IMLebanon

باسيل نجم التهويل على الإنتخابات… هل أطلق مسار التمديد للمجلس؟

 

 

يسلك “التيار الوطني الحرّ” طريق التصعيد من دون ان يُقدّم رئيسه النائب جبران باسيل أي خطوة أو تنازل تُسهّل الحلّ الحكومي.

 

سمع الناس من باسيل يوم السبت خطاباً أقلّ ما يقال فيه أنه طوباوي وكأنه غير مسؤول عن جزء كبير من المشكل الذي يمرّ به البلد، وتناول باسيل ملفات الحكومة والحدود وتمرّد المدعية العامة لجبل لبنان غادة عون، لكنّه مرّر رسائل مشفّرة بين سطور خطابه.

 

لا شكّ أن الجميع يعلم حجم الهوة الكبرى بينه وبين الرئيس المكلّف سعد الحريري وهذا الأمر ليس جديداً، لكنّ باسيل ذهب في حديثه عن المشكلة مع الحريري إلى حدّ التلميح إلى خطر إجراء أي إنتخابات سواء كانت فرعية أو مبكرة أو ربما إنتخابات في موعدها.

 

وفي معرض حديثه عن الحلول لإزاحة الحريري بعد تمسّكه بمواقفه سأل باسيل حرفياً: ماذا نفعل اذا لم يقتنع الحريري؟ إذا فشل العالم كله بإقناعه؟ وإذا هو لم يرد أن يعتذر، ورئيس الجمهورية طبعاً لا يستقيل، وإذا مجلس النواب لا يريد سحب التكليف منه، على أساس أن هذا الأمر يسبب مشكلة دستورية ونظامية في البلد، ماذا يبقى لدينا للقيام به؟ هناك حالة وحيدة باقية للتفكير فيها من أجل سحب التكليف منه وهي استقالة مجلس النواب، فيصبح تكليفه بلا وجود، هذا يعني إنتخابات مبكرة، فهل الإنتخابات المبكرة تغير بالمعادلة؟ طبعاً لا. هل الوقت الآن للانتخابات المبكرة؟ طبعاً لا لأن الأولوية للإصلاحات ولوقف الانهيار. على العكس، الانتخابات ستسبب توترات كبيرة على الأرض في هذا الوضع، مع الخوف من فلتان أمني في ظل تزايد حالات الانهيار الاجتماعي. هل تعالج الانتخابات مشكلة الإصلاحات؟ لا لأن ميزان القوى في توازناتنا معروف سلفا! الانتخابات لن تعالج اليوم المشاكل الكبيرة والطارئة.

 

القارئ في خفايا كلام باسيل يكتشف أموراً كثيرة، أولها أنه يضرب كل رهان قوى الثورة والمعارضة على الإنتخابات النيابية من أجل تغيير الطبقة السياسية الفاسدة، واعتباره أن لبنان محكوم بموازين قوى بغض النظر عن نتائج الإنتخابات يدل على أنّ رهانه على قوة بندقية “حزب الله”. فـ”الحزب” و”التيار الوطني الحر” وحلفاؤهما لم يملكوا الاكثرية بعد إنتخابات 2005 لكن بقوّة السلاح ونتيجة غزوة 7 أيار، قلبوا المعادلة في لبنان وفرملوا أيضاً فوز 14 آذار بالأغلبية النيابية عام 2009.

 

أما النقطة الثانية والأخطر والأهم فهي إشارته إلى أن الإنتخابات في هذا الوقت تسبب الإضطرابات الأمنية، وبذلك ينسف كل أمل بإجراء الإنتخابات الفرعية، والأخطر انه يضرب موعداً مع الإنتخابات العامة حيث من المحتمل أن تتأجل. وتزداد الشكوك حيال تأجيل الإنتخابات لدى قوى السلطة لذلك ستعمد إلى رفع منسوب التوتر لأن الخطر يأتي من أن يخسر “حزب الله” الأكثرية كبير جداً، فـ”الحزب” لا يملك 65 نائباً له بل إن الكتلة الأكبر التي تمدّه بالدعم هي الكتلة العونية، وإذا نجحت المعارضة في المناطق المسيحية في تشليح “التيار الوطني الحرّ” 10 نواب تتغير الأكثرية وتصبح في جعبة معارضي “الحزب” والعهد، وهنا يُقصد بالمعارضة أحزاب “القوات” و”الكتائب” والمستقلون وقوى المجتمع المدني.

 

أما المسألة الأخرى التي تدفع باسيل للترويج لتأجيل الإنتخابات فتتمثل بأن النتيجة التي سيحصدها لن تكون مضمونة، فاذا أتت النتائج كارثية في المناطق المسيحية فانه بذلك سيفقد ورقته كمرشح مسيحي قوي لرئاسة الجمهورية، وهذا الأمر لا يرضى عنه، لذلك فهو يعمل على ضمان هذا المجلس لعلّ وعسى يفتح أمامه طريق بعبدا، لذلك هناك سعي جدّي لتأجيل الإنتخابات النيابية إلى ما بعد الإستحقاق الرئاسي.

 

ويعتبر كلام باسيل الأول من نوعه من مسؤول سياسي ويصوّب على الإستحقاق الإنتخابي المقبل، لذلك فكل الأمور متوقعة لأن هذه السلطة تستشرس من أجل الحفاظ على مكاسبها.