التحالفات قد تتغيّر وتترك تأثيرها… وهذه أعداد الناخبين
ستترك حادثة الطيونة الدموية آثارها بلا ادنى شك على الانتخابات النيابية المقبلة لو جرت في موعدها ولم يحدث تطورخطيرجديد يؤجلها طويلاً. ولعل اكثر الدوائر التي ستشهد امّهات المعارك الانتخابية الساخنة هي دوائر بعبدا، وكسروان – جبيل، وزحلة، وبعلبك – الهرمل، حيث الاختلاط الاسلامي (والشيعي تحديداً) – المسيحي فيهما هو الطاغي والمؤثر ولعله سيزداد تأثيراً اذا استمر الشحن والتحريض والتعبئة السياسية والطائفية.
ويقول متابعون للتحضيرات الانتخابية لـ«اللواء»: ان توزيع اعداد الناخبين في بعبدا وكسروان جبيل يعطي لمحة واضحة عمّا ستكون عليه طبيعة المعركة الانتخابية، خاصة اذا تبدلت تحالفات العام 2018 وانضم الحزب التقدمي الاشتراكي الى تحالف امل وحزب الله والتيار الوطني الحر في بعبدا، عندها لن تحصل القوات اللبنانية على نائب واحد كما جرى العام 2018 حيث فاز نائبها بيار بو عاصي بدعم اصوات الناخبين الدروز بعد التحالف مع الحزب الاشتراكي. لكن اين وليد جنبلاط الآن ومن هو الاقرب اليه، الرئيس نبيه بري ام رئيس حزب القوات سمير جعجع؟ لكن يبقى تحالف امل والتيار الحر هذه المرة هو شبه المستحيل او الصعب بعد التصعيد السياسي والاعلامي بينهما، وهو ما سيخلق إرباكاً لحزب الله حليف الطرفين. فهل يستطيع معالجة المشكلة بتجديد تحالف المصلحة الانتخابية فقط؟.
وحسب إحصاءات الخبراء الانتخابيين، يبلغ عدد الناخبين في دائرة بعبدا ١٧٠٠٤٠ وفق لوائح الشطب الجديدة 2020 – 2021، وكانوا في الانتخابات الماضية 166157، وينقسم تقريباً الناخبون مناصفة بين مسيحيين ومسلمين، وبلغ عدد المقترعين المسيحيين عام 2018 نحو 84000 ناخب، والمسلمون (شيعة ودروز وسنّة) نحو 79000 ناخب. وكانت النسبة الماضية كالاتي: ماروني 36.8%، شيعي 25.2% ، درزي 17.6%، وهي ستزيد بنسبة ضئيلة بسبب زيادة عدد الناخبين الطفيفة. علماً ان عدد الناخبين السنة يتجاوز العشرة آلاف او ما نسبته 6 ونصف في المئة، لكن نسبة التصويت لديهم ضئيلة تاريخياً لأن اغلبهم يعيشون خارج المنطقة ولا يشاركون بكثافة خشية حصول ضغوط او تطورات ساخنة. كما انهم يعتبرون انفسهم غير معنيين كثيراً لعدم وجود نائب سنّي في الدائرة، ماعدا الذين يقترعون لهذا الطرف او ذاك لأسباب سياسية.
اما في دائرة كسروان – جبيل فبلغ عدد الناخبين حسب اللوائح الجديدة: في جبيل ٨٤٧٥٠ وكانوا في ٢٠١٨ نحو٨٢٥٠٠، بينما بلغ العدد في كسروان ٩٥٩٤٠ وكانوا في ٢٠١٨ قرابة ٩٤٢١٠. ويشكل الموارنة أغلبية الناخبين في هذه الدائرة أي نحو 82 في المئة يليهم الشيعة بنسبة 11 في المئة. ولا يوجد ناخبون دروز او سنة فيها إلّا بنسبة قليلة جداً، حيث تبلغ نسبة الناخبين السنّة قرابة 2 في المئة في جبيل.
على هذا سيكون الصوت الشيعي مؤثراً بشكل كبير بخاصة في دائرة بعبدا، وبنسبة اقل في كسروان – جبيل، لكن حسب خبراء الانتخابات ستكون التحالفات هي الاساس، مع الأخذ بعين الاعتبار دور المجتمع المدني هذه المرة ونسبة المشاركة في الاقتراع.
والامر ذاته سينعكس على الدائرتين المختلطتين في البقاع: زحلة وبعلبك – الهرمل ولو بنسبة أقل، مع فارق ان الصوت السنّي وازن أكثر من الشيعي في دائرة زحلة، وبنسبة اقل في بعلبك الهرمل. مع انه في كلٍّ منهما نواب سنة (واحد في زحلة واثنان في بعلبك الهرمل) وسيكون الصوت السني هو المؤثر تبعاً لتحالفات باقي الاطراف مع «تيار المستقبل».
ينقسم الناخبون في دائرة زحلة مناصفة بين مسيحيين ومسلمين مع أرجحية مسيحية، وبلغ عدد الناخبين المسجلين المسيحيين عام 2018 نحو 95000 ناخب، والمسلمين نحو77000 ناخب، وإقترع فيها 172000 ناخب تقريباً. وتوزعت النسب فيها وقتها كالاتي:
سني 28.3%
روم كاثوليك 18.7%
شيعي 16%
ماروني 15.7 %
روم أرثوذكس 9.54%
مسيحي مختلف 5.2 %
أرمن ارثوذكس 4.99%
ارمن كاثوليك 1.07%
درزي 0.525 %
اما في بعلبك – الهرمل، فشكل الناخبون المسلمون النسبة الأكبر في هذه الدائرة وخصوصاً الشيعة منهم، إذ بلغ عددهم نحو 226000 من أصل 315000 ناخب بشكل عام. وتوزعت النسب كالآتي:
شيعي 73.3%
سني 13.3%
ماروني 7.35%
روم كاثوليك 5.36 %
روم ارثوذكس %0.724
مع ملاحظة ان هذه الارقام مستندة الى ما نشرته وزارة الداخلية، وان الزيادة في عدد الناخبين في كل الدوائر بلغت نحو 200 الف ناخب، من 3 ملايين و700 الف ناخب عام 2018 الى 3 ملايين و900 الف ناخب حسب الاحصاءات الجديدة.