IMLebanon

الهرولة إلى الوراء

 

يُتوقع أن تشهد الأيام الثلاثة الآتية هرولة معكوسة لسحب الكثير جداً من الترشحات إلى الانتخابات النيابية العامة، بعدما تكشفت لأغلبية المرشحين، أن المسألة ليست لعبة، ولا هي في الحد الأدنى مِزاحٌ، تبيّنَ أن معظمه من النوع بالغ السماجة وثقل الدم… أمس، ضمّ لقاء عابر مجموعةً من الذين يتعاطون في الشأن العام، علماً أن أكثريتهم كانت من السياسيين والصحافيين وأيضاً من المنظّرين، والعياذ بالله…

 

تمحور النقاش حول الوحي الذي هبط على المئات في الساعات الأربع والعشرين التي تسبق موعد قفل باب الترشح، فتدفّق القوم، ذرافاتٍ ووحداناً، على حد ما يقول المثل – التعبير التراثي. وما أن انتهى «موسم» الترشحات حتى حان موسم القطاف والجنى، لاستثمار هذه الخطوة، فكانت الخيبة، ليس على صعيد إجراء عمليات الاقتراع والنتائج (وهذه «بعد بكّير» عليها) إنما على الصعدان المتعددة، وهنا نماذج:

 

* هناك الذين كانوا يعتقدون أن ظهورهم شتّامين، في الساحات وعلى الطرقات وفي الشوارع، وحتى في الزواريب، يعطيهم براءة مرور إلى قلوب الناس… واكتشفوا أن هذا كان حصرماً في حلب.

 

* آخرون استبد بهم جنون عظمةٍ فارغة، يتمثّل في أن مجرد قراءة أسمائهم في عداد المرشحين يمنحهم»برستيج» مهمّاً، يرافقهم طوال العمر (مرشح سابق) ما شاء الله.

 

* فريق «ضربها كيميا فطلعت وحل الحديد»… إذ كان في ظنه أنه سيجني أموالًا مقابل الانسحاب، فتبين له أن تلك قصور من رمال.

 

* وهناك مَن اكتشف أن المسألة الانتخابية تستلزم أموالاً غير قليلة، وأنها غير متوافرة.

 

… وكان القرار بالعود على بدء، وخيرها بغيرها…

 

وفي تقديرنا أن الهرولة إلى الوراء المنتظرة بقوة في الأيام القريبة المقبلة، بدءاً من يوم الخميس المقبل، بسحب الترشح، قد تكون مفيدة لكي تعرف الضفادع أنها ليست ثيراناً…