IMLebanon

قتل الأمل لتثبيت الألم

 

 

قد يستغرب الكثير من المواطنين وقاحة جماعات المنظومة واحزابها وابواقها، باستمرارهم الدؤوب لقتل الامل الضئيل المُتبقّي لدى الشعب اللبناني المُنازع الى اقصى الدرجات، وقد يتساءل الكثيرون ايضاً عن الحكمة من ذلك او المؤامرة التي تُحاك ضده من خلال هذه المحاولات. أمّا الحقيقة المُخيفة التي تكمن خلف الهدف، فهي ان السلطة تعمل لقلع اي امكانية موجودة لاستعادة الشعب الثقة بنفسه، لانه حينها لن يتردّد عن قبعهم والتخلّص من حكمهم الجائر له.

 

إن الذهنية التي تتحكّم بقيادات الدول الفاشلة والقمعية هي التهديد والوعيد والفبركة والاسكات والفرض بالتخويف، إنها ذهنية “فليهابوني افضل من ان يحبّوني”، انه الاسلوب الذي يؤمنون به لاخضاع الناس للخطأ، وما يُهدّدهم بمسعاهم ويُزعجهم ويُعرقل خططهم فبشكل اساسي يأتي الوعي الفكري والادراك الشعبي، لذلك تسعى المنظومة الى اسكات المُنظّرين في التوعية بقتل المُفكّرين والصحافيين ورجال السياسة المُناقضين، وتعمل على قطع العلاقات الاجتماعية والفكرية والتنسيقية بين اطراف المُعارضين لها. فرغبة الانظمة القمعية دائماً رسم الخطوط الحمر بين فئات المجتمع ورصّها ضد بعضها البعض.

 

ولأن الآمال الشعبية اللبنانية بالخروج من جهنّم التي يعيشونها تكبر وتتعمّق حالياً وتبدأ بالتحوّل الى خطوات تنفيذية وجريئة وجدّية، تعمل المنظومة لضربها بمحاولات خربطة التواصل والتعاضد والتلاقي بسبلٍ مختلفة، قد تصل الى الالغاء الجسدي. إن تثبيت الالم بالنسبة لقياديي المنظومة هدف اساسي لان من خلاله تنجح تهديداتها وتُنهي الحرّية الفردية التي تكلّم عنها فرانكلين روزفلت قائلاً: “الحرّية الفردية الحقيقية لا تتحقّق من دون الامن الاجتماعي والاستقلالية. الناس الجائعون الذين لا يملكون عملاً يُعتبرون المواد التي تُصنع منها الديكتاتوريات”. فمع هذه المعادلة ندخل الى صلب الحياة التي يعيشها اللبناني حالياً، من مذلةٍ لم يستحقّها، بل فُرِضت عليه لان حزبيّ السلطة، “حزب الله” والتيار العوني، قد قرّرا عن سابق تصوّر وتصميم حشره في محور الذلّ والقمع والموت والعتمة، بوجه محور التطور الانساني الطبيعي الذي شهدنا صوراً رائعة له الاسبوع الماضي في دبي.

 

إن استخدام الاعلام الهابط وإسكات الشعب بفُتات الخدمات المُذلّة، واشاعة الاخبار المدسوسة بإنعدام فرص التغيير من خلال الانتخابات النيابية وتفريق المعارضات ودس السم بين مجموعاتها، يصب في قتل الامل وفي حتمية استمرار الالم، لأن ما ستحمله المنظومة في برامجها إن لم يتخلّص منها الشعب ليس الا ثباتاً للخطأ، ليصلح فيها قولٌ “اعجب الاشياء جاهل يسلم بالتهوّر وعاقل يهلك بالتوقّي”، فهل سيسمح الشعب اللبناني الحر بذلك، ام انه سيسقط هذه النظريات كما اسقطها سابقاً، وسيحتفظ بحرّياته التي لن تتوفّر الا بالاستقلال التام والسيادة الكاملة، ويؤمّن كيانه الثابت المُعاكس لكيان افرقاء المنظومة المرحلي المَبني على التبعية؟؟؟

 

هنا هو الامتحان الذي سيمر به الشعب اللبناني في الاستحقاق الانتخابي القادم، وهنا سيجد امامه فرصة التغيير الحقيقية مع مرشّحي “القوات اللبنانية” ومن يشبههم بالجدّية والقدرة والاستراتيجية الوجودية.

 

(*) أمين سرّ تكتل “الجمهورية القوية”