قد يكون الجامع المشترك بين الكويت ودافوس وعين التينة أنَّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أكَّد من الكويت على أنَّ الإنتخابات جارية، وفي موعدها، والأمر عينه أكَّد عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري من عين التينة، ورئيس الحكومة سعد الحريري أكَّد عليه من دافوس. ليس هذا كل ما قيل، لكنه الشيء المشترك:
ففي الكويت تحدث أميرها عن المكانة الخاصة التي يكنُّها والشعب الكويتي للبنان واللبنانيين، إضافة إلى العلاقة القديمة التي جمعته بالرئيس عون.
ولم يكتفِ بذلك بل أبدى الحرص على التركيز على القمة العربية المرتقبة في الرياض في الربيع المقبل، والقمة المرتقبة في بيروت في العام 2019، حيث أكَّد أمير الكويت أنَّه سيكون في طليعة المشاركين على رأس الوفد الكويتي.
الدعم الكويتي، وهو بالمناسبة ليس جديداً، من شأنه أن يعطي جرعة دعم للبنان سواء على المستوى الإقتصادي، من خلال صندوق التنمية الكويتي، أو من خلال المشاريع الأخرى.
***
وفيما رئيس الجمهورية في الكويت، كان رئيس الحكومة سعد الحريري يعلن سلسلة من الثوابت من دافوس، ومن أبرزها أهمية العلاقات مع المملكة العربية السعودية، واصفاً علاقته بها على أفضل ما يرام، وهو في هذا السياق التقى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي مثَّل المملكة في منتدى دافوس. ومن اللقاءات البارزة أيضاً اجتماعه مع السفير الأميركي السابق في لبنان، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان.
***
أما في عين التينة فكلام انتخابات بامتياز، مع التشديد على إقفال باب القانون.
في الموازاة، يبدو أنَّ الإستعدادات التقنية تسير في سرعة لافتة، فقد أنجزت وزارة الداخلية كلَّ الترتيبات اللوجستية تقريباً للعملية الإنتخابية، ولم يبقَ سوى صدور مراسيم تشكيل لجان القيد، وتعميم لوائح الشطب للناخبين ليُصار إلى تنقيحها خلال شهر آذار، ومن ثم تحديد مراكز الإقتراع في كل لبنان التي سيشرف على العملية الإنتخابية فيها نحو عشرين ألف شخص، بعد أن يكونوا قد خضعوا لدورات تدريبية على القانون الجديد.
***
معظم القادة لم ينتظروا إنجاز التحضيرات اللوجستية، فبدأ الحث على الترشح لتركيب اللوائح، ويجري الأمر تباعاً في معظم المناطق اللبنانية، بحسب التعقيدات والمعالجات، فالمناطق التي فيها معالجات أكثر من غيرها، تتقدَّم فيها التحضيرات أكثر من غيرها كمناطق الجنوب والبقاع حيث الثنائية الشيعية تتقدَّم على غيرها.
في الجبل، وتحديداً في الشوف وعاليه، فإنَّ النائب وليد جنبلاط يفضِّل، إنضاج الطبخة بين الثنائي المسيحي في الجبل، ومع تيار المستقبل صاحب التمثيل القوي في اقليم الخروب.
***
هذه عينة، وهي تدل على أنَّ ميزة هذا القانون أنَّ الجميع يحتاجون إلى بعضهم البعض، ولا قدرة لأحد بمفرده على أن يخوض الإنتخابات منفرداً، وهذه هي قوة الإنتخابات في دورتها المقبلة.