Site icon IMLebanon

مشكلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية مارونية  

 

 

نعم، وبكل ثقة أقول إنّ الذي يمنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان هو في الحقيقة مشكلة مارونية.

 

الجميع يتذكر انه في المرة الأولى التي مُنع فيها انتخاب رئيس جديد للجمهورية عند انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميّل هو اولاً ان الرئيس امين الجميّل الذي ظلّ يماطل في تحقيق الاستحقاق ظناً منه انه يستطيع أن يستجدي التمديد له من الرئيس السوري حافظ الاسد ولو لمدة سنة أو سنتين، وعندما فقد الأمل، وفي آخر يوم من عهده وفي الساعات الاخيرة، عيّـن الضابط الجنرال ميشال عون رئيس حكومة عسكرية لتأمين انتخاب رئيس جديد… وبالفعل فإنّ الجنرال ميشال عون فعل كل شيء ممكن، لعدم السماح بانتخاب رئيس جديد… وظلّ متمرّداً في قصر بعبدا رافضاً أن يتسلم الرئيس رينيه معوّض الحكم، وعندما اغتيل الرئيس معوّض بتفجير سيارته قرب وزارة الداخلية بقي عون متمرّداً في قصر بعبدا حتى جاء الرئيس البطل الياس الهراوي الذي اتخذ قراراً بإزالة حال التمرّد في قصر بعبدا ولو بالقوة. وهكذا ما كاد الضابط المتمرّد يسمع صوت طائرة الـ»سوخوي» فوق قصر بعبدا حتى فرّ هارباً الى السفارة الفرنسية في مار تقلا، تاركاً زوجته وبناته الثلاث.. والأهم انه كان قد صرّح قبل الهروب، بأنه سيكون آخر ضابط يترك أرض المعركة وبالفعل كان أوّل ضابط يهرب ويترك جيشه.

 

وهنا لا بد أن نذكر ان الجنرال عون خاض حربين مع د. سمير جعجع قائد «القوات اللبنانية» والسوريين: حرب التحرير وحرب الإلغاء كلفتا لبنان هجرة 300 ألف مواطن مسيحي من المنطقة الشرقية، وتعرّضت المنطقة الشرقية لأكبر حركة تدمير منذ بداية الحرب الاهلية.

 

أما المرة الثانية فكانت بعد «الطائف» عندما انتهت ولاية الرئيس اميل لحود ولم تتم عملية انتخاب رئيس جديد، حتى مضي عام، أي بعد عقد «مؤتمر الدوحة» وتدخل عربي ليتم الاتفاق على انتخاب الرئيس ميشال سليمان.

 

المرة الثالثة كانت يوم انتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان، فقد بقينا عامين ونصف العام يَنْزِل السادة النواب الى المجلس مع الرئيس سعد الحريري لينتخبوا، وفي كل مرة كانوا ينزلون يتم تعطيل النصاب، وكانوا يصوّتون للدكتور سمير جعجع، لكن المصيبة انهم لم يستطيعوا وحدهم تأمين النصاب المطلوب لانتخاب رئيس جديد… وجرّب بعد د. جعجع الزعيم سليمان فرنجية ففشل، ولم تتم العملية إلاّ عندما اتفق د. جعجع مع الجنرال ميشال عون على انتخاب الأخير، محققاً طلب وأوامر السيّد حسن نصرالله حين كان يقول: «لا رئيس إلاّ ميشال عون».

 

وبالفعل بعد «اتفاق معراب»، بين الجنرال عون وبين قائد «القوات اللبنانية»، تمّت عملية انتخاب رئيس جديد وتلك الحقبة دامت سنتين ونصف السنة ولبنان غارق في ظلام دامس لعدم تمكن انتخاب رئيس إلاّ بعدما تمّ «اتفاق معراب» الذي دعم انتخاب الرئيس ميشال عون رئيساً جديداً للبلاد… كما نصّ الاتفاق على المناصفة في النواب والوزراء بين القوات والتيار، ولكن بعد وصول عون تبدلت الأمور، ورفض الصهر المدلّل أن يعترف بالاتفاق بعدما حصل عمّه على كرسي الرئاسة.

 

وكما يقول المثل الشعبي: «عادت حليمة لعادتها القديمة»، وطبعاً نتساءل: من هو بطل التعطيل في الحكم؟ بكل تواضع هو جنرال السلطة، الجنرال الذي ظنّ ان العالم يدور حوله وحول صهره.. مع العلم انه وبعد وصوله الى الحكم وفي دورة الانتخابات النيابية، جاءت نتائج الانتخابات النيابية فأسفرت عن حصول الصهر على 120 ألف ناخب، بينما حصل د. جعجع على 200 ألف صوت و»الخير لقدام».

 

ولكن الجنرال هو هو لا يتغيّر، ويظن ان العالم يدور حوله.. متناسياً كم صار عمره وكيف أصبحت لغة الاستيعاب عنده لكبر سنه وعدم التمكن من التركيز ليترك التعطيل  والفشل الى صهره العزيز الذي يبدو انه حقق نتائج أفضل في تخريب البلد وتدمير الاقتصاد وإفقار المواطنين وانتهاء وجود أي أمل في وضع حل لمشكلة الكهرباء ولا حاجة للقول إننا وصلنا الى أوضاع سيّئة حين قال فخامة الرئيس الفاشل وصهره «إننا ذاهبون الى جهنم».

 

أكتفي بهذه اللمحة لأقول إنّ أسوأ رئيس وأسوأ عهد وأخطر عهد مَرّ في تاريخ هذا البلد الجميل هو عهد الرئيس ميشال عون بدون أي منافس.

 

على كل حال… كلمة أخيرة إنّ ما فعله الجنرال وصهره لم يحدث ولن يحدث في أي بلد في العالم حتى في بلاد «الماوماو».