IMLebanon

إختاروا القادرين على المواجهة والصمود

 

تتسارع الأحداث وتتبلور الصورة وتتحدّد الخيارات وتقترب ساعة الحقيقة.

 

في لبنان فريقٌ يحمل الهويّة اللبنانيّة ربط انتماءه بدولة خارجية غير عربيّة، يفرح لانتصاراتها ويبكي شهداءها وشهداء أتباعها ويدين لها بالولاء المطلق ويأتمر بأوامرها، ومنها يستمدّ قُوتَه وقوّتَه، رواتبه ومعيشته وسلاحه، لا بل وجوده.

 

هذا الفريق التحق به ذميّون ووصوليون وطامحون ومنتفعون ومستفيدون وسلطويون نسوا او تناسوا قول الربّ: «ما نفع الانسان إذا ربح العالم كلّه»، وليس فقط المراكز والمناصب والرئاسات، و»خسر نفسه». المجتمع الدولي يُبلغنا للمرّة الألف وبوسائل شتى وعن طريق مسؤولين عالميين واقليميين، بدءاً من البابا فرنسيس مروراً بِبايدن وبلينكن وغوتيريس وماكرون والملك سلمان والأمير محمد بن سلمان وصولاً الى كل دول مجلس التعاون الخليجي، وأخيراً الى وزير خارجية دولة الكويت الشقيق الذي، باسم دولته ودول مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية والدول الكبرى والعظمى، قدّم خريطة طريق لإعادة لبنان، إذا شاء، الى الخريطة العربية والدوليّة. خريطة طريق تُختصر بعنوانين:

 

– عدم تدخل لبنان بما لا يعنيه لا عملياً ولا حتى لفظياً !!! (لاحظوا الى أي حدّ لفَظَنا العالم الحرّ)، يعني يطلبون حياد لبنان.

 

– وكذلك تنفيذ قرارات الشرعيتين العربيّة والدوليّة خاصة القرارات 1559 و1680 و1701 التي تنصّ على حصر السلاح بيد القوى الشرعية اللبنانية فقط لا غير.

 

الرئيس سعد الحريري، وبمؤتمر تعليق عمله الانتخابي والسياسي، قالها بالفم الملآن: لبنان خاضع للنفوذ الإيراني ومهدّد بالحرب الأهلية، ولم يعد باستطاعتي تغطية من يأخذ لبنان خارج سربه وخارج محيطه العربي وانفتاحه الدولي.

 

وعلى طريقة أن تأتي متأخرّة خير من أن لا تأتي أبداً، فلقد رسم الرئيس الحريري، بتعليقه العمل السياسي حتى يقضي الله أمراً مرجوّاً، نموذجين لكلّ من يريد الخوض في المعترك النيابي او السياسي:

 

– إمّا أن تكون قادراً على رفض اغراءات السلطة والتوزير وتكون قادراً على الالتزام بالدستور وبالشرعيتين العربية والدولية وبالحياد عن صراعات المحاور، وهذا هو الطريق نحو استعادة مكانة لبنان ودوره.

 

– وإمّا ان تلهث وراء الرئاسات والحكومات والتوزير فتغطي خطف لبنان الى محور معادٍ وسلخه عن تاريخه وعن دوره في المنطقة فتكون شريكاً بتدمير الوطن تحت شعارات تسووية لا تؤمّن إلا مصلحة اعداء لبنان.

 

وبعد خريطة طريق وزير خارجية الكويت، ومضمون كلام الرئيس سعد الحريري، فكلّ الأمل أن تكون الانتخابات النيابية المقبلة فرصة استثنائية للبنانيّين لإختيار القادرين على المواجهة والصمود، أمام محاولات تغيير وجه لبنان الذي نريده وطن الاعتدال والانفتاح والرقي والازدهار، حيث يعيش أبناؤه بين ربوعه في ظلّ دولة حيادية، عادلة، قادرة على فرض قوانينها وحفظ أمنها وحدودها واستقرارها بقواها الشرعية حصرياً على كامل أراضيها، دولة يقودها رجال دولة لا هدف لهم إلّا الارتقاء بوطنهم وشعبهم الى العلى.