IMLebanon

التحدي لا يبني وطناً

 

غداً لن يحمل أي مفاجأة، لا على صعيد انتخاب رئيس مجلس النواب ولا على صعيد انتخاب نائبه، والاتصالات الحثيثة التي لم تتوقف في عطلة الأسبوع مرشحة لأن  تستمر اليوم، لتوضع عليها اللمسات الأخيرة، هذا إذا تمّ كل شيء، على ما جرى التوافق عليه…

 

في أي حال تنطلق المساعي من القاعدة الذهبية الآتية، كما حددها لنا أحد المشاركين في المساعي: «هذا البلد لا يسير بالتحدي، وعلى أصحاب الرؤوس الحامية أن يتحلوا بالحكمة، وهم موجودون في غير طرف وجهة، ولا بد أن يدركوا أن التحدي والتصعيد لا يحققان مكسباً لأحد، وخصوصاً ليس لهما أي مردود عليهم».

 

هذه القاعدة الذهبية معروفة جيداً منذ فجر الاستقلال، وما من مرة كان الخروج عليها سليماً، إنما كان يترتب عليه الكثير من التداعيات، وبعضها كان على قدر كبير من الخطورة، ما يتمثل في اضطرابات وثورات وحروب (…).

 

هذا في زمن الأوضاع الطبيعية والازدهار، فكم بالحري في زمننا هذا وقد غرق اللبنانيون في انهيار هائل، يتجاوز الحدود كلها؟!.

 

طبعاً، نحن لا ندعو، في ما تقدم من كلام، إلى تسويات على حساب البلاد والعباد، فقط ندعو الذين داخوا بنتائج الانتخابات أن يدركوا أن أحداً لا يملك أكثرية واضحة المعالم والأرقام ليُبنى عليها قيام حكومة أكثرية تعارضها الأقلية… علماً أن الأطراف التي تُعارض الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر ومن معهم من حلفاء، لا يجمع بينها أي قاسم مشترك آخر، وفي العودة إلى الخطاب السياسي الذي قدمت هذه الأطراف نفسها إلى الناخب على أساسه يتبين مدى التباين الكبير في ما بينها، تكراراً باستثناء الموقف من حزب الله. مثال ذلك الموقف من قانون الانتخاب، الذي يبلغ فيه اختلاف الرأي حداً استراتيجياً (…).