IMLebanon

الأكثرية المقرّرة للانتخابات

 

 

إن كانت الانتخابات النيابية ستجرى فسيضع “حزب الله” كل ثقله السياسي وغير السياسي من أجل أن يحصل على أكثرية في المجلس النيابي، وهي مسألة مطلوبة في الشكل أولاً، وثانياً يجب أن تتضمن هذه الأكثرية أكثرية مسيحية تابعة لـ”حزب الله” كي يحافظ على الصورة القائمة حالياً والقول بأن الانتخابات لم تغير في الواقع السياسي.

 

ومن أجل تحقيق هذا الهدف يعمل “حزب الله” على الخطوط التالية:

 

أولاً، خط المجلس الدستوري من أجل حصر انتخاب اللبنانيين غير المقيمين بـ6 نواب يمثلون الكرة الأرضية وليس المشاركة وفق دوائرهم في لبنان والمساهمة في اختيار النواب الـ128، أو حرمانهم كلياً من حق الاقتراع في الخارج لإدراكه أن الغالبية العظمى من هؤلاء لن تصوت له ولحلفائه.

 

ثانياً، خط المصالحات ضمن الفريق الواحد رغم صعوبتها فـ”الحزب” يسعى للمصالحة بين “التيار الوطني الحر” من جهة وكل من حركة “أمل” وتيار “المردة” من جهة ثانية، ولكن الأثمان السياسية لهاتين المصالحتين باهظة ومن سيدفعها سيكون كمن يقضي على نفسه.

 

ثالثاً، سيحاول “حزب الله” تعويض “التيار الوطني الحر” بعض المقاعد النيابية التي قد يخسرها في بعض الدوائر ذات الغالبية المسيحية، ففي دائرة بيروت الثانية مثلاً، سيعمد “الحزب” إلى دعم المرشح الأرثوذكسي لـ”التيار”، كي يمكنه من الحصول على هذا المقعد ومقعد الأقليات أيضاً، وفي زحلة لن يبخل “الحزب” بما أمكن من أصوات شيعية لدعم مرشح “التيار” كي يحفظ له هذا المقعد في الندوة البرلمانية، وسينسحب هذا الأمر على كل الدوائر التي يتحالف فيها “الحزب” مع “التيار الوطني الحر”، ومنها أيضاً دائرة بعلبك الهرمل ومعركة “الحزب” هناك انتزاع المقعد النيابي الماروني من “القوات اللبنانية”، معتمداً أيضاً في هذه الدائرة وغيرها من الدوائر على تشرذم الأصوات السنية، لا سيما إذا قرر الرئيس سعد الحريري عدم خوض تيار “المستقبل” للمعركة، وإن خاضها فالتساؤلات ما زالت تدور حول التحالف بين “المستقبل” و”القوات اللبنانية”، علماً ان هناك من يروج بأن “المستقبل” يفضل التحالف الانتخابي مع “حزب الله” على التحالف مع “القوات”.

 

بين الأكثرية النيابية والأكثرية المسيحية ترابط واضح ولكن استخدامه في السياسة إن لم يكن لصالح “حزب الله” وحلفائه دونه مخاطر كثيرة قد تؤدي إلى مواجهة قاسية وصعبة، كما انه سيكون من الصعب لا بل من المستحيل على من قد يفوز بالأكثرية في وجه “حزب الله” أن يقف هذه المرة مكتوف الأيدي ومسلماً بالأمر الواقع والاستسلام.