شركات الاحصاءات في تأكيد صدق احصاءاتها التي خبرت بالفوز لهيلاري كلينتون يبدو الامر بحاجة الى بعض التراجع او التريث من قبل الشركات اللبنانية المعروفة على ان تستحي تلك التي تفربك ما لا يمكن توظيفه لا في انتخابات ولا في غيرها.

هي الحرارة التي تتسرب الى المعترك الطرابلسي في توقيت سيىء بكل المعاني فالمدينة تحتاج الى ما يغير حالها لا الى من يحير اهلها، فقد نالها من الحيرة ما يكفيها.

يبقى ان حركة زوار مرتقبة للبنان ولا يمكن فصل الامور عن بعضها، ومجددا لبنان تحت المجهر فأي وجهة هي وأي تأثير للمراقبين الدوليين او الزوار عرباً واوروبيين واميركيين. هو الانتظار مجددا.