IMLebanon

انتخاب الرئىس ليس مدرجاً على ايّ من جداول الاولويات

في الوقت الضائع تطرح الكثير من الأفكار. لكن في الواقع لا جديد على مستوى المعطيات التي تسمح بالتفاؤل بقرب الوصول الى حل للأزمة اللبنانية المتشعبة.هذا ما ينطبق على زيارة وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت والجلسات المتتالية للحوار في مطلع آب المقبل، حيث لم تكد تمر ساعات على مغادرة الضيف الفرنسي، حتى تجلّى مجددا عدم نضوج طبخة الاستحقاق لا محليا ولا خارجيا، في ساحة النجمة، حيث لم يكتمل نصاب الجلسة 42 لانتخاب رئيس الجمهورية، كما حال اجتماع اللجان النيابية المشتركة التي كان يفترض ان تضع معايير للقانون المختلط، فاذا بعدوى تعطيل النصاب تنتقل اليها في مفارقة غريبة، لم تفلح التبريرات والاعذار في تغطية ابعادها.

وضع لا يبدو مستغربا في ظل الكباش الاقليمي، حيث ارخى الاشتباك السياسي السعودي ـ الإيراني المتصاعد بثقله على الساحة اللبنانية موحيا بمزيد من التعقيد ، في ضوء صراع «مخابراتي»  بين الدولتين، آخره رد وزير الخارجية محمد جواد ظريف على خطاب رئيس الاستخبارات السعودي السابق تركي الفيصل في «مؤتمر المعارضة الإيرانية» في باريس، متوعدا اياه بمصير مشابه بمصير صدام حسين ، مقابل اتهامات سعودية لطهران بتحريك جماعات شيعية في السعودية لضرب الاستقرار.

مصادر ديبلوماسية غربية أوضحت أن الهمّ العالمي من أوروبا الى أميركا وصولاً الى الشرق الأوسط يحمل عنوان «الإرهاب»، وأبرز تداعياته تتمثّل بالنازحين،حيث إنتخاب رئيس أو عدمه ليس موجود على أي جدول أولويات، وإن وُجد ففي آخر اللائحة، في ظل استبعاد أن يتلقّف الفرقاء الداخلين هذا الوضع، للبننة الاستحقاقات، ما يجعل تحقيق أي تقدّم صعباً بعدما انتفت مقوّمات المواجهة الداخلية، حيث بات «حزب الله» المتحكّم الوحيد بالملعب.

قراءة تتوافق والموقف الغربي بحسب التقارير الدبلوماسية الغربية الواصلة الى بيروت، حيث الحديث عن رياح لا تشتيها سفن طهران، من مفاوضات السلام اليمنية ، الى سوريا، مع تراجع دور الجمهورية الاسلامية المستمر منذ دخول روسيا المسرح، والذي جاء على حساب طهران، مع تحول موسكو وواشنطن الى ضابطي ايقاع التطورات السورية الوحيدين، ولو أن مساعيهما لفرض التسوية العتيدة لا تزال تصطدم بعراقيل ترفعها قوى اقليمية أخرى منها ايران.

من هنا تتحدث المصادر الدبلوماسية الغربية عن «حشرة وحرج» ايراني ، حول الورقة اللبنانية أداة وحيدة تراهن عليها لتحقيق مكسب ما في سباق النفوذ الدائر في المنطقة، تستخدمه للضغط على الروس والاميركيين لانتزاع دور اقليمي لها، من ملف الاستحقاق الرئاسي حيث تقول المصادر نفسها ان طهران تعطل الانتخابات عبر حزب الله، مرورا بما يمثله سلاح حزب الله، حيث ترفض طهران مطلقا البحث في هذا الملف وتحاول استثماره للحصول على مكاسب محلية تريح وتطمئن الحزب عبر اتفاق يضمن أسلوب الحكم في المرحلة المقبلة لناحية التسليم بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، في موازاة تطمينات دولية بابقاء السلاح بيد الحزب وخصوصا صواريخه لانها تشكل توازن رعب في الجنوب وسلاح ردع لاسرائيل، وصولا الى تمسكها بالوجود العسكري للحزب في ميادين الاقليم، ورفضها سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها حكومات «اعلان بعبدا» الذي أقرّ تحييده عن ازمات المنطقة.

المصادر الغربية التي توقفت امام تزامن وصول وزير خارجية فرنسا الى بيروت ووصول وفد من الاتحاد الاوروبي الى دمشق ولقائه الرئيس بشار الأسد، الذي وجه رسالة تذكيرية، عبر زيارة وفد من حزب البعث اللبناني لفرنجية ، إلى كل من يعنيهم الأمر بان طريق بعبدا ما زالت تمر في دمشق، في علامة غير مشجعة، في الوقت الذي اثار فيه استقبال فرنسا لمؤتمر المعارضة الايرانية، والذي رأت فيه مصادر فرنسية ردا مباشرا على عرقلة ايران لمبادرتها  اللبنانية،سخط طهران التي فتحت النار السياسية على الزيارة اللبنانية لرئيس الدبلوماسية الفرنسية، كشفت ان اهمية لقاء ايرولت مع وفد من حزب الله، تعود الى إحياء سكة التواصل بين باريس والحارة، دون المبالغة في التوقع بإمكان تبديل الحزب موقفه بسهولة ، بإعتبار أن الايليزيه بات يعرف أكثر من أي جهة خارجية أو داخلية طبيعة الموقف الإيراني وأهدافه من إبقاء الأزمة اللبنانية كورقة مقايضة إقليمية ودولية.

وتابعت المصادر الديبلوماسية الغربية ان الاخير حرص على عدم ترْك أيّ تفسيرات أو اجتهادات خاطئة حيال موقف بلاده من المرشحين الرئاسيين، مؤكدا حرص بلاده على انجاز الاستحقاق بالتشاور والتعاون بين اللبنانيين، لافتا الى أن اللقاءات الفرنسية مع المسؤولين الايرانيين تهدف الى خلق أجواء تسهل انجاز الانتخابات الرئاسية، ومن أجل حضّ اللبنانيين على أخذ المبادرة ولبننة الاستحقاق الرئاسي، في مقابل سماعه دعم الحزب لوصول رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الى الرئاسة، وأنه المرشح الذي يمكن أن يحقق انتخابه فائدة للبنان ويشكل خطوة على طريق تحقيق الاستقرار في البلد، بحسب اوساط متابعة.

فهل يقود تحرك وزير الخارجية الفرنسي في بيروت الى مؤتمر سياسي لبناني في باريس؟