… واليوم أيضاً نود أن نشير، تكراراً، الى أنّ الحل لأزمات لبنان الكثيرة يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية… وما سوى ذلك لن يوصل إلاّ الى المزيد من التردّي في المجالات كلها: السياسية، الاقتصادية، السياحية الاجتماعية(…) والوطنية عموماً.
لقد آن للجميع أن يدركوا أنّ عجلة البلد ستظل معطلة في المرافق كلها الى أن ينتخب رئيس للجمهورية، والذين كانوا «يستخفّون» بصلاحيات الرئيس، آن لهم أن يدركوا، كذلك، أنّه المحور الذي تدور حوله حركة البلاد كلها، لذلك قد لا نكتفي بالقول إنّ البلد معطّل، بل نضيف انه يتراجع الى الوراء.
وقد لا يكون دورنا اليوم الدخول في تحميل المسؤوليات عن التعطيل، أي عن عدم انتخاب رئيس للجمهورية، لأننا نعرف أنّ القرار خارجي، وأنّ الأطراف الداخلية تلتزم، من أسف، بهذا القرار، ولكننا نؤمن في الوقت ذاته بأنّ الأطراف قادرون، لو حسنت النيّات وصفت القلوب، وتوافر التضافر في ما بينهم، وعقدوا الخناصر على الخير… عندئذٍ هم قادرون على إجراء الانتخابات الرئاسية في منأى عن الموقف الخارجي، بالرغم من كل الإلتزام بهذا الخارج.
مَن لا يعرف أنّ لبنان محكوم بالتفاهم والتوافق؟ ولماذا يمكن أن يكون هناك تفاهم وتوافق في أمور عديدة ويتعذّر أن يكون في المسألة الأهم: مسألة رئاسة الجمهورية؟!.
إنّ قليلاً من التنازلات المتبادلة، ودائماً مع حسن النيّة، يمكن التغلّب على العقبة التي تحول دون انتخاب رئيس.
لذلك نرانا نناشد الجميع أن يلتقوا على مبدأ توافقي، ينتهي بنزول الإجماع النيابي الى مجلس النواب، فيكون تصديق بشبه الإجماع على رئيس… ولسنا نقلّل من أهمية العملية الديموقراطية، ولكن التفاهم والتوافق هما من صلب هذه العملية…
إنّ استمرار الوضع من دون رئيس للجمهورية باتت أضراره أكبر بكثير مما يمكن أن تتحمّله البلاد… فلا بدّ من اللجوء الى الانتخاب… وهم سيصلون الى ذلك عاجلاً أم آجلاً… ولكن لا شكّ في أنّ «خير البر عاجله».