IMLebanon

“الفرعية” إن حصلت

 

 

بعد سقوط خيار تقصير ولاية المجلس النيابي الحالي، وإجراء إنتخابات عامة مبكرة، كما يحصل في الدول الديمقراطية متى استعصت الحلول السياسية ووصلت الحكومات إلى طرق مسدودة، وبعدما تبيّن أن خطوة “حزب الكتائب اللبنانية” وبعض النواب المستقلّين، بالاستقالة من المجلس لم تحفّز الآخرين على الإقدام على مثل هذه الخطوة الشجاعة أخلاقياً وغير المجدية عملياً، دفع الرئيس ـ “الإستيذ” باتجاه إجراء الإنتخابات الفرعية لملء المقاعد الشاغرة مهما كانت كلفتها المادية في بلد مفلس ومنهوب ومنهار في آن.

 

بإزاء هذين المعطيين، تحرّكت شهية بعض القوى السياسية وقوى المجتمع المدني بخفر وبحذر،لاستعادة “الملك السليب” أو لاقتناص مقعد من هنا أو مقعد من هناك في الوقت الميت.

 

وعاد بعض من خاضوا الإنتخابات الماضية، وخسروا بفارق كبير عن أخصامهم، للتعويل على مزاج شعبي قد يبدّل المعادلات ويخرق الإصطفافات، فرئيس حزب “تقدم” مارك ضو، وهو بحسب صفحته على فايسبوك ناشط سياسي، إجتماعي، وبيئي من أجل الديمقراطية، والتعددية، والحريات الفردية، والعلمانية… يعتقد أن “مرشحي الثورة قادرون في الإنتخابات الفرعية على إسقاط تحالف القوات ـ الإشتراكي ـ والمستقبل وإحداث خرق. انه طموح مشروع يقارب الخيال ويقارع الأوهام، ففي أرقام انتخابات الـ2018 كان الحاصل الإنتخابي في الشوف وعاليه 13000 صوت وقد حصلت لائحة “مدنية”، وضو من أركانها، على أقل من 3000 صوت. ولو جُمعت في تلك الإنتخابات أصوات الأقوياء في “مدنية” و”كلنا وطني” و”القرار الحر” لما حصّلوا مجتمعين حاصلاً واحداً فكيف بانتخابات فرعية تُجرى لملء مقعدي نائبين استقالا من كتلة “اللقاء الديمقراطي” لا يحتاج وليد بك إلى تحشيد القوى لاستعادتهما!

 

الطموح متاح للجميع. ويستطيع شربل نحاس أن يطمح ويجرّب حظّه مرة جديدة، في انتخابات المتن الفرعية. قبل ثلاثة أعوام سخر من النائب سامي الجميل لقول الأخير قبيل الإنتخابات أن لائحة تحالف “وطني” قد تحقق خرقاً بمقعد، فردّ الوزير السابق بلؤم ” كتّر خيرو شيخ سامي. لكننا سنخرق بمقعدين وثلاثة” وقد حصلت اللائحة على ثلث حاصل، ولنحاس في الغد القريب حظ كبير بدخول الندوة البرلمانية في حال غابت “الكتائب” عن الساح المتنية، وانكفأ “الطاشناق”، ولم تشارك “القوات اللبنانية” ولجم “التيّار الوطني الحر” شهيته وقرر آل المر اعتزال العمل السياسي، وأعلن سركيس سركيس عزوفه عن الترشيح.

 

إن حصلت الإنتخابات الفرعية، وشاء سليمان فرنجيه خوضها في قضاء زغرتا فلن يجد صعوبة في زيادة رصيد “المردة”، ومقعد جان عبيد لمن يتوافق عليه رئيسا الحكومة، المكلف والسابق، أي الحريري وميقاتي، ويبقى مقعدا دائرة بيروت الأولى محل تجاذب، ومرهونين باهتمام القوى السياسية بهما.