IMLebanon

بين معراب والضاحية معركة إنتخابيّة قاسية… شبح الطيونة «حاضر» «تصفية حساب» بمفاهيم إنتخابيّة وسياسيّة

 

 

مؤخرا ارتفع منسوب التوتر عن معدله الطبيعي والعام بين «القوات» وحزب الله، فكلما اقترب موعد الإنتخابات زادت حدة الإشتباك السياسي بين الطرفين، فرئيس حزب «القوات» سمير جعجع لا يستثن او يحيد حزب الله وسلاحه باطلالاته في المناسبات الإنتخابية مع القواتيين، كذلك الأمر بالنسبة الى قيادات حزب الله التي تضع خطا أحمر جديدا قوامه ان «ما بعد حادثة الطيونة ليس كما قبله»، مع تأكيد حزب الله دائما ان الحادثة كمين مفتعل ومعد مسبقا.

 

ما يجري على خط التحضيرات ليوم ١٥ أيار بين معراب والضاحية الجنوبية، يدل على ان الإنتخابات ستكون قاسية جدا، ومن دون رحمة بين الإثنين وبكل الوسائل وعدة الإنتخابات الديموقراطية والتنافسية الجاهزة.

 

قواعد الإنتخابات النيابية بصيغة ٢٠٢٢ لا تشبه انتخابات ٢٠١٨، المشهد تبدل كثيرا بحكم الأحداث والمتغيرات التي ضربت الساحة السياسية وغيرت معالم التحالفات، وليس سرا ان  عددا من القوى السياسية تنتظر الاستحقاق باهتمام من اجل إثبات قوتها وتأكيد ان شعبيتها لم تتأثر بالظروف والشائعات في سبيل تصفية الحساب، وهذا الوصف يصح على الواقع السياسي والإنتخابي بين «القوات» وحزب الله، بعد ان خرج الصراع السياسي بين معراب والضاحية الجنوبية عن المألوف والضوابط السياسية بعد الطيونة وتوابعها، سواء في قضية المرفأ او الخلاف الخطير بين الطرفين في موضوع السلاح والمفاهيم السياسية، وحيث ان الخلاف سيبلغ ذروته يوم الإنتخابات.

 

من الطبيعي ان يسعى حزب الله، الى اثبات قوته الإنتخابية من خلال شطب منافسيه انتخابيا في الدوائر الحساسة،اي من خلال تأمين الدعم لحلفائه المسيحيين انتقاما من «القوات»، وعلى مقلب «القوات» الأمر نفسه، اذ تتحضر للانتخابات بهدفين: نزع المرتبة الأولى من التيار الوطني الحر في الشارع المسيحي من جهة، ومواجهة حزب الله انتخابيا من جهة ثانية. من هذا المنطلق يتوقع المراقبون ان تشهد دائرة بعلبك – الهرمل معركة قاسية يحاول فيها حزب الله ان يفرض إيقاعه في إنتخابات المقعد الماروني والحصول على المقعد السني، حيث تؤكد مصادر ٨ آذار ان هناك قرارا باستعادة المقعد الماروني الى كنف  الفريق، بعدما استطاعت  «القوات» انتزاعه وتحقيق خرق في معقل حزب الله المتحكم  تاريخيا بالمفاصل الإنتخابية  في الماضي.

 

واذا كان فوز «القوات» عام ٢٠١٨  كان سهلا ومتاحا، بالنظر الى قانون الانتخابي والصوت التفضيلي الذي حرر التصويت المسيحي من التأثير الشيعي، وعدم ضغط حزب الله في ذلك الوقت، حيث ركز حزب الله معركته على المقعد الشيعي للواء جميل السيد، بعدما أطلق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله معادلة انتخابية تقوم على ان مقعد  السيد يوازي خسارة ١٢٧ نائبا، مما استتبع سقوط مرشح لائحة ٨ اذار الماروني، فان «الهدنة» السابقة التي أرساها حزب الله تبدلت، والمعادلة الإنتخابية تختلف عن دورة الـ ٢٠١٨ للأسباب والمعطيات التالية: فحزب الله اليوم يريد هزيمة «القوات» واخراجها من هذه الدائرة، أضف الى ذلك ان «القوات» تعاني من إشكاليات عدة، فهي في أزمة بعد انسحاب «تيار المستقبل» من الإنتخابات، مما يصعّب عليها مهمة الوصول الى حاصل انتخابي، عدا ذلك فان حزب الله، كما يقول خبراء الإنتخابات، أحكم خطته الإنتخابية وتحالفاته بالاستعانة بشخصيات لها حيثية تمثيلية في الشارع السني او ما يحكى عن استمالة الأصوات المؤيدة للنائب السابق يحيى شمص.

 

وفق المطلعين، فان  مؤشرات معركة بعلبك – الهرمل  تشير الى انها ستكون قاسية  بسبب اهتمام حزب الله الاستثنائي بها، وطموحه لأن تكون من حصته «مئة بالمئة»، مما  استنفر القاعدة والقيادة «القواتية»، فالمقعد الماروني في دير الأحمر له رمزية معينة في معقل حزب الله وخسارة  النائب الماروني مربك لها.

 

التوقعات ترجح حصول مواجهة لم تعرفها سابقا الدائرة،»القوات» ستحاول الحفاظعلى حصتها النيابية، وحزب الله مهتم بالمقعد الماروني لاستعادته من «القوات» وتعويض ما قد يخسره في دوائر تشهد تعقيدات معينة. ويتحدث المواكبون لإنتخابات دائرة بعلبك – الهرمل عن متغيرات لدى حزب الله تدفعه الى عدم التراخي، ولو وصل الأمر الى مرحلة الاصطدام الإنتخابي، في ظل المماحكات السياسية وسقوط الخطوط الحمراء مع الأخصام. ولا تقتصر هذه القاعدة على بعلبك – الهرمل بين «القوات» وحزب الله بل تشمل سائر الدوائر، حيث التداخل بين الطرفين في جبيل  وبيروت وبعبدا.