IMLebanon

الثوّار «روتشوا»المشهد.. ورعد: عليكم التعاون معنا وإلا!

 

 

قراءة أوّلية لاستحقاق 15 أيار.. أي تسوية تُعيد برّي رئيساً للبرلمان لمرّة ثامنة؟!

 

أما وقد بدأ غبار 15 أيار ينقشع، وتلوح صورة لبنان ما بعد الموقعة الانتخابية، فإنّ مشهدية برلمان 2022، تكاد تكون قريبة ممّا سبقها، ولكن مع «روتوش» على بعض الوجوه، خصوصاً أنّ التعويل على تبدّل في النتائج عبر فرز ما تبقى من أقلام اغترابية أو صناديق الموظفين يكاد يكون في غير موقعه، على اعتبار أنّ «ثوّار 17 تشرين» لم يتماهوا أبداً مع نظرائهم من «ثوّار ما قبل وبعد 15 أيار»، وإنْ أرخوا بثقلهم في محاولة للتغيير، إلا أنّ حسابات الأصوات لم تأتِ وفقاً لمحصول الأقلام، ومن «اقترع اقترع ومن قاطع قاطع.. ومن التزم بتكليف شرعي سمع وأطاع».

برّي في خطر.. ولكن!

وعليه، وفي قراءة أوّلية للمشهد الانتخابي، فإنّ مصادر على تماس مع عملية فرز الأصوات وصفت رئيس مجلس النوّاب نبيه بري بالخاسر الأكبر، لجهة خسارة معركة صيدا – جزين، وهي الدائرة الأصغر جنوباً، وتضم خمسة مقاعد (سنيان، مارونيان، وكاثوليكي)، بعدم فوز مرشّح حركة «أمل» إبراهيم عازار، الذي ورث المقعد الماروني عن والده سمير عازار، كما خسارته لمقعد أنور الخليل في حاصبيا.

ويبقى الخطر الأكبر متمثلاً بصعوبة إعادة انتخاب الرئيس بري لرئاسة مجلس النوّاب للمرّة ثامنة على التوالي، دون تسوية مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، على الرغم من أنّ كل المؤشّرات تؤكد أنّ لغة الأمر الواقع ستفرض عودة «الإستيذ» إلى مطرقته، ولو أنّ جنبلاط حاز وفق إحصاء أوّلي 7 مقاعد وجعجع حاز 20 مقعداً فيما حصد «الوطني الحر» 16 مقعداً مسيحياً، بخسارة مقعدي زياد أسود وإدي معلوف.

نوائب سلطة ونوّاب ثورة

وعلى ضفة المواجَهَة ما بين نوّاب السلطة وزملائهم النوّاب الجُدُد من «أزقّة الثورة»، فإنّ المفارقة والمفاجأة المدوية كانت على الساحة الدرزية بخسارة كل من النائب طلال ارسلان ورئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، ما يفسح المجال أمام تكريس وليد جنبلاط زعيماً اوحد للطائفة الدرزية، ليواصل توريث الزعامة إلى نجله النائب تيمور، تزامناً مع فوز ممثل الحراك المدني وثورة 17 تشرين درزياً الإعلامي مارك ضو.

أما مسيحياً فيبدو أنّ مُعاهدة «أوعا خيّك» قد ذهبت إلى غير رجعة، وعادت النيران لتشتعل بين «التيار» و«القوات»، خاصة في الشمال والمتن وبيروت الاولى، لتأتي «الغلّة» طابشة لـ«القوّات» من حيث عدد النوّاب المسيحيين.

جعجع وباسيل.. من الأصدق؟!

والأبزر، بين الطرفين هو خروج كل من باسيل وجعجع لتأكيد فوزه.. ففيما أكد «الحكيم» أنّ الأرقام الأوّلية في كل المناطق المسيحية تُشير إلى تقدّم «المعرابيين» على «البرتقاليين»، ما يعني أنّ الرأي العام المسيحي، الذي بقي مُصادراً طوال 17 سنة بيد «حزب الله» انتقل إلى الضفة الأخرى، مع اتهام جعجع لحزب الله بتبديل الأوراق في صناديق الاقتراع في بعلبك – الهرمل، زعم باسيل أنّ الواقعة الانتخابية جرت بمواجهة أميركا وإسرائيل وحلفائها في المنطقة، متطرقاً إلى ما أعلنه ديفيد شينكر «المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي»، ومُتّهماً «القوّات» بأنّه الحزب الأوّل في شراء الضمائر، ليعلن انتصار «الوطني الحر».. ولساحة النجمة الكلمة الفصل خلال أيام.

