IMLebanon

الدوّيخة

 

«مأزومون»… هذا هو التوصيف الأقرب إلى الأطراف، كلها، في مرحلة ما قبل إجراء الانتخابات النيابية، إذا أُجريت، بعد نحو شهرين من اليوم. وتكفي نظرة بانورامية شاملة إلى لوحة المشهد الانتخابي، في المناطق كافّةً، لتتبيّن لنا الصورة الكاملة، بأبعادها الثلاثة، فإذا بها تشي بالتالي:

 

أولاً – إن القوم شبه عاجزين عن إيجاد حلفاء في مختلف الدوائر الانتخابية… ويجب الإقرار بأن القرار المُهم الذي اتخذه الرئيس سعد الحريري (أياً كانت أسبابه ودوافعه ومنطلقاته وحتى أهدافه) قد وضع الجميع، من دون استثناء، في «دوّيخة» لم يخرجوا منها بعد، وليس ثمة دلائل إلى أنهم سيبرأون منها، كلّياً، قبل الاستحقاق النيابي، وبالتالي سيعانون جرّاء تداعياتها قبل الانتخابات وفيها وبعدها. والمعنيون أكثر من سواهم في هذا المجال هم الحزب التقدمي الاشتراكي، والقوات اللبنانية، والطامحون من أهل السنّة لأن يكونوا في قطار لوائح تيار المستقبل، على مساحة رقعة الوطن… فكان أن أوقف سعد الحريري القطار في محطته مانعاً إيّاه من الإقلاع، في هذه الدورة الانتخابية على الأقل… ولن تْقْتَصَرَ التداعيات على هذا الحد (…).

 

ثانياً – العجز عن تشكيل لوائح تُخاضُ بها المعركة الانتخابية إلّا بشقّ النفس، كما قلنا أمس… وحتى الأطراف التي سمّت مرشحيها لم تستطع، بعد، أن تعلن عن اللوائح التي ستخوض بها المعركة. وهذا يعود إلى أسباب عدّة أبرزها لدى البعض العجز عن إيجاد حلفاء، وإن كانوا فعلاً مجرّدَ رفاقِ دربٍ لرحلةِ ذات يوم أحدٍ انتخابي…

 

ثالثاً – ليس في مقدور أي جهة معنية بالانتخابات أن تُقرِّر، جازمة، ما إذا كانت الانتخابات ستُجرى في موعدها، أو أنها ستؤجّل… أو ربما ستُلغى كلياً… وهذا يضاعف الحَيرة، ويعمق الدوّيخة – الدوّامة…

 

كيف الخروج من هذه الدويخة – الدوامة؟!.

 

السؤال مطروح على نطاق واسع، أمّا الجواب عليه فهو: بتحقيق الفوز في الانتخابات. والجميع، باستثناء الثنائي الشيعي يدركون أن الفوز المؤزّر أشبه بالعنب في حلب! وبالتالي يلجأون إلى احتفالات الكذب والنفاق وتزوير ما تشير إليه الوقائع، وقلب الحقائق واستطلاعات الرأي التي كثيرها يأتي بنتائج «غب الطلب»…