IMLebanon

نتائج الانتخابات لن تُحدث تغييراً في سياسة إيران الخارجية

تضع مصادر ديبلوماسية، نتائج الانتخابات الايرانية في خانة ترويض ايران، والذي ينعكس على عملية توزيع أدوار اقليمية، هل فعلاً سيحصل ذلك، وهل ان فوز الاصلاحيين سيؤثر في سياسة ايران الخارجية؟

تشير مصادر ديبلوماسية قريبة من الأوروبيين، الى الاعتقاد الغربي بأن نتائج هذه الانتخابات، لن تؤدي الى تغيير في سياسة ايران الخارجية. صحيح ان النظام السياسي الايراني، لديه انتخابات، لكن في الوقت نفسه لديه آليات تعمل بمثابة ضوابط لأي تحرك غير مرحّب به من مرشد الثورة. 

الرئيس السابق محمد خاتمي، لم يستطع أن يقدم شيئاً في مجال الحريات، وفي مجال نظرة إيران الى المنطقة. حالياً أيضاً، الضوابط التي يفرضها الحرس الثوري هي التي تحكم البلد في سياستيه الداخلية والخارجية. ومن الصعب على اية سلطة أن تستطيع فعلاً التغيير. أيضاً مجلس تشخيص مصلحة النظام، يفترض أن يختار المرشد الجديد للثورة بسبب مرض المرشد علي خامنئي. ولن يكون للإصلاحيين الذين فازوا أي تأثير في هذه العملية. هناك عدد كبير من المقاعد تم تعيينها من قبل، الأمر الذي يلغي عملياً نتيجة الانتخابات بالنسبة الى موضوع التغيير، على الرغم من أغلبية مقاعد الاصلاحيين.

إذاً الوضع الايراني ممسوك من ناحية السلطة الأساسية في البلاد، وبالتالي لن تغير الانتخابات شيئاً في مفاصل الحياة السياسية الايرانية والخارجية. الغرب يرتاح الى حصول الانتخابات، انما سياسة ايران في الشرق الأوسط لن تتغير على الأقل بنتيجة الانتخابات، انما يمكن أن تتغير لأسباب أخرى، تؤثر في ايران. والسؤال المطروح هل الضغوط الدولية ستؤثر إن وجدت؟ 

ايران حالياً تشتري السلاح من الروس ومن الصين، وهي ذاهبة في اتجاه زياد التسلح، وبالتالي، الاستمرار في منطق بناء امبراطورية في المنطقة. ولم يكن هناك ولا مرة علاقة للاتفاق النووي بينها وبين الغرب، ببقية ملفات المنطقة.

الرئيس الأميركي باراك أوباما، اتخذ قراراً بعدم التدخل في شؤون المنطقة. لم يضع حدوداً لإيران في تدخلاتها ولا ضوابط، ولو أراد ذلك لكان استطاع. والتخبط بين الخليج وايران سيستمر. الخليج كان يعتبر أن لديه مظلة أمنية هي الأميركيون، وعندما كانت إيران «تحرتق» بالخليج كان الأميركيون يقفون لمجابهتها. حالياً، الاميركيون يقفون على جنب، ودول الخليج تريد ان تفعل واشنطن شيئاً ما في المنطقة، انما لا قرار اميركياً في هذا المجال، ما ادى الى بروز توجه خليجي نحو المواجهة، والى الاتكال على الذات في حل المشاكل. الاميركيون لم يصبحوا ايرانيين، انما ليسوا على استعداد لتقديم شيء ملموس على ارض الواقع لدعم فعلي لمواقف حلفائهم. الاميركيون تراجعوا سابقاً عن اتجاه للقيام بضرب النظام، ما ادى الى توسع روسي. موسكو مستفيدة من هذا المناخ لاستعادة دورها لاعباً اساسياً في المنطقة والعالم. وكلما تراجع الدور الاميركي تقدمت ايران وروسيا. الرئيس السوري بشار الاسد لم يترك السلطة، على الرغم من المواقف الاميركية المناوئة له، والسبب انه لم يحصل اي شيء على الارض يصب في هذا الاتجاه. ولو لم يشعر اوباما بالخطر الكبير لإرهاب، و»داعش» تحديداً، ولولا الضغوط الكبيرة دولياً للقيام بشيء ما لمكافحته، لم يقم اوباما بإنشاء التحالف الدولي لهذه الغاية. انما اوباما لا يريد القيام بشيء ملموس في سوريا، ما ادى الى تقوية الدور الروسي.

الاميركيون ليسوا مع ما يفعله الروس في سوريا. لكنهم لا يريدون فعل شيء، وليسوا مستعدين للقيام بأي عمل من اجل سوريا. ركز وزير الخارجية الاميركي جون كيري على التوصل الى وقف لإطلاق النار، بهدف ان لا تتخلى بلاده عن دورها في وضع عملية سياسية على الارض. وعلى العكس، وعلى الرغم من ان هذه السنة انتخابية في الولايات المتحدة، فان اوباما يمكنه القيام بشيء في سوريا والمنطقة، لأنه لن يخسر اي امر على الاطلاق، لأنه لن يترشح الى الانتخابات. وهو يعتبر، وفقاً للمصادر، انه حقق انجازات للأجيال من خلال الاتفاق النووي مع ايران، ومن خلال عودة العلاقات مع كوبا، انما لا يريد الدخول في حرب في سوريا حيث الوضع معقد وصعب، لا يريد التدخل حتى لأسباب انسانية. وتنفي المصادر ان يكون هناك اتفاق اميركي مع روسيا حول ما يحصل في سوريا، لكن واشنطن تريد تقطيع هذه المرحلة بأقل خسائر ممكنة. ومشروع هيلاري كلينتون حول دعم المعارضة لم توافق عليه الادارة، مع ان الكونغرس يدعو بالحاح الى فعل شيء في سوريا والمنطقة.

وتفيد المصادر، ان اي رئيس جديد للولايات المتحدة لن يكون مثل اوباما، وطريقة ادارته لسياسته في المنطقة لا شكلاً ولا مضموناً. وأي رئيس سيأتي ستكون مواقفه حتماً اقوى مما هي مواقف الادارة الحالية. لكن في الانتظار ما الذي سيحل بملفات المنطقة؟