المشهد السنّي

وعلى المستوى السنّي، لم تُسجّل الدعوة إلى المقاطعة قوّة على الأرض، حيث بدا أنّ ثمة إقبالاً على الاقتراع، ونجحت الدعوات لحث الشارع السنّي على المشاركة من بيروت إلى الشمال، عكار، صيدا والبقاع الغربي، ليُحدث الصوت الإسلامي فارقاً في صناديق بيروت، مُسجَّلاً حضوراً لجهة التمثيل والمشاركة والحواصل، وخير دليل فوز المرشّحين النائب أسامة سعد وعبد الرحمن البرزي في صيدا.

أما بيروتياً، ورغم تشتّت أصوات الناخبين في دائرة بيروت الثانية، لكنّها سجّلت تقدّماً واضحاً في لائحة «بيروت للتغيير»، التي تقودها مجموعات من الحراك المدني، في ظل تعدّد اللوائح المتباعدة في الرؤية والهدف، ولأسباب تتعلق بتعليق تيار المستقبل عمله السياسي وبالتالي مقاطعته الانتخابات ترشيحا واقتراعا.

الإحباط سيد الموقف

إلى ذلك، بقي الإحباط سيداً للموقف، على وقع صورة الحاصل الانتخابي الأوفر حظاً في نتائج الانتخابات، انطلاقاً من النسبة الضعيفة وغير الكافية التي دلّت على انكفاء أكثر من (ثلثي الشعب!) اللبناني والتزامه الصمت، ناهيك عن الورقة البيضاء أو العزوف عن الاقتراع، كدليل دامغ على إحباط كبير أصاب الشعب بالصميم.

لكن الجمر راقد تحت الرماد، والنتائج التي لم ترق للشعب، كانت أسوأ حالاً للمرشّحين و»معلّميهم»، وعلى وقع التوتّر، وقع اشتباك أمس، بين مجموعة تابعة لجمعية المشاريع الخيرية «الأحباش» وشبان من أهل منطقة البربير.

وفي التفاصيل، أنّه خلال مسيرة للأحباش كانت تمر في منطقة البربير، يرفعون أعلاماً صفراء، احتفالاً بفوز مرشّحيهم بالانتخابات النيابية، اعتقد شبان المنطقة أنّهم من حزب الله، فحصل اشتباك، تدخّل الجيش لفضّه دون أن يتطوّر.

والصورة لم تختلف في كفرنبرخ الشوفية، على وقع هزيمة رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، حيث وقع إشكال في البلدة بين مناصر لوهاب وآخر للحزب التقدّمي الاشتراكي، تطوّر إلى إطلاق نار من مناصر وهاب باتّجاه مناصر «الاشتراكي»، ما أدّى إلى إصابته، وتسبب بحال من التوتر والبلبلة في المنطقة.

أما النائب محمد رعد فعاد إلى معزوفة رفع الإصبع، إذ على وقع الفوز الكاسح لمرشّحي الثورة، والضربات المؤلمة التي تلقاها «حزب الله» في عقر داره، هاجم رعد «النوّاب الجُدُد» من دون أنْ يُسميهم، متوعّداً ومُهدّداً، وواصفاً إياهم بـ«الخصوم»، حيث قال: «نتقبّلكم خصوماً في المجلس النيابي، ولكن لن نتقبّلكم دروعاً للصهاينة والأميركيين». أضاف: «لا تكونوا وقوداً لحرب أهلية. نحن متسامحون جداً، لكنّنا أقوياء جدّاً لنفاجئكم بما لا تستطيعون حتى التوهم به. عليكم التعاون معنا، وإلا مصيركم العزلة، وإذا لا تريدون حكومة وطنية، فأنتم تقودون لبنان إلى الهاوية، وإياكم أن تكونوا وقود حرب أهلية».