Site icon IMLebanon

الإنتخابات ليست حلاً

 

 

الإنتخابات ليست حّلاً، وفي وقتٍ يُسارع فيه جميع الأفرقاء سواءً بالخروج من الانتخابات والعزوف عن الترشّح كما فعل الرّئيس سعد الحريري بالأمس ـ مُصدّقاً في عزوفه هذا كلّ الشّائعات التي راجت في الأسابيع الماضية ـ أو بإعلان ترشيحاتهم وبدء دعاياتهم لها أيضاً، وفي وقتٍ يتجاهل فيه الجميع أيضاً أنّنا أمام مسألة حياة أم موت بالنسبة للبنان الوطن والدولة وأنّ انتخابات العام 2022 ستكون الأخيرة لأنّ العقليّة التي تُدير اللعبة السياسيّة بنفس الأدوات والأساليب تحكم على لبنان بالموت خصوصاً أنّ الجميع يعرف أنّها قد تُكرّر “مجلساً وحكومة ورئيس جمهورية” نفس موديل العام 2018!

 

كأنّ اللبنانيّين لم يشبعوا أكاذيب ونهباً وسرقة وفساداً وإفساداً فيسارعون التّرويج لهذا أو ذاك من بوّابة خدماته التي لا يراها المواطن إلا قبيل أيام الانتخابات إلى حدّ يدفعك للتّساؤل إلى هذه الدّرجة اللبناني رخيص عند هؤلاء وبعد كلّ ما يعيشه هذا الشّعب وما تعرّض له هذا كثير جداً؟ أيّ شعب آخر في العالم يعجز عن احتمال هكذا دولة، لم يمرّ زمن حتى تخون اللبناني ذاكرته، مجدّداً نجد أنفسنا نتحجّب من أنّها ليست المرّة الأولى التي يتواطأ اللبناني بها على نفسه ووطنه، ويؤكد الواقع اليومي اللبناني الميؤوس منه أنّ حال البلد من الصّعب أن يتغيّر ما دام الفرقاء أنفسهم يشمّرون سواعدهم للقبض على السّلطة من جديد، وأنّنا أمام نوعيّة من الشّعب والمسؤولين تمارس بالتكافل والتضامن أكبر عملية خداعٍ واحتيال في تاريخ لبنان وشعبه إسمها تجديد الحياة الدّيموقراطيّة!!

 

لبنان.. إلى أين، إلى الانتخابات؟! نحن في بلد غارق على جميع المستويات والأفق اللبناني شبه مسدود والمضحك أنّ دول العالم لا تفهم اللعبة اللبنانيّة الإنتخابيّة لظنّها أن المشهد الانتخابي يُدار في الغرف أمام الصندوق حيث يسقط المواطن اللبناني اختياره فيما المشهد الحقيقي يمارس في الخارج حيث لا قوانين تحمي المواطن من ابتزازه في بلد وزارة فيه مغارة نهب منظّم، مغارة مدرّبة على الفساد؟ من المؤسف أنّ الذين يديرون أمور اللبنانيين “مافيا” مدرّبة على نهب ثروات الشعب، ولن تغادر هذه الطبقة السياسيّة الحكم لأنّها هي نفسها تصمّم وتفصّل قوانين الانتخاب على قياسها!

 

نفد وقت التغيير والفرص والتجريب ما يحدث مجرّد توزيع وهم على الشعب اللبناني ولا يريد أحد أن يتصرّف على قدر المسؤوليّة، وفي هذا الوقت المزري من تاريخ لبنان وأزماته الكثيرة ننتظر أن نجد من يأخذ الواقع اللبناني على محمل الجدّ من هؤلاء المرشّحين وأن يحترم عقول النّاس ويصارحهم بعيداً عن “العناوين العامّة” الواهية في المنظومة الفريدة للغة الانتخابيّة، التي لا تزيد الأمور إلا انهياراً!!