Site icon IMLebanon

لا «انفجار» يوقِف قطار الانتخابات!

 

 

حتى لحظة صدور نتائج الانتخابات النيابية المُقرّر إجراؤها في 15 أيار المقبل، سيظلّ «الشك» مرافقاً للمرشحين والناخبين حيال حصول هذا الاستحقاق الدستوري، إذ «بهالبلد كلّ شي بيصير»، واعتاد اللبنانيون الخضّات والانفجارات وتعطيل الاستحقاقات، فضلاً عن أنّ هناك أطرافاً قد تُمنى بخسارات انتخابية لا تُعوّض سياسياً ما قد يدفعها الى «اختراع» عرقلات وحجج متنوّعة لعلّها توقف قطار الانتخابات قبل وصوله الى المحطة الأخيرة. فهل لا يزال «تطيير» الانتخابات مطروحاً وممكناً؟

بعد الإشكالات والتوترات الأخيرة في طرابلس والتي أدّت الى سقوط ضحايا من قتلى وجرحى، والتي أكد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي أنّها فردية وعائلية وليست حوادث أمنية، أتى انفجار بلدة بنعفول في قضاء صيدا بعد منتصف ليس أمس الأول ليزيد منسوب التخوّف لدى اللبنانيين، من حوادث أمنية هدفها قطع الطريق أمام الانتخابات. وكثُرت التحليلات والفرضيات حول أسباب هذا الانفجار، خصوصاً أنّه حصل في مركز متطوّعي الدفاع المدني في جمعية «الرسالة للاسعاف الصحي» التابعة لحركة «أمل»، حيث سقط للحركة «شهيد».

وفي حين لم تصدر رواية أمنية رسمية عن أسباب هذا الانفجار، أعلنت حركة «أمل» أنّ «المعلومات الأولية تفيد أنّه نتيجة لاحتكاك كهربائي نشب حريق أدّى الى انفجار قوارير الأوكسيجين المُخزَّنة في المبنى، والتي كانت مُخصَّصة لحالات «كورونا» في البلدة». وفي حين خرجت روايات عدة تشير الى وجود مخزن أسلحة لـ«حزب الله»، يؤكد «الحزب» أنّ «هذا الانفجار سببه انفجار قوارير أوكسيجين مخزّنة، وهو حادث عادي، ولا علاقة لنا به كلياً». وفيما يشير «الحزب» الى أنّ «التحقيقات الرسمية جارية»، يجزم أنّ «هذا الحادث ليس أمنياً بل عرضي يحصل في أي مكان، ولا بُعد أمنياً أو سياسياً له، وغير مرتبط لا بالانتخابات ولا بالسياسة ولا بـ«الحزب».

وبمعزل عن هذا الانفجار وأسبابه، هناك عوامل عدة قد «تنفجر» في اللحظة الأخيرة أمام إجراء العملية الانتخابية، من مقاطعة الأساتذة أو القضاة الى إضراب العاملين في وزارة «الخارجية» إن في الداخل أو الخارج الى عدم تأمين الكهرباء لمراكز الاقتراع. إلّا أنّ مصادر قريبة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تؤكد أن لا عوامل تمنع إجراء الانتخابات، وتشير الى أنّ ميقاتي ووزارة الداخلية قاما بكلّ ما هو مطلوب لوجستياً لضمان حصولها، لافتةً الى أنه جرى رصد مبالغ للاساتذة ومن سيشاركون في إجراء هذه العملية. وتقول: «نعوّل على وعي الجميع، من القضاة الى الموظفين، فإجراء الانتخابات لمصلحة لبنان، ومقاطعتها أو عدم إجرائها يفاقِم الوضع، وبالتالي هذا الأمر برسم الحس الوطني لدى الجميع». وتؤكد أنّ موضوع الكهرباء «محلول»، مشيرةً الى إقرار كلّ الاعتمادات اللازمة للعملية الانتخابية في مجلس النواب، فضلاً عن أنّ هناك جهات دولية ترغب في إتمام الانتخابات وقد تترجم رغبتها بالمساعدة لتذليل أي عقبات مالية.

