IMLebanon

الإنتخابات ومقصلة المسيحيين؟!

 

أمر معيب أن يبدأ الصباح عند كل فجر لدى المواطن اللبناني، أقله بسماعه صفة الشماتة بعقله وكرامته من قبل السلطة الحاكمة وتداعيات شرورها المتواصلة:

 

– الأول : خبر سرقة كراسي العزاء في منطقة البقاع تبعها «نشل» النعش فارغا!!

 

-الثاني: خبر هجرة عدد كبير من موظفي القطاع العام، حتى الذين يشغلون مواقع حساسة الى الخارج!!

 

– الثالث: هجرة مسيحية مرعبة، وبكركي وحدها تعرف عديدها.

 

وبعيدا عن الربط بين هذه الفواجع، ومدى الإنهيار الحاصل في البلاد وفرادة كل حادث على حدى في تاريخ لبنان، يبقى أن هناك، ويمكن عن وجه حق، من يفتش عن سماكة وعرض وعلو حاصله الانتخابي خلال الانتخابات القادمة! وكأن أصحاب المصائب من جنسيات أجنبية لا وجود صلة رحم أو قرابى وحتى مواطنة داخل الوطن الواحد !

 

تستأهل هذه المحطات وفق أوساط مراقبة التوقف عندها، والتمعن في تداعياتها قبل الوصول الى سرقة المتواجد داخل النعش نفسه! أي تجارة الجثث وبيعها بما تستحق، وليس في الامر غرابة ما دامت الامور وصلت الى هذا الحد، والدولة ليست في عجلة من أمرها في اي أمر لا يعني الطبقة السياسية وعائلاتها !!

 

لا مكان «للإسترخاء» في هذا البلد المتحرك، تضيف الاوساط، وسط ضجيج العملية الانتخابية وتقاتل الاخوة على حاصل لا يقدم أو يؤخر، أقله في سعر حليب الاطفال ودواء العجزة ! حيث كافة السواقي تصب في نهر الانتخابات، حيث التحالف وتوزيع المغانم أمر مبكر للغاية، لكن كل ما يخطر على البال متواجد خصوصا في المناطق المسيحية التي يتم حصر الاستحقاق فيها، مع العلم أن اليقين يخبر بحقيقة الواقع المرير، حيث كل طرف يمارس التصعيد على خلفية خدمة الأجندة التابعة له ، ولا يمكن فصل المسار السني مؤخرا عن هذا الواقع سوى بإتفاق بين الرئيسين نجيب ميقاتي وسعد الحريري، لكن على مضض!

 

تورد هذه الاوساط أن المناطق المسيحية قد تشبّعت من الشائعات عن التحالفات المرافقة للأحقاد، فيما يسير الشركاء في الوطن على وتيرة أخف بكثير مما هو حاصل لدى مؤسسي هذا الوطن أو ما تبقى لهم فيه، ولأن بشاعة هذا الوطن تكمن في إفتقاده للعمل أقله على هوامش الديموقراطية، على المسيحيين وفق الاوساط نفسها، عدم تمنين النفس بما هو أكثر من التمنيات والاحلام، فالمسألة أكبر منهم ومن الاهتمام بهم من قبل أية دولة في الكرة الارضية جمعاء، فيما لو كان الاهتمام المسيحي «بصحة» أبنائه يتوازى مع التطلعات، يمكن غضّ النظر عن هذا الخلاف الذي يعمي بصيرتهم ومستقبل ناسهم وأولادهم.

 

وتسأل الاوساط : كيف يمكن للنائب السابق وليد جنبلاط أن يجمع محصول الزيت والزيتون في الجنوب وغيره منذ العام 2019 ويضعه في خوابي الطائفة خوفا من غدر الزمن ؟ وما يسري على هذه المواد يتطابق مع نظرته الى المواد الغذائية والتموينية، حيث هناك عشرات الاطنان متواجدة في المخازن ؟ إنها الرؤية نحو المستقبل القاتم، والذي حصل تماما كما توقع الزعيم الدرزي ! والشيعة قاموا بالامر نفسه من مازوت وبنزين ومواد صالحة للطعام، بحيث أصبحت شوارع الضاحية ومحلاتها مقصدا للمسيحيين المحتاجين ؟ أين هي خزائن ومخازن المسيحيين ؟ وأي مسيحي أوجد لنفسه مساحة التفكير في حاجة الجماعة ؟

 

وتقول الاوساط عينها أن الوعود الوردية في الساحة المسيحية لا تبني مجتمعا متماسكا قابلا للبقاء في محيط كما هو معروف إسلامي بإمتياز، وإذا ما كانت الحاجة في العام 2005 الى وسيط مسيحي بين الشيعة والسنة أو هيئة إسعاف تنقل المصابين من الطرفين، اليوم تم غضّ الطرف حتى عن هذه الحاجة، والجميع يدرك الامر، وأولهم جميع المسيحيين الذين تعاقبوا على السلطة، وهذا يعني إنتفاء الحاجة الى خدمات من يتطوع لدى حزب الله أو «حركة أمل» أو الحزب «الاشتراكي» لتنفيذ أجندة شخصية، وخاصة بعيدا عن مصلحة الجماعة !؟

 

إن هذا البلد قائم على عقلية العشيرة والقبيلة وسياسة شيوخ الصلح ، تضيف الاوساط، فيما المسيحيون «يقبضون» القصة بشكل جدي ويريدون لبنان متحرر وسيادي ومستقل وغربي الهوى، ويعرفون أن قارة أوروبا بأكملها خاضعة للنفوذ الأكبر، ولكن أي غرب سيلتفت بعد الاّن الى المسيحيين المشرذمين التابعين، أو بالأحرى ما هي الفائدة التي يقدمها المجتمع المسيحي الى الغرب أو الشرق ؟ ومن يصدق بعد الاّن أن الإهتمام سيتواجد لدى فئة غير متحابة، وحتى أنها تكره نفسها وتخون بعضها وتتآمر على مستقبل أطفالها الذين يتعلمون في المدارس القبرصية وغيرها! في السوق الغربي أيها المسيحيون يبيعون الكرامات بالغرام النفطي ويشترون الشرف بأبخس الأسعار… إنها السوق العالمية الجشعة القائمة على الذهب والغاز، هل لديكم من هذه البضاعة؟

 

ما هو المطلوب كي لا يُسرق التابوت وصاحبه؟ جواب الاوساط بملخص صغير فحواه التالي: أمام المجتمع المسيحي ربما فرصة أخيرة في سبيل «قبع» عديمي الرؤية والمنافقين وأصحاب الجحود والحقد الاعمى من «شروشهم» وخلعهم عن عروشهم ، وتقديم الافضل في الانتخابات القادمة وتكوين «طقم» جديد لا يعتريه الإهتراء والعفن والتطلع الى الوراء، بل قادر على إستنهاض مجتمعه المليء بالخبرات والمبادرات، ويجب عدم التناسي أن المسيحي مبدع في الدرجة الاولى بشهادة شركائه في الوطن، ومن المستحيل ضياع هذه الصفة- الوظيفة من أجل نائب لا يقدم أو يؤخر في مستقبل الجماعة.