IMLebanon

عزوف الحريري عن الترشّح كشف أحجام الزعامات والسياسيين على حقيقتها

 

الانتخابات على وقع الانهيار لن تُحدث تغييراً مهما كانت النتائج

 

فضح موقف رئيس تيار المستقبل سعد الحريري تعليق عمله السياسي والعزوف عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة, جملة وقائع وحقائق مهمة ومثيرة, في الواقع السياسي عموما, وعلاقاته مع الخصوم او الحلفاء السابقين, وما بينهم من شخصيات قريبة, او تدور في في الفلك السياسي ذاته, كانت حتى وقت قصير, تتلطى وراء اقنعة مموهة, وتنتحل شخصيات مغايرة.

 

اول هذه الوقائع, كانت حالة الارباك التي اصابت الحلفاء القدامى للحريري او الذين كانوا يطمحون للدخول في قطارالتحالف معه, وبدلت خططهم وحساباتهم في الكثير من الدوائر الانتخابية, بعد ان كانوا يمنون النفس, بتكرار تحالفاتهم السابقة, وحصد المقاعد النيابية ذاتها, ضمن رافعة الحريري الانتخابية نفسها .

 

استخدام السلاح المتفلِّت من الضوابط يكرّس الاستقواء على اللبنانيين

 

ثاني هذه الوقائع, ليس لحاق بعض الزعامات بالعزوف عن الترشح للانتخابات, لانهم اقتنعوا بموقفه, او تحسسا بصعوبة الوضع المتردي, بل اختباء بعض المنقلبين والمعترضين على اداء الحريري, وراء موقف رئيس تيار المستقبل, للهروب من ساحة المنازلة, والعزوف عن الترشح للانتخابات, خشية افتضاح امرهم وانكشاف حجم التأييد الشعبي الهزيل لهم, وتفادي سقوطهم المتوقع والمدوي بالانتخابات, بعدما كانوا يتسلقون بالتحالف معه تسلقا.

 

ثالث هذه الوقائع, الافساح في المجال لكل من يريد اثبات زعامته السنية, ترشحا او دعما للائحة ما, بالعاصمة او غيرها من المدن او الدوائر الانتخابية, لكي يكرس هذه الزعامة واقعيا, ويأخذ موقعه, ويمارس دوره في المشاركة بالسلطة والحياة السياسية عموما.

 

فالانتخابات الحالية تشكل فرصة لكل من يطمح لتكريس نفسه مرجعا سياسيا وقياديا للسنّة, بطول البلاد وعرضها من دون منافسة فاعلة من اي كان.

 

رابع هذه الوقائع, توجيه رسائل واضحة, للدول الشقيقة والمجتمع الدولي, بأن الانتخابات النيابية المقبلة, لن تغّير بموازين القوى السياسية لصالح اي جهة او طرف يفوز بالانتخابات مهما حاز على مقاعد نيابية, مادام سلاح حزب الله على حاله, متفلتا من اي ضوابط شرعية, ويستعمل للاستقواء السياسي على اللبنانيين كما حصل مرارا من قبل خلال السنوات الماضية.

 

الكل بات يشعر الان بمفاعيل عزوف الحريري عن الترشح للانتخابات المقبلة وتعليق عمله السياسي, ان كان بالتحالفات الهشّة, للخصوم عموما, او بتخبط واضح, لمن يحاول التلطي وراء دعم الحريري والاستقواء بمؤيديه وجمهوره للفوز بهذه الانتخابات, بعد ان تبين له صعوبة, او حتى استحالة خوض مثل هذا الاستحقاق حاليا.

 

هذه الوقائع, تظهر بوضوح, ان خوض الانتخابات النيابية المقبلة على وقع الانهيار المالي والاقتصادي والمعيشي الحاصل حاليا, برغم شرعيتها, اذا حصلت, ستكون منقوصة, ولن تؤسس لواقع انقاذي جديد للجمهورية وللبنانيين, بل سيكون المجلس النيابي المنتخب, مهما تطعم بمستقلين جدد, استمرارا للمجلس النيابي الحالي على الاقل, او حتى ادنى تمثيلا, استنادا الى عدم رغبة اكثرية اللبنانيين بالاقتراع حتى الان, قرفا من الوضع المتدهور, ولان معظم المرشحين المطروحين, هم من المسؤولين المباشرين عما وصلت اليه الامور حاليا.

 

معروف الداعوق