الحدّ الأدنى للأجور في فلسطين المحتلة… 582 دولاراً، أما الحدّ الأدنى للأجور في البلد الذي يريد تحرير فلسطين فهو 30 دولاراً.
نبدأ من هنا… لأنّ كل هذا الكلام عن «فيلق القدس» الذي أُنشئ خصيصاً لتحرير القدس كما ادعى آية الله الخميني، والذي عَيّـنَ له قائداً من الحرس الثوري هو اللواء قاسم سليماني هو كلام ينبع من الحقيقة التي بدأنا بها.
لا حاجة لتكرار الشعارات التي رفعها نظام آية الله الخميني بدءاً بالشيطان الأكبر أي أميركا الى الشيطان الأصغر أي إسرائيل، الى ما هنالك من شعارات حول تحرير القدس، ليتبيّـن لنا أنّ كل هذه الشعارات ليست إلاّ لخداع الشعب العربي المسلم، الذي يعتبر قضية القدس هي أقدس القضايا بالنسبة إليه، وللأسف فإنّ النظام الايراني «يضحك» على العرب، متظاهراً بأنه يريد أن يساعدهم على تحرير القدس، لكنه في الحقيقة أعلن أكثر من مرة قائلاً: إننا نسيطر على 4 عواصم عربية هي: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.
اللافت ما يجري في العراق اليوم، وكأنّ هناك أسُساً «يمشي» عليها نظام الملالي الايراني كي يسيطر على العواصم التي ذكرتها.
هناك أسس وخطوات يبدو أنّ ذلك النظام يتبعها ويسير بموجبها وهي:
أولاً: يجب أن يكون في كل حكومة تُشَكّل ثلث معطّل.
ثانياً: وهذا الأهم، يجب إفقار الشعب والبلد… وهذا ما يحدث في لبنان، وما يحدث أيضاً في سوريا وفي العراق أيضاً، ولا حاجة له ليحدث في اليمن… لأنّ الفقر هناك موجود موجود.
ثالثاً: يجب أن تعتاد الشعوب العربية أن تعيش من دون رئيس جمهورية، كما حصل في لبنان مرتين: المرة الأولى حين انتهى عهد الرئيس اميل لحود، فقد بقينا سنة ونصف السنة من دون رئيس حتى ذهب اللبنانيون وأبرموا «اتفاق الدوحة» وانتخبوا العماد ميشال سليمان، وحين انتهى عهد الرئيس سليمان كان الحزب غاضباً منه لأنه كان يرغب في تنفيذ «اتفاق بعبدا»، ما أثار غضب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، إذْ صرّح بطريقة استفزازية قائلاً: «انقعوه واشربوا ميْتُه» (أي ماءه)، وبقينا لمدة سنتين ونصف سنة حتى أُجْبِرْنا على انتخاب ميشال عون، خاصة وأنّ السيّد كان يقول ليلاً ونهاراً: لا رئيس إلاّ ميشال عون.
رابعاً: ما يجري في العراق اليوم هو على خطى لبنان: رئيس الجمهورية كردي، رئيس الحكومة شيعي، رئيس المجلس سنّي… بمعنى أنّ هذه التركيبة وُجِدت كي لا يتفِق الرؤساء أبداً، وهي لم تكن موجودة من قبل، خاصة في أيام الرئيس صدّام حسين فإنّ أهل السنّة كانوا هم الحكام، لكن الأهم من ذلك سؤال هو انه في حرب الـ8 سنوات بين العراق وإيران هل سمعنا عراقياً واحداً يتحدّث عن الطائفية؟ في الحقيقة ان أهل الشيعة العرب يكرهون شيعة إيران، وهناك خلافات بينهم ولا يعترفون بمرجعية (قم) بل مرجعيتهم في النجف.
ولكن بالرغم من كل القمع والميليشيات التي أنشأها آية الله في العراق يبدو انه لم يُكتب لها النجاح، لأنه عندما جاء مصطفى الكاظمي رئيساً للحكومة العراقية تغيّرت الأمور، إذ ان الكاظمي وبالرغم من انه شيعي لكنه وطني، أي أن موضوع الوطن له الأولوية عنده، وهو يأتي قبل الدين. هذه الملاحظة أو الحقيقة بالذات هي التي ستغيّر العراق وسوف يعود الى سابق عهده وطناً عربياً لا تهمّه الطائفية بل الأولوية للوطن، وهذا لم يكن في حسبان ولاية الفقيه.
وبما اننا نتحدث عن المخطط الذي ترسمه جماعة ولاية الفقيه نريد أن نقول لهم إنّ هذه المرحلة لا يمكن لها أن تعيش خاصة وأنّ مجاعة الشعب لن تبقيه ساكتاً عن المتسببين بهذه المجاعة، يومها لن ينفع السلاح ولا المال.