Site icon IMLebanon

أزمة وجود

 

 

«عندما قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إن لبنان مهدّد في وجوده» إذا لم يتوصل السياسيون فيه إلى حلول إصلاحية وبنيوية، هزأ الكثير بينكم من ذلك الكلام القاسي جداً من دون أدنى شكّ، واعتبر بعض أطراف لقاء قصر الصنوبر في بيروت أن سيد قصر الاليزيه يهوّل عليهم ويعظّم الأزمة ليدفعهم إلى تنازلات»…

 

بهذه المقدمة المباشرة استهل كلامه الديبلوماسي الأوروبي الغربي، عاشق لبنان، الذي أضاف يقول: اليوم أؤكد لك، بدوري، أنكم في امتحان مصيري كبير إذا لم يبادر أصحاب الموقف عندكم إلى تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية ثم إجراء استشارات مُلزمة جديدة ينبثق منها تكليف رئيس تشكيل الحكومة.

 

ومضى يقول: يجب أن يدرك اللبنانيون أن الأزمة أكبر من أن يتعايش فيها الصراع السياسي وبلادة الرأي العام الغائب فعلًا عن أي حضور، إنما الحاضر للتهييص والتصفيق والفداء بالروح والدم، هل من أجل افتداء الوطن؟ الجواب كلّا، بل الزعيم والإقطاعي والطائفي والمذهبي.

 

وأضاف: في تقديري أنه غير وارد وصول أي من «الرباعي الشمالي» (باسيل وفرنجية وجعجع ومعوض)، وبالتالي إصرار حزب الله على سليمان قد اصطدم بموقف متقدم لجنبلاط بعدم اقتراعه لتيار المردة وإن كان رئيس مجلسكم النيابي، نبيه بري، لم يقطع الأمل بعد من إقناع وليد جنبلاط بالانضمام إليه وإلى السيد حسن نصرالله في تأييد رئيس المردة. وفي تقرير رفعته سفارة بلد أوروبي معني بلبنان، من بيروت إلى مرجعيتها في بلدها، أن تأييد جنبلاط المرشح ميشال معوض ليس ثابتاً، وأن الاتصالات بين القوات والاشتراكي تدور حول خيار آخر إذا لم يرتفع منسوب التأييد لمعوض في جلسة يوم الخميس المقبل.

 

وتحدث الديبلوماسي الأوروبي الغربي عن سببين مباشرين للأزمة، التي باتت مأزقاً، وهما الانقسام العمودي الكبير في لبنان، ثم الخريطة النيابية التي أفرزتها الانتخابات النيابية العامة في منتصف شهر أيار الماضي، وسِمَتُها الأساسية: «العجز». وهذا الواقع ليس له حل إلا في توافق دولي يجب أن يحظى بتغطية من فرنسا والولايات المتحدة ومن أبرز عناصره المملكة العربية السعودية والجمهورية الإيرانية الإسلامية، (مستدركاً: أو هكذا يجب أن يكون).