Site icon IMLebanon

لكي نربح وطناً

 

 

لم يكن اختيار موعد إطلاق الماكينة الانتخابية للائحة «الأمل والوفاء» في دائرة الجنوب الثانية، غريباً في المكان والزمان: عشية شهر رمضان المبارك المتلاقي مع الصوم الكبير وقرب الرجاء بالقيامة، بما فيهما من معانٍ سامية لها أثرها ودلالاتها، ومن المصيلح، عرين الجنوب ومركز احتضانه لكل أبناء الوطن الذي يعرف تفاصيل قراه، وسنابل قمحه، وغرسات تبغه، وأسماء دساكره وحواكيره. وفي الامر تأكيد على المبنى والمعنى، أراده الرئيس نبيه بري، كعادته، واضحاً وصريحاً حتى بالتفاصيل والمعلومات وما بطن وخفي وما ظهر وبان بغير حقيقة أو دليل، ومحدّداً ثوابت لائحة «بالوحدة أمل»، لنبني ونحمي معاً، في تحالف ثابت يريد له ان يكون نواة انفتاح على كل مكونات لبنان بما لا يحتمل لبساً أو تأويلاً، لمن يريد ان يسمع ويعي.

ففي حمأة الحملات الانتخابية وإعلان اللوائح الانتخابية، والبحث عن تركيب البعض للتحالفات الانتخابية الوهمية دون السياسية، لكسب نائب «بالزايد»، في دوائر أفرغوها من ناسها:
وحده الواثق من وفاء الاهل والمناصرين والمحازبين يبادرهم بالحقيقة والوقائع، ويحدثهم بلغتهم الواضحة، واضعاً الأصبع على جرح الأزمة الاقتصادية، معلناً انّها في صميم اهتماماته وأولى أولوياته.

وحده الرئيس نبيه بري بما ومن يمثل من الناس المؤمنين بوطنهم النهائي لجميع ابنائه دونما تمييز لا بمنطقة او طائفة، يطلق عناوين المرحلة والمستقبل المبني على الأمل بالوحدة والتكاتف والتعاضد ورصّ الصف، لتظهير الموقف الذي لا لبس فيه تجاه الوقائع السياسية التي يريد البعض السير بها عكس التاريخ والجغرافيا من بوابة التصويب على الانتخابات النيابية لتكون منصّة للتفرقة والشرذمة وإضعاف عناصر قوة لبنان وتفكيكها.

وحده من يمتلك كلمة السر الموحِّدَة: أمل. ووحده من يريد لها ان تكون صلة وصل للبنانيين جميعاً.

وحده من يمتلك جرأة قول: «انّ المقاومة تهمة لا ننفيها وشرف ندّعيه بكل فخر واعتزاز»، في زمن الهروب الى الخلف والخشية حتى من لفظ كلمة «مقاومة».

وحده من يصارح الناس بالحقائق التي يتهرّب كثر من قولها خشية وخوفاً، او مواربة ومداورة وتزلفاً. ويضيف: «نستطيع استثمار كل ثرواتنا، فحدودنا مرسومة بالدم ولا تقبل المقايضة ولا المساومة»… وانّه: «بانتصاركم، وهزيمتكم للمشروع الصهيوني، قدّمتم جرعة من الكرامة لا يستطيعون أن يتحمّلوها».

وحده من يتذكّر بفخر الأب ومحبة الأخ الشهداء أبناء إمام الوطن والمقاومة السيد موسى الصدر، الذين ساروا باكراً على الدرب رغم وحشته لقلة سالكيه، ليخطّوا بالأحمر القاني: حركة امل أصلها ثابت وفرعها في السماء، ولا تُكسر ولا تُهزم إلّا بقيام يوم الدين.

وحده من يصرّ على الحوار منطلقاً للبناء والتعافي واللقاء على الخيارات الوطنية الجامعة، بدلاً من الابتعاد والجفاء وصراخ المنابر الذي يسعى الى التوتير برمي التهم جزافاً وبهتاناً وتزويراً.

وحده من يميز بين صوت الناس وحقهم في لقمة عيش كريم، وبين من يركب موجة الحراك الشعبي ليحرفه عن مساره ويجعله مطية لتحقيق مآربه، بأموال وتخطيط من الخارج وتحت مسميات براقة.

وحده من يقول «لحملة الحقائب المليئة بالعملة الصعبة، والذين صرفوا 30 مليون دولار في هذه الدائرة، أنّ أبناء هذه الأرض هم حفدة السيد المسيح لا يقايضون ثوابتهم ومقاومتهم بالفضة ولا بشيء»، محذّراً من «الاستسلام والركون لما يُروّج له». هو العارف بمخططات ودسائس ودساسين يريدون إحباط الناس وكسر إرادتهم الحرّة، بتسويق أخبار ملفقة ومعلومات مضلِلَة من اجل «الاستسلام والركون لما يُرّوج له، «لانّ مستقبل لبنان ومصيره وهويته وثوابته وسبل الخروج من الأزمة، مرتبط بنتائج هذه الدورة الانتخابية في كل لبنان».

وحده من في زمن الردّة، يؤمن انّ «الوحدة أمل لإنقاذ لبنان من الطائفية والمذهبية».

وحده من يصرخ في برية الوطن مؤكّداً على الوحدة، ثم الوحدة، ثم الوحدة ليس بالشعار فقط، بل «بمدّ اليد المبسوطة نحو الجميع»، الّا من باع نفسه بأبخس الأثمان، وارتضى ان يكون في موقع الخذلان وضدّ مصلحة لبنان.

وحده من يعتبر ويؤمن انّ الوحدة والحوار هما الطريق الأقصر للخروج من دولة المزرعة الى الدولة المدنية الحديثة، المؤسَسَة اولاً على قانون انتخاب غير طائفي، يلغي الطائفية بكل اشكالها ومستوياتها من النفوس والنصوص والمواقع، لبناء دولة المؤسسات العادلة والحامية والراعية لجميع أبنائها.

وحده من يثق بخيارات الناس في انتخاب المشروع والخط والنهج والبرنامج والمواقف الثابتة المبنية على الحرص على كل الوطن. ومن هذا المنطلق يدعو «كل الأمل وخير العمل الى ان يكون يوم الخامس عشر من ايار المقبل محطة وطنية نشارك فيها بكثافة للاقتراع للتعبير عن الخيارات.

عام 2001، سألته بتعجب الجاهل: دولة الرئيس، انّ أي قانون مبني على الانتخاب على أساس لبنان دائرة واحدة، وخارج القيد الطائفي، يؤدي الى خسارة «كتلة التنمية والتحرير» ثلاثة او اربعة نواب؟

 

اجاب، بكلام الواثق من وطنه وشعبه: «نعم، نخسر ككتلة اربعة نواب، لكننا نربح وطناً».