أعجبني ما قاله الشيخ نعيم قاسم عن شعبية حزبه، وهذا القول طبيعي لرفع معنويات الشعب المظلوم.
أما بالنسبة لقوله، إنّ السلاح لا علاقة له بالانتخابات، فليسمح لنا ان لا نوافقه على هذا الكلام.. لأنّ تاريخ حزبه في القمع والسحل ومصادرة آراء الذين يختلف معهم باتت معروفة.
وكم وكم من الشهداء قتلوا من أجل رأي أعلنوه، وهذا معروف حتى من دون أن نعطي الأسماء، كذلك هناك تهمة جديدة هي أنّ كل من يختلف مع «الحزب» يصبح عميلاً للسفارات الاجنبية.
من ناحية ثانية، الفرصة الذهبية اليوم متوفرة للحزب.. وأسبابها معروفة، نبدأ:
أولاً: الحزب عنده مليار دولار أميركي يتصرّف بها كما يشاء في وقت أصبح الدولار بـ25 ألف ليرة، ما يعني ان للحزب إمكانيات مالية كبيرة جداً، وعلى سبيل المثال فإنّ الضابط الكبير في الجيش صار راتبه زهيداً لا يساوي شيئاً. بينما أصبح العنصر في الحزب يتقاضى حوالى 500 دولار، ما يساوي اثني عشر مليوناً وخمسماية ألف ليرة لبنانية لا غير، هذا غير الطبابة التي يوفرها الحزب له وغيرها من المساعدات المختلفة التي يقدمها.
ثانياً: هذا الإصرار في الاعلام على إسقاط النظام المصرفي وتصفية البنوك، له هدف حقيقي هو أن يصبح لبنان بلداً فاشلاً مثله مثل سوريا والعراق واليمن. من هنا الحملة على حاكم مصرف لبنان الذي لا يزال يمسك النظام الحرّ بقوة وصلابة.
ثالثاً: أصبح معروفاً أنّ حلّ الأزمة اللبنانية صار بيد إيران أي عندما تتفق ايران مع أميركا يأتي الحل حتماً.
رابعاً: الإنكفاء العربي الذي لم يكن يوماً كما هو اليوم. علماً بأن له أسبابه: منها ما هو مقبول والقسم الأكبر غير مقبول… ولكن ليس في اليد حيلة.
خامساً: لا بد من الأخذ بالاعتبار ان الحزب يملك تلفزيون «المنار» وحليفه يملك تلفزيون الـ»O.T.V» بينما المرشحون الآخرون لا يملكون شيئاً من هذا. وهذا الكلام برسم لجنة التحقق من نزاهة الانتخابات التي هي أمام مهمة مستحيلة نظراً لعدم تكافؤ الفرص بين المرشحين.
سادساً: لو أخذنا ما نُشر على لسان أحد المسؤولين في الحزب أنّ الماكينة الانتخابية للحزب في منطقة البقاع يبلغ عدد أفرادها 13 ألف مندوب بينما في منطقة جبيل حيث هناك مرشح واحد للحزب هناك (1300) ألف وثلاثماية مندوب فماذا يعني هذا الكلام؟! باختصار انه المال…
اما بالنسبة لتركيبة اللوائح الانتخابية وأسماء المرشحين والنتيجة فإنها ستكون كارثية، ولكن علينا أن نعرف انه مهما كانت نتائج الانتخابات سيّئة فإنّ هذا لن يغيّر شيئاً لأنها مرحلة وتمر.. وهذا يذكرنا بما حصل في انتخابات عام 1990 إثر المقاطعة المسيحية، فكانت غيمة ومرّت، ولا يصح إلاّ الصحيح.
الأوضاع التي نعيشها اليوم غير طبيعية.. فعلى صعيد الفرص وبخاصة أمام هذا الاستحقاق الذي يجب أن يكون فرصة جيّدة لتجديد الحيوية للتمسّك بالحريات فإن هذا الشيء وللأسف لن يحصل… ومهما كانت النتائج كارثية نقول للحزب إنك لن تستطيع أن تحكم وحدك وسيكون الحكم مبتوراً وغير طبيعي.
اما بالنسبة لاعتذار زعيم أهل السنّة الرئيس سعد الحريري الذي كشف أوراق كل الذين «يلعبون» بالسياسة، وكان الزعيم الكبير الذي قدّر معنى انسحاب الرئيس الحريري هو الرئيس برّي الذي حاول بجهد كبير إقناعه بتغيير رأيه ولكنه لم يوفق.
اما الزعيم وليد جنبلاط فقد حاول أيضاً بإرسال عدد كبير من معاونيه، طالباً من الرئيس الحريري التراجع عن قراره فلم يوفق..
أما الدكتور جعجع الذي يعيش في حلم وأوهام، انه سيحقق نتائج تاريخية في الانتخابات التي يُطبّل ويزمّر لها منذ أكثر من سنتين… فنقول له إن النتائج سوف تصدمه وسيقول ليتني لم أدخل هذه المغارة، ويكون الندم يوم لا ينفع الندم.
النتائج لن تكون كما يريدها.. وكما خطط لها الدكتور جعجع، والمصيبة الأكبر انه بابتعاده عن زعيم السنّة فإنه يفقد الامل الوحيد في الوصول الى الرئاسة لأنّ القاعدة في لبنان هي ان اي زعيم مسيحي بحاجة الى زعيم سنّي للوصول الى الرئاسة، والتاريخ علمنا ذلك.
وهنا أقول إنّ أهم تخطيط على ما أتذكر، هو ان الرئيس الراحل سليمان فرنجية زار موسكو وعاد رئيساً واليوم الزعيم الحفيد سليمان فرنجية يزور موسكو.. فهل يعود رئيساً؟