Site icon IMLebanon

وليش الأربعا؟

 

في أحد مشاهد مسرحية «فيلم أميركي طويل» لزياد رحباني، تُبلّغُ مس زهرة نزلاء المصح أن «الحكيم رح يجي يشوفكم يوم الأربعا» فينتفض أحدهم «وليش الأربعا؟ شو عندو؟». الشيء بالشيء يذكر. في التاسع عشر من كانون الثاني إنتهت جلسة انتخاب رئيس إلى ما انتهت إليه، وانتظر النواب 127 يوماً حتى حدد الرئيس بري جلسة جديدة يوم الأربعاء في 14 حزيران، أي قبل 24 ساعة من مهلة الحث التي أعطاها بري لنفسه ولزملائه.

 

لماذا بـ14 حزيران ولماذا الأربعا؟ ولماذا الساعة 11 قبل الظهر؟ أسئلة أساسية تراود من يعد الأيام والساعات والدقائق قبل أن تشويه نار جهنم ونار الشوق على وقع موسيقى «ناري نارين».

 

لو حدد دولة «الإستيذ» الجلسة بعد 48 ساعة أو بعد 72 لقيل خير الـ»برّي» عاجله. إنها مهلة كافية لاستعادة نائب مبطوح على شاطئ الكوباكبانا أو لاجتذاب نائب «مغلّى» سعره أو لرمي هرّ مقتول على باب نائب متردد.

 

إنها مهلة كافية لقيام النائبات بنفضة كاملة: شعر ومانيكور وبيديكور وليفتينغ وشوبينغ، وهنّ عارفات أن الكاميرات ستكون مسلّطة عليهن.

 

إنها مهلة كافية للنوّاب الذكور لمراجعة مستشارات الـ relooking

 

في ما يمكن أن يحسّن صورتهم.

 

إنها مهلة كافية لوضع سيناريو أوّلي للتذاكي على اللبنانيين.

 

في المحصّلة ليس هناك ما يدعو إلى الإبطاء، ما دام لن يتغير شيء بين 7 و14.

 

ولماذا يوم الأربعاء؟ رب ربك لا يعرف لماذا إلّا صاحب الدعوة.

 

حسناً لماذا الساعة 11مع أن معظم النوّاب يستيقظون باكراً لإلقاء التحية على الـ lovers مثلما يفعل النجوم على «تويتر»؟

 

ربما لإعطاء النائب وقته الكافي للإستحمام والإسترخاء في البانيو والحلاقة وقراءة الأخبار على المواقع الإلكترونية وسماع الموسيقى الكلاسيكية وأناشيد الموسيقار علي بركات ثم تناول فطوره على مهل، ومراجعة هندامه، وفحص زيت المحرّك وإحضار غرضين من السوبرماركت.

 

الساعة 11 يكون المرء في عز نشاطه الجسدي والذهني فلا يداهمه النعاس ولا يطرق الجوع أبواب بطنه.

 

وبعد الساعة 11 يكون النهار في عزّه لاستكماله على البحر. إنتخابات. بحر. غداء سمك. وبيرة. ثم قيلولة. يوم مثالي ومثمر.

 

والساعة 11 مثالية للرجل القائم مقام ست البيت. فيمكنه أن يتسلى بلف طنجرة ورق عريش وهو أمام شاشة التلفاز يشاهد الحلقة الثانية عشرة من مسلسل «خاطف البرلمان»، فيمرّ الوقت لذيذاً بين جهاد أزعور. عصام خليفة. ورقة بيضاء. سيمون بوليفار.

 

أين المرشّح الجدّي سليمان قلب الأسد؟ الأرجح أن زمنه لم يأتِ بعد.