Site icon IMLebanon

انتخابات

  

 

لم يكن متوقعاً أن يشارك الناخبون في طرابلس بإقبال كثيف على الانتخابات النيابية الفرعية وذلك لاعتبارات عديدة.

 

أولاً –  المزاج الشعبي اللبناني يميل الى الاستفادة من يوم العطلة الأسبوعية.

 

ثانياً – لدى الناخب الطرابلسي انطباع عن خطأ أو صواب أن النتيجة محسومة. وبالتالي فالحماسة مفقودة أساساً.

 

ثالثاً –  المعركة الانتخابية الفرعية لا تشهد مواجهات مباشرة بين الأقطاب وإن كانت موجودة بصورة غير مباشرة.

 

رابعاً – ليس المرشحون المنافسون للدكتورة ديما الجمالي من أصحاب الحيثيات البارزة. وهذا أيضاً يسهم في فتور  الحماسة.

 

خامساً – القيادات التي تخوض المعركة إيجاباً (بالاقتراع)  أو سلباً (بالمقاطعة) لا تخوض معركتها المباشرة فبإستثناء تيار المستقبل المعني بإيصال مرشحته تبدو مواقف حلفائه يغلب على معظمها طابع «رفع العتب».

 

سادساً – يجب الاعتراف بأنّ هناك نوعاً من «أزمة ثقة» بين المواطن والمسؤول. وهذا يُترجم في مناحٍ عديدة وليس فقط في الانتخابات النيابية.

 

سابعاً – لقد تكشفت  الانتخابات النيابية العامّة في أيار العام الماضي عن تمنع أكثرية كبيرة من الناخبين عن التوجه الى صناديق الاقتراع. صحيح أن نسبة المتخلفين عن ممارسة حقهم في الانتخاب كانت متفاوتة بين دائرة انتخابية ودائرة أخرى وبين ناخبي طائفة وناخبي طائفة ثانية، وبين ناخبي مذهب وناخبي مذهب سواه… ولكن الحقيقة  كانت واضحة  وهي أنّ الإقبال على الانتخاب كان ضعيفاً في العموم.

 

ثامناً – سترتفع الأصوات، ابتداءً من اليوم، بنغمات مختلفة تحاول أن تتناول تمنع أكثرية الناخبين عن الاقتراع بتفسيرات عديدة…

 

ولقد يكون بعضها مدّعياً أن الناخبين لم يقترعوا بكثافة تجاوباً مع دعوة الذين قالوا بالمقاطعة، وهذا سيكون أسوأ تفسير وربما الأكثر سذاجة. وهو لا يرتكز الى أرض الواقع على الإطلاق.

 

فلو كان الفريق الذي قال بالمقاطعة واثقاً من قدراته الشعبية لكان بادر الى التقدم بمرشح جديد أو بالمرشح ذاته الذي خاض الانتخابات في دورة أيار 2018 والذي تقدّم بالطعن في تلك الانتخابات العامة أمام المجلس الدستوري.

 

يبقى أنّ ما كُتب قد كُتب.. وما احتوته صناديق الاقتراع وأسفرت عنه من نتائج يشي بأمور عديد ويطرح تساؤلات كثيرة:

 

1- القيادات التي قالت إنها تدعم مرشحة تيار المستقبل الدكتور ديما الجمالي هل وفت، كلها، بتعهداتها؟ وهل كان هذا الإيفاء ضئيلاً أو متوسطاً؟!

 

2- هل كانت التحالفات في طرابلس مجرد «رفقة يوم أحد انتخابي»  أو أنها ستكون  قاعدة لتحالف سياسي صلب؟! واستطراداً: هل تلتقي تلك القيادات، كلها، على منطلقات سياسية أو أن لكلٍ منها مفهوماً وقراءة مختلِفَيْن، بل متناقضين أحياناً؟!

 

لا شك في أنّ الزعامات والأحزاب والقيادات ستعكف على وضع انتخابات طرابلس تحت المجهر ذي العَدَسة المكبرة، فتتدارسها بجدية ومسؤولية (منذ تحالفات الانتخابات العامّة في 2018 حتى نتيجة الانتخابات الفرعية أمس، مروراً بالنتائج السابقة، والاصطفافات السابقة والحالية) حتى إذا حصل ذلك فلا بدّ من التوصل الى استنتاجات  وخلاصات قد يُبنى عليها الكثير في المستقبل الانتخابي الذي لا يفصلنا عنه سوى ثلاث سنوات سرعان ما ندركها برمشة عين.