Site icon IMLebanon

«القوات» غير مُؤمنة بهذه التركيبة التي انتجت الحكومة «الوطني الحرّ»: الانتخابات النيابية المفصل الاساسي للتغيير

 

يترقب اللبنانيون الايام المقبلة بقلقٍ وصبر كبيرين، وسط كلام عن رفع دعم نهائي للمحروقات دون ان يجدوا خطة اقتصادية او استباقية، تقيهم تداعيات هذا المشهد الجهنمي. ويأتي هذا القلق وسط تعويل البعض من اللبنانيين على مقدرة الحكومة الحالية، التي حازت الخطوط الخضر الدولية الكبرى، على لجم الانهيار ومحاولة ابقاء بصيص النور لشعب بات بمعظمه، لا يحلم سوى بتذكرة للعبور من هذا الواقع الجهنمي الذي يرزح تحته على شتى الصعد.

 

وفي السياق، رأى مسؤول جهاز الاعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» شارل جبور أن «القوات» حددت منذ اللحظة الاولى موقفها من اي حكومة، اي منذ اكثر من سنتين، منذ 2 ايلول 2019 على طاولة بعبدا الاقتصادية، حيث اعتبرت انه من بعد مشاركتها في حكومتين متتاليتين في عهد الرئيس عون وبرئاسة الحريري، وصلت الى قناعة شبه راسخة ان التغيير صعب في الواقع الحالي والسبيل الوحيد هو انتاج سلطة جديدة في صناديق الاقتراع.

 

اضاف في ظل هذه المنظومة المهترئة، لا يمكن مطلقا فعل اي تغيير او اصلاح، وقد اختبرنا على طاولة مجلس الوزراء، انّ لا نيّة لفعل اي امر ايجابي مع الفريق القابض والمتحكم بالسلطة، ولذلك اقترحت «القوات» في 2 ايلول 2019 الذهاب لحكومة اختصاصيين مستقلين عن الفئات الموجودة في المشهد السياسي، وهذه السلطة كعادتها انطلاقا من مبدأ احتكار السلطة والهيمنة على الدولة ذهبت لخيار الامساك بزمام الامور، وانطلاقاً من ذلك قالت «القوات» انها لا تعطي الثقة لاي حكومة تأتي بهذه الخلفية، ولكنها ستكون مصفقة لها اذا استطاعت ان تساهم في الاهداف المرجوة، ريثما يصار الى اعادة تكوين السلطة وانتخابات نيابية مبكّرة، ونأمل ان تشكل هذه المحطة، اي الانتخابات النيابية، مدماكا نحو بناء اكثرية غير الاكثرية الحالية، وهذا ما نراهن عليه عند شعب وصل الى واقع جهنمي في كل جوانب حياته، وأن يحسن الاقتراع لمن يحمل همّه حقّاً، لا من اوصل البلاد الى هذا الدرك.

 

ويؤكد جبور ان «القوات» تمارس قناعاتها الوطنية، ولا تركب اي موجة سوى ما تقتنع به، وهو ان اعادة تكوين السلطة هي الحل الافضل والجذري في هذه المرحلة الدقيقة والاستثنائية من عمر الوطن، وبالتالي لم نكن يوماً نتعامل بشعبوية مع الحدث، انطلاقا من المصلحة الوطنية العليا، ولا نهادن او نتنازل مطلقاً وهذا ما يعرفه الجميع انّه المنسجم حتماً مع تاريخنا.

 

على صعيد متصل، قالت القيادية في التيار الوطني الحر صابرين عبد الخالق لـ «الديار» انه بعد تشكيل الحكومة ثمة هدوء حذر عند اللبنانيين، الذين ما زالوا يؤمنون بهذا الوطن، وان ثمة بصيص أمل بعد هذا المشهد المعقد الذي مررنا به، فالحكومة هي الامل لكل قاطني هذه البلاد والمغتربين، وما دام ليس هناك نكد سياسي وقرارات خارجية، لن تفشل هذه الحكومة بل يعوّل عليها لمعالجة الملفات الضاغطة خاصة في البعد الاجتماعي والاقتصادي.

 

واكدت ان هذا الامر لن يحدث بين ليلة وضحاها، انما نتيجة تعاون في كل هذه الفترة الزمنية المخولة فيها ان تعمل لاجل هذا الوطن الذي نحسد عليه في هذا الشرق، ونحن اليوم نشد على يد جميع القوى بكل محبة، والقوات من بينها، للسير لبناء هذا الوطن لا العرقلة من اي طرف كان.

 

وفي ما يتعلق بالاستحقاق الانتخابي، اشارت عبد الخالق الى ان الجميع يريد انتخابات، وهي ستجري في موعدها، وهي المفصل المركزي للتغيير، وثمة تغيير سيحدث، والناس التي عرفت الحق والمنطق ستنتخب من تأكدت انه وقف الى جانبها وحمل مشعل همومها وشؤونها وشجونها، وستقوم بواجبها على اساس هذا المبدأ.