IMLebanon

هل التشكيك بجدوى الانتخابات تهيئة أجواء لتطييرها؟

 

 

واقعة أولى، في السابع من شباط الجاري، كتب رئيس تحرير إحدى الصحف البارزة، القريبة جداً من حزب الله مقالاً بعنوان: « هل من ضرورة للانتخابات؟ «، ليتابع في سياق المقال: « هذه الانتخابات مجرّد مسخرة».

 

واقعةٌ ثانية، يُسأل رئيس الجمهورية، في حديث صحافي: « هل من خشية من عدم حصول الانتخابات النيابية؟ يجيب رئيس الجمهورية: « لست خائفاً عليها في موعدها. أمّا ألّا تجرى، فهذه ذريعة الوزارة المعنية، وزارة الداخلية، كأن تقول أن لا مال لديها لإجراء الانتخابات في الانتشار كما في الداخل. يبقى الآن المال. وأنا أكثر العالمين بأن ليس لدينا مال ليس لإجراء الانتخابات فحسب، بل لأيّ أمر آخر. ربما لهذا السبب قد يتكوّن لديّ خوف على الانتخابات، وخشية من عدم إجرائها.

 

المال ليس الذريعة الوحيدة لرئيس الجمهورية لاستبعاد إجراء الإنتخابات، فهناك الإشكالية المتعلّقة باقتراع المغتربين، فالرئيس ومن ورائه جبران باسيل، يريدان «إحياء» الدائرة 16، أي اقتراع المغتربين لانتخاب ستة نواب في الخارج وليس أن يقترعوا لانتخاب 128 نائباً.

 

رئيس الجمهورية، وكأنه في وضعِ «ربطِ نزاع»، يقول: «الآن هناك مَن يريد العودة إلى القانون كما وضع في الأصل قبل تعديله، الذي ينصّ على ستة نواب قاريين. عندما وضع قانون الانتخاب في صيغته الأولى، كان الهدف من تخصيص الانتشار بستة نواب، ليس أن يصوّتوا عندنا، بل أن يكونوا صلة تواصل من خلال نوابهم الستة معنا».

 

واضحٌ من الكلام أعلاه أنّ رئيس الجمهورية يميل إلى الدائرة 16، فهل يكون هذا الميل ذريعة لتأجيل الإنتخابات؟

 

واقعة ثالثة عن الميل إلى تأجيل الانتخابات، ظَهَرتَ في مقال لمستشار رئاسي، يكتب في إحدى الصحف باسمٍ مستعار. قال في مقاله يوم السبت 12 من شباط الجاري: «الإنتخابات لن تكون على قدر الآمال دولياً وبات واضحاً أن عواصم عدة صارت على يقين بأن الانتخابات لن تأتي بما تشتهيه من تسيير في الحكم.»

 

إذا جمعنا «ارتياب» رئيس الجمهورية، مع «تسخيف» الإعلاميّ البارز القريب جداً من حزب الله، مع المستشار الرئاسي الذي يكتب باسم مستعار، والذي وضع نفسه في مصاف الدول، وماذا تريد… لأمكن القول إن الفريق الرئاسي، والمتحالفين معه من تيّارات وأحزاب وإعلاميين، لا يريد الإنتخابات النيابية، لكنه لا يجرؤ على قول ذلك مباشرة بل من خلال التركيز على صعوبة توفير مستلزماتها، من دون أن يكون مسؤولاً عن تطييرها.

 

فالفريق الرئاسي، وبعد الاستطلاعات كلّها التي أجراها، تبيَّن له أن هناك تراجعاً واضحاً في عدد النواب الذي سيحصده التيار الوطني الحر، إذا من الأفضل، من وجهة نظر التيار، تطيير الانتخابات.

 

حزب الله لا يمانع، لأن حصته محفوظة ومن الصعب جداً خرقها.

 

لكن هل يُدرِك الساعون إلى التأجيل جسامة الموقف الذي سيتّخذه الغرب في حال طارت الانتخابات؟