انكسر الاصبع، كسرته أصابع اللبنانيّين المنغمسة بحبر التصويت وقلبت الصورة، أوّل الدول التي علّقت على نتائج الانتخابات كانت إيران، وهذا أمرٌ متوقع لقد خسرت إيران أغلبيّتها النيابيّة بالرّغم من إعلان سعيد خطيب زادة (المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية) الذي صرّح في مؤتمر صحافي أنّ “إيران تحترم تصويت الشعب اللبناني… إيران لم تحاول أبدا التدخل في الشؤون الداخلية للبنان”، ولكن “على مين” هذه التقيّة فسرعان ما أتانا مساءً كلام النائب محمّد رعد وتهديده للبنانيّين بأنّهم درع لإسرائيل بنغمة التّخوين المعهودة، مستعجلاً قطع الطّريق على المنتصرين بحديثه عن “حكومة توافقيّة” ليمنعهم من حقّهم الطبيعي في تأليف الحكومة، فهوّل مهدّداً بالحرب الأهليّة من فضلكم “غنّوا غير هالموّال”!
وأخيراً سقطت ورقة التّين العونيّة عن عورات سلاح حزب الله وأجندته الإيرانيّة، أخيراً الأكثريّة المسيحيّة في مكانها الصحيح لأنّه لا يصحّ إلا الصحيح، أخيراً الأكثريّة المسيحيّة في يدِ المقاومة اللبنانيّة، انهزم عهد البؤس والشقاء وسقط قبل نهاية ولايته، شبع منه اللبنانيّون عنتريات وإنجازات وهمية فليمضِ غير مأسوف عليه لا أعاد الله أيّامه السّوداء، ومباركٌ سقوط التيّار العوني المدوّي في جزّين و”درب تسدّ ما تردّ”!
أهمّ إنجاز حقّقته انتخابات 2022 هو سقوط سيطرة حزب الله على الأكثريّة النيابيّة هذا.. مبروك للوجوه الجديدة المشرقة الدّاخلة إلى النّدوة البرلمانيّة، فمبروك للدكتورة نجاة صليبا ولحليمة القعقور، مبروك للنّائب أنطوان حبشي ولدير الأحمر المباركة الذي استقتل حزب الله لإسقاطه فاكتسحهم بالصوت التفضيلي، مبروك لوليد بك جنبلاط انتصار المختارة البيت التاريخي الذي أراد حزب الله إقفاله، ولكن “طويلة على رقبته” هذه الأوهام، مبروك انكسار جبران باسيل في الشّارع المسيحي بعدما نَزعت عنه السيّدة كلودين عون شرعيّة رئاسته الفاشلة للتيّار الوطني الحر وخيبة أملها فيه، وبعدما نزعت عنه الأصوات المسيحيّة شرعيّة ادّعائه تمثيل الأكثريّة المسيحيّة، مبروك لهزيمة حلمه الرّئاسي القاتل للبنان، مبروك للقوّات اللبنانيّة أكثريّة التّمثيل المسيحي، مبروك انتصار صيدا وجزّين، مبروك للدكتور عبد الرّحمن البزري وأسامة سعد وغادة أيّوب…
يا حزب الله، صدّقوا لولا سلاحكم لسقطتم في مناطقكم، شاهدنا صوركم تراقبون شعبكم وبيئتكم وراء العوازل وهم ينتخبون، لن نقبل أن يبقى لبنان مشلولاً عاجزاً عن الحكم بدعوى الحكومات التوافقيّة والوحدة الوطنيّة وغيرها من المسميّات من مخلفات الاحتلال السوري البائد، ولن نسمح لتهديداتكم بالحرب الأهليّة أن تفسد بهجة اللبنانيّين. أنتم في عزّ ضعفكم والحرب الأهلية مقتلكم، لن تفسدوا المزاج اللبناني المبتهج بسقوط ودائعكم وودائع بشّار الأسد في البرلمان اللبناني، مبروك سقوط حلفائكم.. هل شاهدتم احتفال اللبنانيّين بسقوط إيلي الفرزلي؟! معركة التغيير معكم طويلة جدّاً وأوّل الغيث انتخاب رئيس المجلس النيابي وتكليف رئيس حكومة، اسكتوا “هالحيط” و”أعلى ما بخيلكم اركبوه”!