في وقت تكثر فيه التكهنات عن حسم بات وشيكا للملف الرئاسي اللبناني، بدفع عربي – دولي، حيث قد يشهد لبنان انتخابات قبل منتصف حزيران المقبل، حدد سقفها ابو مصطفى، لا شيء يوحي في المشهد الداخلي بأن هذه المعلومات تستند الى وقائع مادية ثابتة، في ظل تمسك الثنائي الشيعي بترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وفق ما بيّنه امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته الاخيرة، وفشل المعارضين لخيار فرنجية، والتوحيد حول اسم لخوض المنازلة، رغم كل المحاولات الجارية.
فبرأي المتابعين لمسار الأمور، تكمن المعضلة الاساسية في التوازن الذي فرضته المعارضة المشتركة لـ «التيّار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية»، اللذين نجحا حتى الساعة في إبعاد فرنجية عن بعبدا ، الا ان الأصعب برأي المطلعين ، ان اتفاقهما على اسم لخوض المرحلة الثانية من المواجهة شبه مستحيل لاسباب عديدة أبرزها، ان ميرنا الشالوحي تريد مرشحا لا يغضب حارة حريك، فيما معراب تصر على مرشح معارض تماما للحزب.
في هذا الاطار، برز موقفان لافتان: الأول لحزب «الكتائب» الذي عبر رئيسه عن عدم ممانعة في لقاء نظيره البرتقالي إذ «كل شي ممكن»، وعدد من نواب «التغيير» الذين يلتقون مع صهر الرابية استراتيجيا على أكثر من اسم، قد يكون من بينها الوزير السابق جهاد ازعور، والذي لن تعارض «القوات» ما دام حزب الله مصرا على رفضه حتى الساعة.
وتشير مصادر سياسية الى ان مرشح عين التينة الخفي، كان وسيبقى الوزير السابق جهاد ازعور، الذي يقع على أكثر من تقاطع، حيث لا تخفي المعطيات انه في حال قرر الثنائي التراجع عن دعم فرنجية، فإن «الاستيذ» لن يتأخر في القيام بدوره مع السيد نصرالله لاقناعه بالف حجة وسبب.
وتكشف المعطيات ان مسار ازعور لا يزال معرقلا حتى الساعة ، في انتظار فك الخيوط البيضاء عن السوداء بين باسيل والحزب، نتيجة الايجابية المستجدة على خط الطرفين، بعد اطلالة باسيل الاعلامية الاخيرة، والتي»غازل» فيها الضاحية وجمهورها، ما لاقى استحسانا في الحارة سيترجم اتصالا مباشرا في غضون ايام، بعدما وصلت إلى البياضة اكثر من رسالة ود صفراء.
وتختم المصادر بالسؤال: هل يخاطر حزب الله بجلسة لا يضمن نتيجتها لمصلحة مرشحه؟ علما ان حارة حريك، وخلافا لكل اعتقاد بعد الاتفاق السعودي – السوري والسعودي – الايراني، مصرة اكثر على عدم وصول ميشال سليمان آخر الى بعبدا ، ذلك ان اللحظة حاسمة، والغلط ممنوع لان كلفته غالية هذه المرة.