Site icon IMLebanon

لبنان اللبناني

 

 

سوريا التي لا تفاجئ الشّعب اللبناني أبداً، العدوّ الإسرائيلي يفاوض لترسيم حدوده البحرية عبر الوسيط الأميركي مع لبنان، فيما السّوري لا يزال يرفض الاعتراف بأيّ حدود للبنان لا بريّة ولا بحريّة ولا جويّة أيضاً لو سمح له الإسرائيلي بطلعات جويّة فوق لبنان غير تلك المرة اليتيمة في 13 تشرين الأوّل 1990 لكان الطيران “الشّقيق” سوّى المدن والقرى اللبنانيّة بالأرض، من المضحك أنّ العدو الإسرائيلي يعترف بنا على الأقل كدولة عدوّة، فيما سوريا لا تزال ترفض الاعتراف بلبنان الكيان والدّولة والشّعب منذ تأسيس الجامعة العربيّة واعتراضه الكبير على دولة لبنان أحد المؤسسين لهذه الجامعة وإنّ تبادلت التمثيل الدّيبلوماسي معه قسراً وبقوّة الأمر الواقع الذي سيتغيّر في توقيت مناسب، هذه معادلة يعرفها الشعب اللبناني ولا يحتاج أن يُعاد تأكيدها له عندما يجتمع العدوّ والشّقيق في معادلة ترسيم حدود أيّاً كان نوعها!

 

المهم، أنّ الوضع اللبناني باقٍ على ما هو عليه، فلا جلسة البرلمان أمس الاثنين ولا جلسة الخميس المقبل ستغيّر شيئاً، كنّا سنتفاجأ فعلاً لو تخطّى التصويت النّيابي كونه مشهد تمثيلي سيتكرّر في لعبة يمارسها السّاسة اللبنانيّون في انتظار هبوط الوحي الدّولي موعزاً بتسمية هذا أو ذاك من الموارنة المتسابقين إلى عتبة القصر وكلّ متسابق متكئ على داعم دولي في انتظار توافق الرّاعين الدوليّين على تمديد هذه الدّولة سنوات ستّ جديدة أو نفضها عن بكرة أبيها بحرب أو بغيرها، المهمّ أنّ العمر الافتراضي لهذه الدّولة انتهى وهي مستمرّة فقط لضرورة الانشغال بصراعات أخرى في المنطقة وفي العالم!

 

هذا الفراغ سيتكرّر مع كلّ مشهد لاجتماع المجلس  النيابي نحن أمام مجرّد “خيالات صحرا” لا تقرّر ولا تُقدّم ولا تؤخّر، وعلى عكس المشهد طوال عامين ونصف العام، وما يقارب الأربعين جلسة نيابيّة وصولاً إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً بعد تعطيل فرضه حزب الله على البلاد تحت عنوان “وعد حسن نصر الله” كانت الصورة أوضح بكثير من المشهد الحالي، على الأقلّ كان واضحاً ما ومن المطلوب، مع الانتخابات الرئاسيّة هذه المرّة يعمّ السكون ويمارس حزب الله لعبة عدم التّصريح والتّعطيل في نفس الوقت، فهذه الورقات الخمسون البيضاء هي تعطيلٌ في وجه الانتخاب، والحديث عن ديموقراطية التصويت الذي يأتي بالرئيس خدعة لبنانيّة منذ الرئيس بشارة الخوري وحتى اليوم، الصوت الحقيقي في انتخاب الرئيس هو الصوت الخارجي سواء كان الفرنسي أو الأميركي أو السوري أو الإيراني، وأكبر دليل على صحة ما نذهب إليه إغتيال الرئيسيْن بشير الجميّل ورينيه معوّض.

 

لم يكن انتخاب رئيس لجمهوريّة لبنان أو لبنان ما قبل قيام لبنان الكبير أمراً لبنانيّاً، التعيّين العلني أو الخفي هو الذي يأتي بالرّئيس، ومع عودة الجنرال ميشال عون إلى لبنان وسقوط العراق بيد إيران واغتيال الرئيس رفيق الحريري وإخراج السعودية نفسها من المعادلة اللبنانيّة ولبنان يعيش الزّمن الإيراني، ولا نظنّ أن رغبة السعوديّة في لعب دور على الساحة اللبنانيّة سيكون سهلاً ومتاحاً فالمشهد اللبناني غامض جدّاً والموقف الدّولي أسوأ من اللبناني بكثير، إيران تقلّم أظافرها وأظافر ثورة النساء فيها وأظافر لبنان في انتظار الثّمن الذي تريد أن يقبضه حزب الله وتعيينه الرئيس اللبناني المقبل، حتى ذلك الحين من المؤسف أن لبنان اللبناني سيبقى حلماً صعباً وغير قابل للترجمة العمليّة على أرض الواقع!