يخوض طلاب الجامعة الأميركية في بيروت معركتهم الانتخابية اليوم، للمرة الاولى بقانون «النسبية» الذي لطالما كافحوا من أجل تطبيقه في انتخاباتهم الطلابية.
وكان الطلاب يأملون إقرار قانون انتخابي جديد منذ العام الماضي، إلا أن اللجنة المكلفة من «الحكومة الطلابية» لم تتمكن حينها من تحقيق هذا الأمر، فاضطر عميد الطلاب لإجراء انتخابات استناداً الى آخر قانون تشريعي للجامعة، أي قانون العام 2010 الذي لم يلق ترحيباً، على خلاف «النسبية» الذي يعتبره معظم الطلاب منصفاً.
ومع اعتماد هذا القانون، تتطلب كل لائحة نسبة معينة من الأصوات على الكليات الست، ليتم تقسيمها على عدد المقاعد، كما تُلغى تلقائياً سياسة شطب أسماء المرشحين.
عادة، ينتخب الطلاب مجلسهم الطلابي الذي ينتخب بدوره «الحكومة الطلابية» التي تضم 17 طالباً، إضافة الى نائب الرئيس (وهو أعلى منصب طلابي، والذي كان العام الماضي من نصيب حركة أمل، بعد فوز 8 آذار في انتخابات الجامعة).
لا يعتبر قانون «النسبية» التغيير الوحيد الذي طرأ على الانتخابات، بل كانت هناك مفاجأة لهذا العام، تمثلت بانضمام «الاشتراكي» الى قوى «8 آذار»، بعدما خاض المعركة في العام الماضي الى جانب «14 آذار».
إذاً، ستدور المعركة الطلابية اليوم بين تحالف «14 آذار» (القوات، والمستقبل) تحت شعار «قيادة للتغيير»، وتحالف «الاشتراكي» + «8 آذار» (التيار الوطني الحر، حزب الله، أمل، الطاشناق والحزب السوري القومي الاجتماعي) تحت شعار «طلاب للتغيير». وبين «8 و14»، يقف المستقلون كعادتهم ليحملوا هذا العام شعار «خيار الكلية».
وتعتبر «الأميركية» الجامعة الوحيدة في لبنان التي تضم عددا كبيرا من المستقلين الذين يخوضون المعركة، ويحققون نتائج متقدمة، بهدف «إلغاء الطائفية السياسية داخل الحرم الأكاديمي».
وفي كل سنة يحصل المستقلون على عدد من المقاعد في «الحكومة الطلابية».
وللمرة الاولى، تبرز حملة رابعة في انتخابات الأميركية، تضمّ مجموعة من الطلاب الذين رفعوا شعار «صوت واحد»، ومن بين هؤلاء طلاب ينتمون الى «الجماعة الإسلامية».
وعن انضمام «الاشتراكي» الى صفوف «8 آذار»، يوضح الأمين العام لـ «منظمة الشباب التقدمي» سلام عبد الصمد لـ «السفير»، أن «الحزب اختار العمل على مشروع انتخابي جديد، بخلاف الأعوام الماضية، وأنه وجد مطالبه ضمن تحالف 8 آذار». ويقول انه «لم يعد هناك وجود لـ8 و14، إلا أن بعض القوى السياسة تصرّ على هذا الموال». ويؤكد أن «الاشتراكي اليوم، يعتبر قوة ضاربة داخل الحرم الجامعي، لكنه لا يحسم نتيجة الفائز».
من جهته، يلفت مسؤول الجامعات الخاصة في «حركة أمل» علي ياسين، النظر إلى أن الحركة «ساهمت في تطبيق قانون النسبية، كما ساهمت من خلال مساع عدة بانضمام الاشتراكي الى تحالف 8 آذار». ويرى أن «قانون النسبية يحفظ دور الكليات»، مؤكداً أن «حركة أمل لا تستمدّ قوتها من قانون انتخابي، والدليل على ذلك، وصولها الى منصب رئاسة المجلس الطــلابي لأكــثر من مرة، عبر قوانين انتخابات مختلفة».
أما منسق مكتب طلاب بيروت في «تيار المستقبل» خالد عجاج، فيلفت النظر الى أنّ «المستقبل قد اعتاد على مزاجية الاشتراكي في إعلان موقفه مع 14 آذار»، مشدداً على أن «المستقبل يهدف الى الوصول إلى أكبر قاعدة شعبية». ويستبعد أن «يؤثر غياب الاشتراكي سلباً على تحالف المستقبل والقوات»، مؤكداً، في الوقت نفسه، «صعوبة خوض انتخابات الأميركية».
يُذكر أن صناديق الاقتراع ستفتــح اليوم من العاشرة صباحاً وحتى الخامسة من بعد الظهر.