من جهتها، ترى مصادر معنية أنّ موظفي «الخارجية» في البعثات في الخارج لن يقدموا على الإضراب فـ»أحد لا يريد العودة الى لبنان بل العكس»، موضحةً أنّ «الانتخابات في الخارج عملية نصفية، أي ينتخب المغترب والسفارات تسجّل المنتخبين وترسل المحضر والفرز يجري في لبنان، إذ تُحفظ صناديق الاقتراع أو أوراق الانتخاب في مصرف لبنان حتى يوم الانتخابات في لبنان حيث تُفرز». وتشير الى أنّ «كلّ السفارات أو غالبيتها مستعينة بالجاليات لوجستياً ومالياً». وبالتالي، تعتبر أنّ «هذا مجرّد ضجيج ولا يؤثر فعلياً على إجراء الانتخابات». كذلك تشير الى أنّ «موضوع الكهرباء حلّه سهل، فكل منطقة يوجد فيها موزّع عبر «الموتورات»، كذلك الأموال موجودة وكلفة الانتخابات أقلّ بكثير من كلفتها عام 2018، وهناك دول مستعدة لدفع الأموال لتأمين الكهرباء لتسيير الانتخابات».

وتجزم مصادر مسؤولة أنّ «هناك انتخابات»، وتقول: «ممنوع ألّا يكون هناك انتخابات، وأحد لا يتجرّأ على تخريبها، فالضغوط الموجودة على البلد من الشرق والغرب لا تُحتمل. كذلك إنّ الأمور تتجه الى الهدوء في المحيط، ولقد عادَ سفراء الخليج، وتحصل اجتماعات في اليمن، والاتفاق النووي «ماشي»، والرئيس السوري بشار الاسد في حضن العرب، وبالتالي لماذا ستُعرقل في لبنان؟ خصوصاً أنّه من مصلحة الجميع أن يتعافى لبنان الذي لا يُمكن الاستغناء عنه في أي حال من الحالات».

وفي حين أنّ السهام تُوجّه الى «حزب الله» أولاً في موضوع عرقلة الانتخابات، باعتبار أنّه الوحيد القادر على افتعال حادث ما يُحبط إجراءها، خصوصاً إذا ما تبيّن له أنّ حلفاءه، وتحديداً منهم «التيار الوطني الحر»، سيُمنى بهزيمة في الانتخابات، يؤكد «الحزب» أنّ كلّ الطروحات عن مشكلات إدارية و لوجستية أو مالية أو غيره «أصبحت وراءنا، ولا شيء يوقِف قطار الانتخابات، فالانتخابات في موعدها ولا مبرّر لتأجيلها». ويرى أنّ «كلّ كلام الأوروبيين وميقاتي ووزير الداخلية والجهات المعنية يؤكد أنّ الانتخابات في موعدها ولا شيء يعطّلها».

وعن التخوف من «تطيير الانتخابات»، يرى «الحزب» أنّ هذا مردّه الى أمرين:
– قلق عند كثير من الناس من عامل يؤجل الانتخابات وهذا طبيعي.
– قوى معترضة كانت ترغب في انتخابات مبكرة تحت عنوان أنّ الانتخابات لمصلحتها، إلّا أنّها اكتشفت العكس فتقود الآن حملة دعائية مركّزة عن التعطيل.

وإذ يعمل «الحزب» على دعم التيار وحلفائه في الساحتين السنية والدرزية انتخابياً، يقول: «بمعزل عن نتيجة الانتخابات الموجودة في صناديق الاقتراع فقط، لم نشكّك للحظة بإجراء الانتخابات في موعدها». ويجزم أن «أحداً لا يمون علينا لخربطة الانتخابات، ونحن متفقون مع «التيار» على إجرائها في موعدها. وكلّ المحاولات للتعطيل أو للتشكيك لم يعُد لها أي معنى الآن».