IMLebanon

إنتخابات في ذكرى النكبة!

 

الثلثاء المقبل يُقفَل باب الترشيحات الى الانتخابات النيابية المقررة في 15 أيار. ويوم الرابع من نيسان، بعد نحو ثلاثة اسابيع يُقفل باب تشكيل اللوائح، أي أن الناخب سينام ويقوم بين الخامس من نيسان والخامس عشر من أيار على فكرة بلورة خياراته، استناداً الى ارتباطه بزعيم يحدد له الصندوق ومحتواه، أو الى رغبته بإحداثِ فرق عبّر التوجه نحو تسميات جديدة قد تكون مقنعة أو غير مقنعة، وهي في الأغلب محكومة بالعجز عن إحداث الفارق المبتغى بمقتضى قانون البرق والرعد.

 

سيصعب على الناخب التقليدي اختيار برنامج، ليس بسبب عدم وجوده، فقد كان ولا يزال «لدينا منه في منازلنا فيْضُ»، وانما بسبب الولاء المسبق للزعيم الذي اختار له البرنامج في شخص مرشح بعينه وليس لائحة كاملة الأوصاف. وبسبب قانون الانتخاب لا قيمة للوائح الا بمقدار قيمة عزيمة الحمار الى العرس، والناخب الداعم لأحزاب السلطة وتوابعها لن يتمعن بمعنى اللائحة، طويلة كانت أم قصيرة، فما يهمه هو اختيار»الشيف»، ومن أجله سيتم البصم وانزال الورقة.

 

غالباً ما يرى «الشيف» ما لا يراه المناصرون، فقد يختار لهم ما لم تره عين ولم يخطر في بال، أو يفرض عليهم من جرت تجربته مراراً، كما فعل الحزب القائد الذي ينتظر بدوره ما سيقوله قائد أعلى في الأسماء المضافة أو التي لا يضارعها أحد.

 

على هذا المنوال تستعد السلطة الفعلية بامتداداتها المعارضة لخوض الانتخابات ورسم نتائجها سلفاً. ليس مهماً في سلوكها الشخص الذي سيصل الى مجلس النواب، فالأهم تكريس سلطة الزعامات الست أو السبع وحولها من العصي ما يكفل لها الاشراف على البلد المزدهر في عتمته وفساده وانهياره وغاباته المسلحة. وهذه ليست المرة الأولى يُعتمد السيناريو نفسه، لكنه هذه المرة سيقود الى مضحكة لا مثيل لها. لقد أعدت الزميلة نوال نصر تقريراً جديراً بالتمعن على صفحات هذه الجريدة، تناولت فيه النواب الذين لم يسمع بهم أحد خلال تمتعهم بلقب بطل ساحة النجمة. هذا الصنف من النواب تحوّل الى غالبية في نظام اللويا جيرغا، وعندما سيصادف موعد الانتخابات ذكرى نكبة فلسطين، علينا ان نسعى لمنع نكبة أشد والعمل أقله، ما يجعل لازمة «ما ترجعو تنتخبوهن هني ذاتن» راهنة بقوة.