وصف ديبلوماسي أوروبي غربي السباق إلى 15 أيار بأنه أشبه ما يكون بـ»تنفيذ حكم بالأشغال الشاقة»، لأن حقيقة المشهد الانتخابي تشي بأن «الجماعة السياسية» تذهب إليه «مرغَمة» بالرغم من «مهرجان الكذب والتكاذب» الذي يتمثل بهذا الكم الهائل من النفاق الذي تحفل به التصريحات التي يغرق فيها اللبنانيون.
في هذه النقطة بالذات يقول الديبلوماسي إنه سيكشف سراً للمرة الأولى، وهو أن رئيس بلده استدعى خبيراً في قراءة أمائر الوجوه وأيضاً ما يُعرف بـ»لغة الجسد» وطلب إليه أن «يقرأ» في أربعة فيديوات لأربع شخصيات لبنانية بارزة معنية مباشرة بالانتخابات النيابية، وكانت الخطابات والمواقف والمضامين فيها تدور حول المعركة الانتخابية عندنا والتنافس.
أضاف الديبلوماسي أنه بعد يومين عاد الخبير وفي جعبته تقرير مفصل ومطوّل عن كل من القياديين الأربعة.
الديبلوماسي لم يشأ أن يدخل في التفاصيل ولا النيّات التي تكشّفت في التقرير، باستثناء نقطة واحدة تبين أنها جاءت مشتركة بين الشخصيات الأربع، وأن بنسَبٍ مختلفة، إلا وهي الكذب…
أما الدراسة النفسية التي انتهى إليها فهي مما يدخل في أمانات المجالس.
والواقع أن الجامع المشترك بين الأربعة، أي الكذب، لم يفاجئ أحداً من أصدقاء الديبلوماسي الأوروبي الغربي، خصوصاً لجهة الحماسة «المنفوخة» للانتخابات. فليس جلّاس ذلك اللقاء، وحدهم، مَن يعرفون أن أحداً من الجماعة السياسية لا يريد الانتخابات، إذ إن اللبنانيين جميعهم لا يريدونها… وهم يسيرون إليها مرغَمين، كمن ينفذ، حكماً قضائياً يسعى جاهداً للهروب من أحكامه، ولكنه يدّعي العكس تماماً…
ولم يكن الناخبون، في هذا اللبنان المنكوب، يجهلون هذه الحقيقة. وحتى أصحاب الرؤوس المقفلة، التي هي «بخواتم ربها» من جماعات المنضوين إلى بعض الأحزاب والميليشيات، هم كذلك يعرفون هذه الحقيقة الصارخة، ولكنهم «مجرورون» إلى هتافات «بالروح والدم»…
أما السبب الرئيس لادعاء البطولات عند القيادات فهو بيع بضاعة كاذبة، سرعان ما ستكشفها صندوقة الاقتراع…