Site icon IMLebanon

التّقيّة والانتخابات النيابية

 

 

كنا نَظُنُّ أنّ التقيّة، أسلوب يُتَّبَعُ في السياسة فقط، ولكن على ما يبدو فإنّ التقيّة لها أساليب أخرى، فعلى سبيل المثال التصريحات الطويلة والعريضة والاستفزازية من قِبَل الصهر الذي يُعاني من انهيار كبير في شعبيته، وبخاصة بعد انفجار المرفأ، وتعيين القاضي طارق البيطار، الذي يحاول من خلاله أن يبتزّ الحزب العظيم، والمصيبة الثانية أنّ «الحزب» لجأ الى التقيّة، إذ نراه يسمع الانتقادات من الصهر، وبشكل مُسْتَفِز، ولا يحرك ساكناً. إذ اكتفى بتجميد الحكومة لمدة 3 أشهر ليعود للسماح بانعقادها حين شعر بأنّ الشعب حتى «أهله» يعانون من ارتفاع سعر صرف الدولار ومن مصائب استفحال الغلاء، الذي لم يَعُدْ يرحم أحداً… كما صعوبة مقومات الحياة وانعكاس سعر صرف الدولار حتى انه وصل الى 33 ألف ليرة. هذا كله أشعر الحزب، أنّ الأوضاع الاجتماعية سوف تنعكس على الاوضاع الامنية. وكما يُقال «فلت الملق».

 

تنازل الحزب، وسمح بانعقاد جلسة لمجلس الوزراء… ولم يردّ على الصهر بل تركه يفرغ ما بجُعْبته عَلّه يستعيد جزءاً من شعبيته المنهارة، التي سطا عليها د. جعجع بسهولة. وفي الحقيقة ليس الدكتور جعجع هو المستفيد الوحيد، بل يمكن القول إنّ «حزب الكتائب» بفرعيه، أي فرع سامي الجميّل وفرع ابن عمه نديم استفاد هو الآخر مِن خسائر الصهر التي لن تعوّض، مهما فعل ومهما تحدّث، خاصة وأنّ فشل الحكم بهذا الشكل، لا يمكن أن يكون مقبولاً من أي لبناني.. والمصيبة الأكبر أنّ كل الحروب التي مرّ بها لبنان الى حرب إسرائيل على لبنان واجتياحه عام 1982، لم تصل كلها بالأمور، الى ما وصلت إليه الآن.

 

كذلك… ولولا وجود حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي حافظ على استقرار سعر صرف الليرة مقابل الدولار منذ عام 1993، وحتى نهاية عام 2019، ولولا تمنّع الدولة بقرار وأمر من فخامته ومعه صهره الى رئيس الحكومة حسان دياب بعدم تسديد سندات اليورو بوند، لكانت الأوضاع ما زالت بيد «الحُكْمِ» وتحت سيطرته.

 

العجيب الغريب أنّ الرئيس حسان دياب اجتمع أكثر من مرة بجماعة البنك الدولي، وكانوا يقولون له إنّه لولا التمنّع عن تسديد سندات اليورو بوند لكانت الأمور أفضل بكثير.

 

كذلك حاولت مديرة الصندوق الدولي السيدة كريستينا لاغارد أن تقول لرئيس الحكومة إنها على استعداد لدعم لبنان بـ8 مليارات دولار ولكن يجب أن تترافق هذه العملية مع الاصلاحات الادارية المطلوبة.

 

طبعاً دولته رفض مُعْتبراً أنّ الأموال التي استلفتها الدولة من البنوك هي أموال يجب أن تتحمّلها البنوك وتعيدها، أما مسألة الخسائر، فنظرية عجيبة غريبة، لم ترد في التاريخ ولا مرة، ولا أحد يعلمها غير المستشار الاقتصادي للصهر وهو صاحب هذه النظرية.

 

بالعودة الى التقيّة وموضوع الانتخابات، يبدو أنّ «الحزب» يحاول أن يرث «تيار المستقبل»، في المقاعد النيابية العائدة للسنّة، إذ أسرّ لبعض المنافسين في الطائفة السنّية لـ»تيار المستقبل»، بأن يتهجموا على الحزب.. ووصلت الأمور الى انتقاد الحزب وسلاحه بشكل لافت، ولم يقم الحزب بأية ردّة فعل وكأنه لم يسمع ما يقولون.

 

على كل حال، موضوع إجراء الانتخابات ليس محسوماً، لذلك علينا انتظار مفاجآت أخرى، والعلم عند ربّ العالمين وعند المجتمعين في ڤيينا لحل قضية المفاعل النووي الإيراني مع «الشيطان الأكبر».