IMLebanon

أنا مرشّح إذاً أنا موجود

 

بثلاثين مليون ليرة، أي بأقل من ألف وخمسمائة دولار، تستطيع أن تقدّم ترشيحك إلى مجلس النواب، وتبحث عن لائحة تأخذك كمالة عدد كما يمكنك أن تسحب ترشيحك وتطلع ببيان مكتوب تهاجم فيه السلطة الحاكمة وتحذّر من محاولات تعليب الإنتخابات لمنع وصولك. يمكنك شخصنة العملية الإنتخابية وسوق الإتهامات ولن تُحاسب على أقوالك.

 

بثلاثين مليون ليرة تستطيع أن تحمل لقب مرشّح تضيفه إلى سيرتك المهنية والأكاديمية والنضالية. وستكون محظوظاً إن استطعت العثور على باقة من المرشحين “ما حدا قابضن جد” لتشكيل إئتلاف وتفجير قنابل صوتية متفرقة هنا وهناك وإحداث جلبة في مكان معيّن.

 

كثيرات ترشحن في الدورة الماضية، مراهنات على مؤيديهن وعلى “فرانزاتهن” ومتتبعي خطواتهن على تويتر وإنستاغرام وفايسبوك فصُدمن بالمغردين وقد طاروا وغطوا في مكان آخر. ولا بأس من تكرار المحاولة. دورتان بكلفة حقيبة برادا، وبسعر “جوز” سكربينات من “ميو ميو” أو “مانولو بلانيك” تخوضين معركة شرسة لإسقاط المنظومة الفاسدة برمتها. وهل أسمى وأرقى من هذا الشعار؟

 

سيكون حظّك من ذهب، إن وجدت لك مكاناً في واحدة من لوائح التغيير أو ضمك الرجل الخارق عمر حرفوش، واضع اللبنة الأساسية في بناء الجمهورية الثالثة، إلى لائحته. يبدو أن عمر يتأنى في اختيار مرشحيه. إختار نفسه وبقي أمامه أن ينتقي عشرة مرشحين في دائرة الشمال الثانية، ليوزّع عليهم فائض أفكاره وأصواته وأمواله.

 

عمر حرفوش أسطورة.

 

لم توفّق بعمر لا تيأس عزيزي المرشح المغمور. إبحث عن حاضنة سياسية/مالية في مكان ما. أو حاضنة للطفولة. وتستطيع بكلّ بساطة السطو على أي واحد من المشاريع المتداولة وتتبناه. “الكتلة” لديها مشروعها. “مواطنو النحاس ومواطناته” لديهم مشروع إنقاذي. حزب سبعة لديه مشروع لتغيير “المسكونة” برمتها. حركة “مدينتي” لديها مشروعها. كتائب البترون لديهم سامر. خذ من كل مجموعة فقرة، والتوفيق بالإنتخابات من الله. أي أنت بحاجة إلى أعجوبة تحوّلك من نكرة في بيتك إلى نائب طليعي.

 

بمجرّد أن تستلم إيصال الترشيح ستصبح إنساناً آخر. ستشعر أن قدميك سترتفعان قليلاً عن سطح الأرض، ستحلّق على علوّ مخفوض يا مرشّح. إنتبه من المسيّرات. بمجرّد أن تعلن أو يعلنوا ترشيحك على التلفاز ستتفجر قريحتك وتفجّر خصومك على فايسبوك فيتناثرون شظايا سياسية وبقايا نواب.

 

أعرف جيداً شعور المرشح. بمجرّد أن يصبح قيد التداول يطبّش على كتفيك كلما التقاك. يطرح أمامك سبل التعاون من دون أن ينظر في عينيك. “بدي ياك حدّي”. أعرف كثيرين رسبوا بفارق ثلاثة آلاف صوت وأربعة وعشرة آلاف صوت وعائدون لـ”البعط” على الشاشات. إرحمنا يا الله.