أتوقع إقبالاً جماهيرياً واسعاً للمشاركة في انتخاب أعضاء مجلس النواب الجديد. فهل تأتي هذه الانتخابات لتؤكد ان ثمة أسساً حقيقية أو ثابتة للبناء الاقتصادي فالاجتماعي والسياسي ولنهضة شاملة في مختلف نواحي الحياة؟
المسؤولية الملقاة على عاتق أعضاء مجلس النواب الجديد مسؤولية كبيرة، وهي أمانة عظيمة تتطلب المزيد من الجهد في سبيل تحقيق أهداف الشعب في الحياة الحرة الكريمة. النواب كممثلين للشعب في أعلى مؤسسة دستورية في البلاد مسؤولون مباشرة عن التعبير عن اماني الشعب وآماله. ثمة أسئلة تطرح هنا:
1- هل تشارك المرأة في المجال التشريعي والسياسي في المجلس الجديد، فتبثّ مجتمعنا شيئاً من الوجدان؟
2- هل المنتخبون سيكونون أهلاً للمسؤولية التي حمّلتهم إياها جماهيرنا الواعية؟
3- هل يطمئن الناخبون أساساً إلى ما يزمع عليه فعلاً المرشحون من مشاريع أو أفكار؟
4- هل تؤخَذ في الاعتبار، عند عملية الاقتراع، إنجازات المرشح السابقة أو مستواه العلمي أو نزاهته أو مدى اطلاعه على الدستور والقوانين أو قدرته على المطالعة المتأنية أو الكتابة البليغة ولو بالحد الأدنى؟
5- هل لدى المرشح استعداد لما لينقل مع زملائه عالمنا من مجتمع زائف الحضارة إلى نقلة نوعية، من سوق عكاظ صاخب إلى مائدة محبة سخية؟
6- هل المرشح المرجَّح الفوز مدرك ان الطائفية التي نحياها في وجهها المقيت لن تعالج ما لم ننزل إلى عمق الإيمان ومن عمقه الإنسان الآخر؟
7- هل التقى المرشح الذي أفلح، في أعماقه، اخاه في الوطنية، ليس في إيمانه المحكي وحسب بل في الإيمان المتجسّد عطاءً ومسعى سياسياً هو من اشرف المساعي؟
8- هل يُشارك النائب الجديد فعلاً في التغيير والإصلاح بعد الانقاذ بعيداً عن مناخات التورية والتكاذب والتذاكي والارتهان. هل تراه يباشر ولو مع قلة سواه، الحياة الجديدة بنفحات القلب، بالزهد في سبيل الكرم. هذه الضيافة التي نمارسها في تقطع ينبغي ان تصبح أسلوب حياة لا على موائد سخية نُظهر فيها الأنا على النّاس ولكن بمائدة مقيمة في سخاء القلب يُشارك فيها كل قلب وبانفتاح الكف في الكف بتواضع من توارى امام المخلوق الآخر ليحيا هذا الآخر بكرامة الحب.
أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه