IMLebanon

الرياح تهزّهم

 

مرتزقة إيران يجانبون الحقيقة عندما يؤكدون أنهم لا يهتمون، أو أن نتائج الانتخابات النيابية لن تغير في الواقع اللبناني شيئاً..

 

لا يشعرون بالأمان حيال صناديق الإقتراع وما يترقبون أن تحمله في أيار المقبل.. وإلا ما الذي يدفع بنائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم إلى تكرار معادلته القاضية بتيئيس اللبنانيين من جدوى هذه الصناديق؟؟

 

فهو يكاد يمهد لإستنتاج يقضي بتوفير تكاليف العملية الإنتخابية وتوزيعها على الشعب الجائع لأن لا شيء سيتغير..

 

يستعين في حجته إلى دراسات وإحصاءات قام بها خبراء المحور.. وليس لنا أن نحلل ونجتهد بعد هذه الحجة.. ليس لنا أن ننضم إلى من يعتبرون أن الصناديق يمكن أن تحمل تغييراً ما.. وإذا حملت فلن تؤثر على التركيبة الحالية.. والأفضل أن نقبع في همومنا ونتابع أسعار المازوت وقارورة الغاز.

 

ولا عجب.. فشغل المحور ومرتزقته ينصب علينا.. أما تكبير الحجر المتعلق بالمؤامرات الخارجية التي تستهدف “المقاومة”، فهو لزوم الداخل لتجييشه وتخويفه.. ولا سيما عندما يشارك إعلام المرتزقة في الكشف عن شبكات تجسس لمصلحة إسرائيل.. وهدف المشاركة ليس أن من بين المتورطين عنصراً من “حزب الله” “رفض تسليمه إلى القضاء اللبناني”.. ولكن لأن بعض الموقوفين في هذه الشبكات “كانوا يعتقدون أنهم يعملون لمصلحة مؤسسات دولية أو منظمات غير حكومية”.. وأحدهم ثبتت عمالته لأنه حصل على تمويل من منظمة دولية لشراء كمامات كتب عليها “كلن يعني كلن ونصرالله واحد منهم”.

 

بالتالي فإن مصدر قلق المرتزقة لا يأتي من الخارج.. المهم الداخل.. وبالأخص “بيئة المقاومة” التي يفترض بها أن تثبت وفاءها من خلال قطع علاقتها جذرياً مع المؤسسات المأجورة للدولة.. إبتداء من أي مؤسسة رسمية تفتقد إلى الطوابع لإنجاز معاملاتها.. وليس إنتهاء بصناديق الإقتراع..

 

وإستخفاف رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد بإنهيار القطاع المصرفي لا يخرج عن السياق.. و”إذا أرادوا هدم النظام المصرفي في لبنان فليهدموه، فهذا النظام لم نصنعه نحن، بل صنعته إرادات خارجيّة وراقبته وزارة الخزانة الأميركية، حيث لا يدخل فلسٌ إلى مصرف من مصارفنا إلّا برقابة وزارة المال الأميركية”.. والجملة الأخيرة هي التي تسببت بفتوى القضاء على هذا القطاع، وقطع دابر الأدلة على تمويل إرهاب المحور..

 

وإستتباعاً، المعادلة واضحة: المصارف والمستشفيات والمدارس والجامعات هي مؤسسات تنال من الكرامة وتلتزم تعليمات الإدارة الأميركية ومن ورائها العدو الصهيوني.. فلتذهب إلى الجحيم.. والقسم الكبير من اللبنانيين “هم أهل شرف وإباء ومقاومة ووفاء..”.. ولا يحتاجون هذه المؤسسات.. لا يحتاجون الدولة من أساسها.. لديهم قضية..

 

والقضية أكبر من الوطن والدستور والقانون.. وأهم من الأسئلة السخيفة المتعلقة بمسؤولية المنظومة ومن يتحكم بها عن الإنهيار الإقتصادي الحاصل.. وأيضا أهم من الانتخابات كحق وواجب على اللبنانيين الذين يمكنهم أن يرفعوا منسوب “النق” ما شاؤوا.. لكن ممنوع عليهم أن يغيروا مصيرهم الذي يتحكم به محور إيران ومرتزقته.. وحتى لو أفرزت الانتخابات بصيص أمل، فهو إلى أفول وسيولد ميتاً لأنه صنيعة العمالة التي تجد من يمولها لرشوة الناخبين..

 

ولأنه “وبحمد الله لدينا على مستوى قيادات بيئتنا من يملك الرؤية الواضحة لما يجب أن نفعله لمواجهة هذا المخطّط وهزيمته”.. تجتهد هذه القيادات بالترويج لتقديرات عن أن نسبة المشاركة في الإنتخابات ستكون الأقل في تاريخ الدورات الانتخابية.. وأن ردود الفعل غير المرتقبة.. أو المرتقبة نتيجة جرائمهم بحق اللبنانيين.. لا تخيفهم..

 

لكن مرتزقة المحور يجانبون الحقيقة.. هم خائفون وقلقون وليسوا جبلاً.. الرياح تهزّهم..