IMLebanon

أيّها اللبنانيّون لكم القرار لا تذهبوا إلى الانتحار

 

 

على بُعدِ أربعة أشهر من الانتخابات النيابيّة أصبحنا في مرحلة الجَدّ والحسم وانتهى وقت النظريات على صفحات التواصل الاجتماعي، فالتعبير والتغيير في صناديق الاقتراع هو الوجه الأهمّ من أوجه النضال السلمي المتوفّر للشعب الواقع تحت الهيمنة.

 

هل نحن واعون لحقيقة أين كنّا وأين صرنا وأين أصبح وطننا ولماذا وصلنا الى هذا الدَرْك وما هو المصير؟ هل نبقى نياماً ننتظر الفرج من الدول العظمى والصديقة وننتظر الأعجوبة من الله؟

 

ساعد نفسك تساعدك السماء.

 

تبدأ مساعدة الذات باكتشاف سبب العلّة والمرض الذي نحن فيه فنتلمّس بعدها طريق العلاج والخلاص. لبنان في حالة انعزال دوليّة لم يتخيّلها أحدٌ من قبل. معظم الدول العظمى والدول الأوروبّية والعربيّة وخاصة الخليجية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والجهات المانحة العربية والعالمية مستنكفة عن مدّ يد العون للوطن المُحتَجز في محورٍ يُعادي كل هؤلاء.

 

وانعكاس ذلك في الداخل، مديونيّة غير مسبوقة عالمياً، النقد منهار، والدولار طار، مُدّخرات المودعين إمّا اختفت إمّا مُصادرة وهذا ما لم يحصل في تاريخ البشريّة، مستشفيات، مصانع، متاجر، مؤسسات أقفلت أو على وشك، أطباء، قضاة، مهندسون، صيادلة وصيدليات، ممرضون وممرضات، أصحاب كفاءات، حرفيون…. هاجروا.

 

هل يختلف عاقلان أنّنا أمام تحالف سلطوي مُدَمِّر لكلّ أسباب وجود لبنان وقيام الدولة؟

 

تحالف سلطوي بين، حزبٍ قابضٍ على الوطن ومن وما فيه، باسم عقائد وعناوين وشعارات ومحاور وسلاح وفائض قوة لا يصرفه إلّا في الداخل، وبين تيّارٍ حرٍّ لا يستطيع بعد عشرين سنة على استحواذه على اقصى ما يمكن أن تحوزه قوة سياسية نيابياً ووزارياً ورئاسياً، تعداد إنجاز واحد حقّقه، ونستطيع أن نُحصي له لائحة لا تنتهي من الفشل.

 

فكانت النتيجة جهنّم.

 

صحيح أن ليس في لبنان حرب بالمفهوم العسكري للكلمة، لكنّنا دفعنا في هذا العهد وما زلنا ندفع أثماناً باهظة وتضحيات ما كانت لتحصل لو كنّا في أتون أعتى حرب عسكريّة.

 

فبين حزبٍ يفتخر بانتمائه العضوي والعقائدي والفكري والمالي والعسكريّ الى دولة خارجيّة، وبين تيّار حرّ لا يُسَيّره إلا هاجس التسلط والاستحواذ والتوريث، مفضلاً ان يربح التعيينات والصفقات والنيابات والوزارات والرئاسات على ربح الذات والوطن، بين الحزب وأتباعه والتيّار لا مجال إلّا للإنهيار.

 

أيّها اللبنانيّون لا تعطوا صوتاً واحداً يصبّ بالنتيجة في صالح الحزب وأتباعه وفي صالح التيّار.

 

أيّها اللبنانيّون لكم القرار. لا تذهبوا الى الانتحار. ستسمعون أصواتاً كثيرة تنتقد حلف السلطة المدمّر وتطرح نفسها بديلاً. هذا جيّد لكنّه غير كافٍ. فتّشوا عن القادر على الفعل.

 

لا تشتتوا الصوت، العنوان واحد ومعروف، أَقدِموا.